فوجئ مرتادو شاطئ بوزنيقة الذين اختاروا مؤخرا التوجه إلى البحر للاستجمام والاستمتاع بمياهه وكذا قضاء أوقات ممتعة برمال الشاطئ بعد أن ارتفعت درجة الحرارة مع بداية فصل الصيف، بآثار الهدم الذي تعرضت له المرافق الصحية والوقائية والخدماتية التي كانت توجد بالمكان المعروف «بالدوشات».حيث تمت إزالة وهدم مركزي الوقاية المدنية والقوات المساعدة وكذا المراحيض و أماكن الاستحمام ( الدوشات) وهي مرافق تعتبر ضرورية وأساسية وتكتسي أهمية بالغة بالنسبة لزوار الشاطئ. المكان الذي تعرض للهدم تمت إحاطته بسياج حديدي دون ترك أي منفذ ولا ممر مؤدي إلى البحر؟ وشوهدت عناصر الوقاية المدنية وهي تتخذ الرمال مكانا لنصب خيمة خاصة بها قبل أن تنتقل إلى المركز الصحي المتواجد بعين المكان الذي لا يتوفر لا على الماء و لا الكهرباء؟ حكم قضائي "يفرغ" بقعة المرافق الصحية وعن أسباب الهدم الذي تعرضت له تلك المرافق الضرورية المتواجدة بمكان "الدوشات" ، صرحت بعض المصادر ل«الاتحاد الاشتراكي» أن حكما قضائيا كان وراء هذه العملية، ذلك أن القطعة الأرضية موضوع الهدم كانت في الأصل أرضا خلاء تعود ملكيتها في إطار عملية التفويت التي خضع لها الملك البحري لشخص أجنبي غادر المغرب دون أن يتمكن من بناء مسكن أو "كبانو" فوقها مثل باقي المحتلين. فاستغلتها إدارة الوقاية المدنية والقوات المساعدة وكذا بلدية بوزنيقة لتشييد مرافق خدماتية فوقها. واستمرت هذه المرافق في احتلال المكان وتقديم خدماتها للمصطافين إلى حدود الفترة الربيعية الأخيرة، حيث فوجئ الجميع بحكم قضائي صدر لفائدة ابن الشخص الأجنبي المشار إليه الذي تزوج من مغربية وعاد إلى المغرب بعد وفاة والده، يقضي بإفراغ المكان من المحتلين إثر رفع المشتكي دعوى قضائية وإدلائه بالوثائق اللازمة للمحكمة التي تثبت أحقيته في ملكية القطعة الأرضية المذكورة. وهو ما تم بالفعل حيث تمت إزالة كل الآثار المتعلقة بالمرافق المشار إليها وتم هدمها عن آخرها ليضع المستفيد من الحكم سياجا حديديا يحيط بها دون ترك أي ممر أو منفذ يلج من خلاله المواطنون إلى البحر، مما يعتبر انتهاكا لحقوق مرتادي الشاطئ، ويتطلب من الجهات المسؤولة والمعنية التدخل لإرجاع الأمور إلى نصابها، خاصة وأن الملك البحري هو ملك للدولة ومن حق أي مواطن الاستفادة من نعمة البحر. وبصدور الحكم القضائي المذكور يكون قد تم وضع حد ونهاية لتلك المرافق التي دامت لمدة غير قصيرة والتي كانت تقدم خدمات ضرورية لزوار البحر. وهنا يمكن للمرء أن يتخيل ويتساءل كيف يمكن لمرتادي البحر، نساء ورجالا وأطفالا، أن يقضوا بعض الوقت بشاطئ بوزنيقة دون أن يكونوا في حاجة إلى مراحيض و إلى" دوشات" و إلى مركز صحي وآخر للوقاية المدنية وإلى...؟ في انتظار تدارك الخصاص إن الوضعية التي أصبح يعرفها شاطئ بوزنيقة ، والمتمثلة في انعدام المرافق الصحية والخدماتية، أصبحت تتطلب تدخلا عاجلا من الجهات المسؤولة والمعنية لإقامة المرافق الضرورية واللازمة التي يحتاجها المواطنون، وكذا فتح الممرات المؤدية للبحر، خصوصا أن فصل الصيف قد انطلق و أن شاطئ بوزنيقة يعتبر من أجمل الشواطئ المغربية نظرا لجماليته و نظافة رماله الذهبية ونقاوة مياهه، حيث يتوافد عليه المصطافون من مختلف المناطق والمدن وهو يعرف إقبالا كبيرا خلال فترة الصيف. وسبق له أن توج كأحسن شاطئ مغربي و فاز باللواء الأزرق خلال السنين الأخيرة. ومن جهة أخرى، وحسب ما صرحت به بعض المصادر ل«الاتحاد الاشتراكي» ، نجد أن المديرية الإقليمية للتجهيز ببنسليمان والنقل تتعامل مع البعض ممن يستغلون موسم الصيف للقيام بأنشطة تجارية وخدماتية ككراء الكراسي و"الشمسيات" للمصطافين، معهم بالكيل بمكيالين وبنوع من التمييز، حيث أنها تفرض على البعض منهم ضرورة الحصول على رخصة الكراء وأداء واجب احتلال الملك البحري وفي حالة عدم الاستجابة تفرض عليهم غرامة مالية تقدر بحوالي 5000 درهم عن ثلاثة أشهر المتعلقة بموسم الصيف، في حين نجد أن البعض الآخر لا يطلب منه الحصول على الرخصة ولا تفرض عليه الغرامات ولا يؤدي واجب الاحتلال، الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول ممارسة الإدارة المعنية المتسمة بأسلوب التفضيل تجاه البعض ممن يقومون بتلك الأنشطة الموسمية بشاطئ البحر لكسب قوتهم وتأمين حياتهم؟