في ظرف أقل من أسبوع، تمكنت مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية امن تطوان من فك لغز قضية بقايا العظام البشرية التي تم العثور عليها بورشة الميكانيك بالقرب من المحطة الطرقية بمدينة تطوان. وبحسب مصدر أمني ، فقد تم اعتقال المتهم باقترافه جريمة القتل المسمى «هشام . أ» بمدينة القنيطرة مساء يوم الجمعة 17 يوليوز الجاري. وأضاف المصدر أن المحققين وبعد توصلهم بنتائج التحليلات التي بعث بها المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية بالدارالبيضاء ، والذي حدد تاريخ الوفاة وهوية وجنس الضحية، باشر المحققون أبحاثهم في محيط العثور على بقايا العظام البشرية، ليتم تحديد هوية المتهم الذي غادر ورشة الميكانيك أسابيع معدودة بعد اقترافه جريمته النكراء . وأضاف المصدر أن نتائج التحليلات أكدت أن تاريخ الوفاة يعود إلى مطلع سنة 2014 وهو نفس التاريخ الذي يتوافق ومغادرة المتهم هشام، المنحدر من منطقة أكلموس بإقليم خنيفرة، ورشة الميكانيك المتواجدة بغرسة الإدريسي بالقرب من المحطة الطرقية بتطوان ، حيث كان يعمل مكانيكيا. وكانت تربطه علاقة صداقة بالهالك، وكان يتردد على الورشة من أجل قضاء بعض الأغراض المهنية، والذي توارى عن الأنظار أسابيع قبل مغادرة الجاني العمل. وشدد المصدر أن التحقيقات جارية مع المتهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على أسباب وتفاصيل الجريمة وكذا شركائه إن كان له شركاء ، حيث أضاف المصدر أنه يتوقع أن تتم إعادة تمثيل الجريمة فور الانتهاء من التحقيق القضائي مع المتهم، وبعد صدور تعليمات الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتطوان في هذا الشأن . وكانت مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن تطوان ، قد فتحت زوال يوم السبت 11 يوليوز الجاري ، تحقيقا قضائيا بعد العثور على عظام بشرية في بئر قديم بإحدى ورشات الميكانيك المتواجدة بالقرب من المحطة الطرقية لتطوان. وقد تم اكتشاف العظام البشرية من طرف أحد العمال، الذي كلفه صاحب الورشة بكنس البئر القديم يوم الجمعة 10 يوليوز الجاري ، غير أنه بعد يوم من العمل بدأ في استخراج بقايا عظام كبيرة ، أثارت شكوك العامل الذي قام بإبلاغ صاحب الورشة ، هذا الأخير ربط الاتصال بقائد المقاطعة الإدارية المطار ، الذي مباشرة بعد وصوله إلى عين المكان ارتاب في شأن العظام وقام بإشعار السلطات الأمنية ، التي حلت بعين المكان لأجل فتح تحقيق قضائي في الموضوع. ومباشرة بعد استدعاء مصالح الوقاية المدنية ، التي قامت بكنس البئر لمدة أكثر من خمس ساعات من أجل البحث عن العظام البشرية، حيث تم العثور على بقايا الجثة المتحللة وعظام الأطراف العلوية والسفلية والقفص الصدري ، إذ وجد رجال الوقاية المدنية هاته البقايا مربوطة إلى صخرة، لجعلها في قعر البئر وتفادي انبعاث الرائحة الكريهة، دون أن يتم العثور على الجمجمة، ليتم نقل العظام وبقايا الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي سانية الرمل بتطوان . وكانت المعاينة الأولية والتحريات الميدانية أكدت في حينها أن القضية قد تعود لعملية قتل يرجح أنها تمت منذ فترة ليست بالقصيرة. مباشرة بعد ذلك تم إرسال بعض العينات من العظام والبقايا البشرية للمختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية بمدينة الدارالبيضاء من أجل تحديد تاريخ الوفاة وسن الضحية وتحديد الجنس . كما أن الجاني كان على علم بقضية البئر الذي لا يتم استغلاله من طرف صاحب الورشة ، حيث أن التخطيط للتخلص من الجثة تم اختياره بعناية كبيرة ، (أحسن مكان الجريمة بالقرب من المركز الأمني)، على اعتبار أن الورشة يتوافد عليها أمنيون من مدينة تطوان وطنجة ، وبها يتم إصلاح جميع سيارات الولايتين الأمنيتين ، مما يجعلها بعيدة عن الشبهات .