لم تكن "أنفاس"، التي أدراها الشاعر عبد اللطيف اللعبي، مجلة عادية، بل كانت عنوانا عريضا ل"ثورة ثقافية" عرفها المغرب. ولذلك استحقت من الصحافية والناقدة الأدبية كنزة الصفريوي دراسة شاملة لرهانات تأسيس أنفاس، لالتزاماتها وأفقها الأدبي والثقافي، وللتحولات التي قادتها نحو انتمائها الإيديولوجي وانخراطها السياسي غير المهادن. الدراسة هي في الأصل أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن، وتتضمن سردا مشوقا لمسار "أنفاس" ولمواقفها الملتزمة، مقرونا بشهادات لمؤسسيها والمساهمين فيها، ومن بينهم محمد برادة التي نترجم له هذه الشهادة، ذلك أن أنفاس تعتبر، بحق، أول مجلة مغربية سعت إلى ردم الهوة بين الكتاب باللغة العربية وزملائهم باللغة الفرنسية، كمادافعت عن الجيل الجديد من الكتاب بغض النظر عن اللغة الموظفة. وهو ما جعل نسختها الفرنسية تترجم، منذ أعدادها الأولى، قصائد من العربية إلى الفرنسية، وإلى إنشاء النسخة العربية ابتداء من ماي 1971، مع نشر أعداد مزدوجة اللغة.. ضمن أي سياق، اندرجت مجلة أنفاس؟ أعتقد،أن أنفاس أجابت أولا على رغبة، التجديد الأدبي. بعد عودتي من مصر سنة1960، بدأت في الإطراء على أدب، يكتب بعربية عصرية، وأشرفت إلى جانب عبد الجبار السحيمي ومحمد العربي المساري، على: مجلة القصة والمسرح.إذن،أخذ السعي، مسارا كهذا، بالنسبة للأدب المكتوب بالعربية. أصدرنا إلى غاية 1963، فقط ثلاثة أعداد، نظرا لانعدام الإمكانيات المادية.سنة بعد ذلك، ظهرت مجلة أقلام بالعربية. ثم سنة 1966،ظهر أول عدد، عن مجلة أنفاس.هي ذات الحقبة،التي تعكس تطلع الشباب نحو أدب آخر، أكثر تحررا، وجد قريب، من التحولات المتسارعة عقب الاستقلال. إنه تحرك شبابي ''ثوري"، تطلع نحو تغيير كل شيء.مجلة أنفاس، من خلال القصائد الشعرية لمصطفى النيسابوري واللعبي والطاهر بن جلون،مع غياب أسماء أخرى عن ذاكرتي، ستبلور السياق.أصدقاؤنا وزملاؤنا، الذين يكتبون بالفرنسية،استفادوا من اتصالهم المباشر، بما يجري خاصة، داخل فضاءات الأدب الفرنسي:الحركة السوريالية، والكتابات المجددة منذ بداية القرن العشرين... .لقد، تمتعوا أصلا،بهامش من حرية التعبير، لأن قراء نصوصهم، شكلوا نخبة، وبالتالي لم تلتفت إليهم الرقابة كثيرا.إجمالا،وأظنها نقطة جوهرية،تباينت وضعية وموقع،أدباء الفرنسية ثم من يكتب بالعربية.الفئة الأخيرة،كانت أكثر تأثرا بما يحدث في المشرق،يقرؤون الترجمات العربية، المتعلقة أساسا بجان بول سارتر وسيمون دو بوفوار وألبير كامو وأندري جيد...،البعض منهم يقرأ بالفرنسية، لكنهم ظلوا أقرب إلى السياق السوسيو-سياسي.من هنا النزوع،نحو تبني أسلوب واقعي،وكذا واقعي جديد.في حين،عاش أصدقاؤنا، ذات الأمر،بطريقة مختلفة،متجهين بشكل خاص إلى التجديد خارج الإطار الواقعي. هل ارتبط ذلك،بمواقفهم السياسية؟ قبل انخراطهم في السياسية.ما كان جوهريا، أنهم يبدعون وتناولوا الأدب تناولا جديا،فأتوا بأشياء إلى المجال الأدبي.سنة 1961 ،أصبحت عضوا في اتحاد كتاب المغرب،غير أني انسحبت منه، بجانب أصدقاء آخرين سنة1963 ،احتجاجا على محمد عزيز الحبابي، الذي كان يقدم نفسه بصفة حيادية، دون انتمائه لأي حزب سياسي.بداية، اتفقنا على أنه سيكون إطارا غير رسمي،بعيدا عن القصر،مع التأكيد على ضرورة ضمه لكل الاتجاهات سواء يمينية أو يسارية... .غير أن عزيز الحبابي، شرع يغازل القصر،مما اضطرنا إلى الانسحاب،ثم عدنا ثانية للإطاحة به.أصدقاؤنا اللعبي وآخرين،وجهوا له انتقادات،ولا أعرف هل حضروا معنا أم لا،لكنهم رفضوا الدخول في التجربة. كيف تجلت العلاقة، بين كتّاب اللغة العربية والفرنسية؟ بدأ الحوار بينهما، رويدا رويدا.مما أثمر إصدار عدد مشترك، تضمن نصوصا بالعربية والفرنسية.كانت مبادرة، ثم بداية سجال، وحوار.غير، أن الأكثر أهمية مما سبق، تمثل في تنظيمنا ذات ظهيرة، لمائدة مستديرة حول محتويات العدد،بكلية الآداب في الرباط.خلال تلك الحقبة،كنت أدرِّس في الجامعة وأشتغل في الإذاعة.لكن سنة1964،طردني أوفقير من جهاز الراديو،ومكثت في الجامعة كأستاذ مساعد.ذلك النقاش،أبان عن وجهات نظر متضاربة وسجالات :يقول تيار العربية أن كتّاب الفرنسية،يقتفون خطى نمط فرنسي،سوريالي.لكن،في نهاية المطاف،استطعنا الاتفاق على خلاصة :التنوع في التعبير مهم،وينبغي ترجمة النصوص من الفرنسية والعربية،وقد قمنا بأشياء كثيرة.بهذا الخصوص، أنا صاحب أول ترجمة،همت الطاهر بن جلون بعد استقراره في باريس،يتعلق الأمر بعمله : le Discours Du Chameau .ترجمته وأصدرته هنا في المغرب. أيضا،حين اعتقال اللعبي، ساهمت بجانب آخرين،في ترجمة بعض قصائده.مثلما ،كتبت دراسة بالعربية،حول رواية''أكادير''لمحمد خير الدين. هل استساغ، كتّاب العربية، الأدب الفرنكفوني؟ نعم لقد سلمنا بهذا الأدب،نظرا لإدراكنا أنهم كتبوا بالفرنسية،جراء عدم قدرتهم،كي يفعلوا ذلك بالعربية.مسألة،تعود إلى سياسة تعليمية توخت فرنسة المجتمع المغربي.إذن،هم حصيلة وضعية تاريخية،فالفرنسية شكلت اللغة المهيمنة،بينما استكانت العربية إلى جامعة القرويين، وكذا مدارس الحركة الوطنية. هي المدارس، التي تابعتم فيها، مساركم الدراسي؟ أنا وآخرين،فقد ولجنا الحجرات الدراسية،لما كنا نسميه بمدارس الحركة الوطنية،داخل منازل فتحت بمشاركة الشعب.خلال ذلك العهد،ارتكزت الحركة الوطنية على حزب الاستقلال،مما أتاح لنا أساسا فرصة دراسة العربية،وقليلا من الفرنسية.مدارس،لم تكن أسلاك نظامها تتجاوز شهادة الباكالوريا،بل وأحيانا تنتهي قبل هذا المستوى،فكنا مجبرين على السفر إلى سوريا والعراق ومصر.لكي يتحقق هذا الأمر معي،أرغمت على الهروب !بحيث تسجلت في مكتب الشباب،الذي يشرف عليه الفرنسيون،بدعوى حضور ندوات في منطقة" Aix Provence"،ومن هناك غيرت الاتجاه. ألم، يوجد من مسلك مباشر؟ كان ممنوعا !فلا يمكنني الذهاب من المغرب.للحصول على جواز السفر،ادعيت أني أرغب في الذهاب إلى فرنسا.تسلمت الجواز،وقصدت إيطاليا، من أجل التأشيرة المصرية.بعد مرحلة مصر،ذهبت إلى فرنسا لاستكمال أطروحة الدكتوراه. هل تبلور حوار بين أدباء العربية والفرنسية، في البلدان المغاربية الأخرى؟ مع تجربة الأدب الجزائري،لاسيما بعد سنة 1962،فقد أسرع تيار العربية إلى إقصاء كتّاب الفرنسية،مع أن الأخيرين هم من تبنى وأقام دعائم الأدب الجزائري الحديث،على أساس مفهوم الحداثة.محمد ديب ومولود فرعون ومولود معمري وكاتب ياسين،حققوا نفس ماصنعه للعربية الكتاب المصريون والسوريون، ونسبيا عندنا في المغرب.الأدب الجزائري المكتوب بالعربية،لم يبدأ في التموضع، إلا بعد الاستقلال :صدرت أول رواية سنة 1970،وليس قبل.نحن، تعايشنا مع هذا الأدب، باعتباره نتاج وضعية تاريخية.عندما نقضي،عشرة أو خمسة عشر سنة،حتى مستوى الباكالوريا،تحدث لدينا حميمية مع اللغة، التي تعلمنا بها،أكانت العربية أم الفرنسية.لكي تكتب،يلزمك الإحساس بهذه الألفة والاستئناس وكذا المقدرة على تقليب اللغة بحرية.لايمكنني، التنكر لوضعية كتّاب الفرنسية،مادمنا إلى الآن،نعيش مجتمعا متعدد اللغات.لذلك، وإن توخينا التعريب، فهذا لايعني أننا، سنذهب نحو تغيير كل شيء.لحسن الحظ،قد يكون تعددا لسانيا إيجابيا،لايمكننا إلغاؤه.توطد الحوار، بالسرعة الكافية،بسبب تطور الوضعية السياسية :القمع الذي مارسه الحسن الثاني،اتجه إلى مضايقة ومحاصرة واعتقال،سواء من يكتب بالعربية أو الفرنسية،مما يفسر هذا الانعطاف نحو أقصى اليسار.فيما يخصني،لم أكن منضويا في صفوف اليسار الجذري،بل انتسبت إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية،حزب المهدي بن بركة،لكن علاقاتنا اتسمت بالانفتاح،مثلا، بعض طلبتي كانوا إلى جانبي في الحزب،سيبدلون وجهتهم، ظنا منهم في إمكانية تغيير سريع للنظام،غير أن القمع كان شرسا. أيضا، عرفت أنفاس، هذا التحول نحو اليسار الجذري؟ بالعودة إلى مضمون المجلة،فقد اتجه اهتمامها في البداية أكثر، نحو الأدب والقصيدة وكذا النصوص السردية،كما الشأن مع نص اللعبي :العين والليل.أما الطاهر بن جلون،الذي لم يكن مسيسا، انسحب لحظة إحساسه بتغير أنفاس نحو اليسار الجذري،فرحل إلى باريس، حيث التقيته هناك سنة1971 . اللعبي، والأصدقاء الذين استمروا معه،ركزوا اهتمامهم على قضايا ذات خاصية إيديولوجية،وكذا الثقافة الشعبية وفلسطين.لقد توخوا، أن يجعلوا من المجلة، تعبيرا عن طليعة سياسية.من هنا،جاءت مساهمات السرفاتي وآخرين....كذلك ساهم عمر بن جلون،في العدد المخصص لفلسطين.بناء، على طموح كهذا، صارت المجلة منبرا إيديولوجيا. أليس ذاك قصدها منذ البداية ؟فعندما نقرأ محتوى النصوص النظرية،لإصدارات المجلة الأولى،سنلاحظ أساسا إرادة للنهوض بالثقافة الوطنية؟. نعم،ألمحوا ضمنيا إلى السياسة... .هناك نبرة إيديولوجية،في نطاق كونهم لم يتركوا الأبواب مفتوحة،ولم يمنحوا الأولوية للنصوص الأدبية.ذلك، حقهم. أظن، نتيجة للتطور السياسي،تأتت لهم تلك القناعة،بالنزوع نحو الثوروية،والاعتقاد أن المثقفين قد يمثلون رأس حربة. للأسف،لم يتحقق السعي على تلك الشاكلة، لكن لا يهم. جل ذلك، كان أساسيا، لأنه سمح بخلق رؤية جديدة حول الأشياء.بزغت انتقادات جوهرية،مع عدم صوابها أحيانا،مثلا موقف البعض،وأشير بالضبط إلى اللعبي والخطيبي،من الصفريوي، عندما صنفوه ضمن ''الأدب الاثنوغرافي''.تصور،اتسم بالقسوة وغير عادل،لأننا عندما نقرأ نصوصه ثانية،نستشف أهميتها فيما يتعلق ببعض الأوساط... .بداية، اهتم اللعبي أكثر،بالمسرح والشعر...،ثم ساد الضغط الاجتماعي.فضلا، على أنه لم يكن الوحيد:بدورنا أدباء العربية،أمسكت بنا دوامة السياسي،وصرنا لانكتب إلا قليلا،بسبب عقدنا للقاءات وندوات بمقر اتحاد كتاب المغرب،حول التعريب، والثقافة الأمازيغية، إلى جانب موضوعات أخرى متعددة، لكن الفرق، هو أننا منحنا الصوت للجميع، سواء اتفق أو عارض. ماهي خلاصاتكم،للحقبة بعد هذه المسافة الزمانية؟ الآن، وقد اتسعت المساحة التاريخية عن تلك الحقبة، أقول إن مجلة أنفاس، ومجلة القصة والمسرح، ثم أقلام، وخاصة اتحاد كتاب المغرب الذي استعدناه سنة، 1968،حيث نظمنا في إطاره أشياء كثيرة، مختلف ذلك ساعد بشكل كبير على تغيير مسار الأدب المغربي.أصدرنا مجلة "آفاق" المستمرة حتى الآن، ومناقشتنا لكل الانتاجات الأدبية، والملتقيات...،كل ذلك هيأ أرضية، وسمح بالتخلص من الوزن الثقيل،لنظرة ماضوية، نصادفها إلى اليوم،لاسيما في المشرق العربي، مع الإقرار أيضا ،بوجود حركة تجديدية هناك راكمت تجربة، وأثرت في شعرائنا وأدبائنا. وعلى المستوى الأدبي؟ في البداية،كنا مرتبطين أكثر بالواقعية،والالتزام السارتري المهيمن وقتها،لكن منذ سنوات1970 -1975،حدث انعراج، إذا صح القول،بالنسبة للأدب المكتوب بالعربية. خاصة،بعد هزيمة 1967،بحيث أدرك شعراء وأدباء اللغة العربية،هنا أو في المشرق،رفضهم الكتابة بالارتكاز على إيديولوجية ما، أو حزب، أو دولة.صار أدبهم انتقاديا، على واجهتين :أولا،من خلال ارتباطه بالتجديد،بالتالي ليست الواقعية،لكن الأشكال الحديثة،خاصة الكتابة المتمركزة على الذات،ذات تتوخى مواجهة ذاتها، مسألة في غاية الأهمية.ثانيا،اتسم أيضا بالطابع النقدي،بناء على كون هؤلاء الأدباء،تحولوا عن موقف أن يبقوا، ناطقين باسم إيديولوجيا معينة،سواء ماركسية أو ليبرالية.هكذا،تبلور مفهوم للأدب، مفاده ضرورة، مساءلته الإيديولوجيات،وأن الخطاب الأدبي،غير قابل للتصنيف،ولا يمكنه الارتباط بفكر ثابت.في المقابل،عندما يتحدث عن تجارب شخصية، وحميمية، ثم العلاقة بالعالم الخارجي،فهو طريقة لانتقاد ما يوجد.تصور، دافعت عنه إلى جانب أصدقاء آخرين، هكذا، تحرر الأدب المكتوب بالعربية.ربما،يفتقد حاليا لجمهور واسع،قياسا لشروط النشر القائمة،وغياب تسويق للكتاب،ثم الأمية ...لكنه يتمتع، بقيمة معينة على المستوى الرمزي.بينما، نلاحظ أن قسما من أصدقائنا كتّاب الفرنسية كالخطيبي والطاهر بن جلون،حاولوا منذ عشر سنوات العودة إلى نوع من الواقعية.مع ثلاثية الرباط للخطيبي ، يحدث لدينا الانطباع، أنه يريد تغيير النظام ! أما الطاهر بن جلون، في روايته : l homme rompu، فقد تكلم عن الفساد...،لقد اندهشت !في المقابل،من يحظى ضمن جماعة أدباء العربية المغاربة، بقيمة معينة،لم يقدموا على شيء، من هذا القبيل. إنهم واضحين،بخصوص كون الأدب لايغير المجتمع مباشرة.بوسعنا، التعبير عن كل شيء،لكن هناك نزوع، يبتغي مقاربة كل مكونات النص الأدبي، بذات الرؤية الواحدة :السياسي والاجتماعي والجنسي والعاطفي والتاريخي. ليست، لنا أبدا هذه النظرة.ينبغي أن نرى كذلك، كيف انعكس كل هذا لدى كتّاب،اللغة الفرنسية المنتمين إلى الجيل الجديد،ذكورا وإناثا، والتي عند مقارنتهم بقيمة الجيل الأول، فلا نعثر ضمنهم، إلا على أسماء قليلة جدا. ماهو تفسيركم،لمواصلة بعض الأشخاص، الكتابة بالفرنسية؟. وضع يفسره فشل السياسة التعليمية،بحيث مكثنا منذ أربعين سنة، عند نفس الترددات :التعريب، الفرنسة، توظيف الفرنسية في بعض المواد...، هي سياسة فاشلة،بالتأكيد.عجزنا، عن إدراك مرحلة، يتمكن معها المغاربة، من إلمام جيد جدا بالعربية،وكذلك معرفة بالفرنسية والانجليزية، وفي استطاعتهم الكتابة بالعربية إن أرادوا، واستعمال الفرنسية عند الاقتضاء لتدبيج دراسات ونصوص...،الذين درسوا في مدارس البعثات الأجنبية الفرنسية، يبدو مسلكهم حرا إلى حد ما،أما عن المدرسة العمومية فالمستوى ضحل وسيئ للغاية، ثم المدارس الحرة...،والتعليم الأصيل المرتكز على الديني...،كل ذلك خلق فجوات بين أبناء نفس المجتمع. هو تعدد إذن،ينبغي إعادة تحديده وتوجيهه.لكني، أظن أنه تعدد لساني ،يتواصل داخل المغرب،في جوانبه الإيجابية والسلبية.أنا مع تعددية التعبير،بحيث نتوفر على كتاب يكتبون بالإسبانية والفرنسية والإنجليزية والعربية،وهو امتياز بالنسبة للعالم المعاصر.على أية حال،التعريب يرواح مكانه،بالتالي فثقافة اللغة العربية محاصرة شيئا ما،ولاتأخذ وزنها،على الرغم من أن أقلام العربية، أكثر عددا.نجد في اتحاد كتاب المغرب،200 كاتبا باللغة العربية، مقابل عشرين أو ثلاثين يؤلفون بالفرنسية.لكن أن تكتب بالفرنسية،مع امتلاكك موهبة،فهذا يمنحك بشكل أو بآخر،مجالا للاختراق،بينما الفرصة مع العربية تبقى محدودة.في فرنسا،شرعوا يترجمون روايات وقصص لكتابنا بالعربية،بيد أنه يظل زهيدا، مقارنة مع ترجماتهم للمصريين والسوريين.