احتضنت المكتبة الوطنية بالرباط، يوم 4 يوليوز الجاري، المسابقة الوطنية للموسيقى (العزف على البيانو) في دورتها 13، التي تنظمها سنويا المدرسة الدولية للموسيقى والرقص، التي يترأسها الفنان الموسيقي المغربي الكبير فريد بنسعيد. وهي المسابقة التي عرفت مشاركة عدد كبير من العازفين على آلة البيانو من مختلف المدن المغربية، ومن مختلف الأعمار. وتأتي أهمية هذه المسابقة، من شكل تنظيمها، الذي يتم بمقاييس علمية صارمة، توازي ما يتم الإلتزام به في كبريات المسابقات العالمية، مما يمنحها دوما، درجة رفيعة من المصداقية الأكاديمية والفنية. مثلما تأتي أهميتها العلمية، من مستوى لجن التحكيم المختارة في كل دورة للإشراف على هذه المسابقة. بخصوص دورة هذه السنة (الدورة 13)، فإن قيمة لجنة التحكيم فيها عالية جدا. إذ يكفي معرفة أن رئيس اللجنة تلك، هو الفنان اللبناني، عازف البيانو العالمي، عبد الرحمان الباشا، وعضوية كل من البرتغالي خورخي مارثن، والإيطالي لوكا سبريو، والأرجنتينية غابرييلا كيل، والمغربية (المقيمة باليابان) سناء زنان، لإدراك قيمتها العلمية الأكاديمية، بمقاييس عاليمة. وأنها لجنة ليست مجاملة أبدا، مما يمنح لهذه المسابقة الوطنية للعزف على آلة البيانو، قيمة رفيعة. بالتالي، فقد شارك على مدى 3 أيام، هذه السنة، في تلك المسابقة الوطنية الرفيعة، ما مجموعه 368 عازفا وعازفة من مختلف المدن المغربية من خلال مشاريع موسيقية يقدمها الطلبة المشاركون رفقة أساتذتهم، مثلما هناك مشاركات فردية. وبعد سلسلة من الإقصائيات، فازت في النهاية 3 عازفات لا تزلن يافعات، لكنهن رفيعات جدا على مستوى أدائهن الفني الرفيع، هن ياسمين ضمير (11 سنة)، راضية جاكي ولينا خمليش. اللواتي حصلن على درجة الإمتياز، مع تفوق خاص للصغيرة ياسمين ضمير، التي أبهرت اللجنة بعلو كعبها الفني، برصانتها في الأداء، وبامتلاكها للشروط المتكاملة في عازف على آلة البيانو، مما يعتبر مصدر فخر لأستاذها خالد الياووطي ولعائلتها وللمشهد الموسيقي المغربي الإحترافي، الرفيع أكاديميا. وأنها وعد جميل قادم في مجال العزف على آلة موسيقية دقيقة وراقية، مثل آلة البيانو. علما أن المسابقة كانت تتم في أجواء مغلقة بالمكتبة الوطنية بالرباط، مما وفر لها الشروط الأكاديمية الواجبة والرفيعة. (كانت لي فرصة التمتع بعزفها في مناسبات أخرى بمركب كمال الزبدي بالدارالبيضاء، حيث كانت رفيعة جدا، فنيا، مقارنة بسنها الصغيرة تبارك الله). هنيئا للصغيرة ياسمين ضمير، لأستاذها، لعائلتها، وهنيئا أيضا للعازفتين الواعدتين، اللواتي احتللن معها درجة الإمتياز الأولى، راضية جاكي ولينا خمليش، فهن جميعا مكسب للتربية الموسيقية المغربية، ومكسب للفن الرفيع الراقي مغربيا.