كلما ابتعد المواطن المغلوب على أمره عن تفاهات المعروض التلفزيوني الرمضاني نجا ، وكلما استهلك المواطن أكثر من هذا الهراء، كلما اتسعت مداركه في الشقاوة و»التنوعير والتاحرامية» وبحث بجد عن فضاءات لتصريفها، وحتما، فإن الشارع والمدرسة وأحيانا سقف الأسرة.. فضاءات من الأماكن الأكثر قبولا لهذا التصريف والنتيجة «أهو « على حد تعبير الأشقاء بمصر. ظاهرة البروز المجاني لبعض النجوم لمجرد الظهور، تحولت مع الأيام على القناة الثانية إلى خدش حقيقي للوجدان العام . أسماء وتجارب فنية «مجازا» فقدت بوصلة التحكم في مسارها الفني ، ليكتشف الجميع أن موهبتها متواضعة ورصيدها في الإبداع صفر على عشرة . كوميديا لا ترقى للمستوى ، أدوار وبطولات كارتونية ، وأمجاد فارغة تتمسح بالبداوة، وتتعلق بتلابيب الحزام البئيس ، لتنتج في النهاية أعمالا سطحية بلا أفق فني، تستجدي الضحك على موائد الإفطار الذي يتماهى حد البكاء ، هي هجانة ومسوخات بلا ملامح، تستبلد وتتغابى متى تشاء ، وكيف تشاء والنتيجة هذا الضياع الفادح للقيم ، والعبث الرجيم بالواقع وبالأشياء من حولنا.. إلى ذلك، السلسلة التلفزيونية المثيرة للجدل « الخواسر» كان يجب توقيف بثها لمجرد تسجيل احتجاجات عارمة بشأنها وصلت قبة البرلمان. سلسلة « الخواسر « يتم عرضها على القناة الثانية، لوحظ أنها تتهكم من اللغة العربية،وكل من يستهجن اللغة الأم، هوعمل رديء بالضرورة، لكن تداعيات عرض هذا «السخف» والذي لاقى انتقادات واسعة سواء من قبل شريحة واسعة من المشاهدين أو من قبل النقاد المهتمين المتابعين من الفعاليات المدنية. وفي نظر حكماء اللغة العربية والمدافعين عنها ، فإن أن هذه «السلسلة « نؤكد رغبة مضمرة في فرض واقع لغوي مخالف للدستور من أجل فرض قيم غريبة وتساءلوا بصوت مسموع وعبر القنوات الرسمية عن الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الوزارة الوصية لإيقاف عبث القناة بالمقومات والثوابت الوطنية للمغاربة .. ومادام السؤال جوهر القضية نتحسر جميعا على هذا الانحدار الكبير ونضم صوتنا إلى صوت الدكتور حبيب نصري مدويا : هل ما ينبغي تقديمه في تلفزات(نا)، عليه أن يساهم في تطوير ذوقنا الفني والجمالي والإنساني، أم انه هنا يشكل «تهديدا» مباشرا لما جمعناه من تعليمنا وتعلمنا ولسنين عديدة؟ لكن الكاريكاتوريست توفيق الوطني فيعبر بحرقة الفنان عن استهجانه بقوله : ولّيت نخااف ندير ناشيونال جيوغرافيك وتخرجلي بوطازوت ؟ أما « ب و» : فيرى أنه لا توجد أي أمة على وجه الأرض تستهزئ وتشوه لغتها الأم كما يحصل في ما يسمى «بالخواسر « ..... إنه الحضيض الذي ما بعده حضيض، و السفاهة التي ما بعدها سفاهة ، بل الفجور الذي ما بعده فجور، إنها الرداءة التي ما بعدها رداءة ، إنه الإجرام الذي ما بعده إجرام ، إنها الدونية التي ما بعدها دونية . وقس على ذلك .. ربما هدا «شانتيو « من اللغة التي بشر بها عيوش الكبير .... والسؤال: أين من يدعون حماة اللغة العربية ؟؟؟