هاجم الدكتور محمود القمني الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تسعى إلى إقامة الدولة الإسلامية ودولة الخلافة، بالرغم من أن لا القرآن ولا الأحاديث تحدث عنها هذا المبتغى لهؤلاء. واعتبر المفكر المصري المعروف في العالم العربي بالمواجهة الفكرية لهؤلاء الجماعات المتطرفة، خلال ندوة فكرية حول موضوع "الدين والسياسة العلاقة الملتبسة"، أول أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن موضوع الندوة موضوع وسيع ومتشعب لكنه سهل في نفس الوقت. وقال القيمني في السياق ذاته، للحديث عن هذا الموضوع بشكل بسيط، سنصوغه في السؤال التالي: "هل أراد الله من المسلمين أن يقيموا له دولة على الأرض؟"، ليجيب بشكل تفاعلى على هذا السؤال بسؤال آخر "لو كان الله أراد من المسلمين أن يقيموا له دولة، لماذا تأخر كل هذه المدة الطويلة بعد الآشوريين و الفينيقيين والوندال والفرس والروم..."، مضيفا "لو كان الله يريد ذلك لأقامها قبل ذلك." وأضاف المفكر المصري الذي تجاوزت مؤلفاته الفكرية الثلاثين كتابا، خلال نفس اللقاء في محاضرته هذه، أن أكبر المكتبات العالمية هي المكتبة الإسلامية، وأن القرآن والأحاديث حين تناولت أمورا دنيوية وأخروية بشديد من التفصيل والتدقيق، حيث نجد تفصيلا في الوضوء، وفي الخروج إلى الخلاء وطريقة الاستنجاء وفي كل شيء، فحتى في التبول واقفا، وشرب الماء وأنت قاعد وفي كيف أن أقضي حاجتي البيولوجية، لكن يقول القيمني في المقابل لا تجد لا في القرآن ولا الأحاديث ولا التفاسير أي شيء عن نظام حكم أو دستور أو نظام اقتصاد". واسترسل القيمني في الإجابة عن هذا السؤال الذي طرحه في البداية، مؤكدا أن القرآن تحدث عن دولة فرعون وعن الملك داوود لكن لا نجد أية إشارة أو أي شيء يذكر عن دولة الإسلام التي يتحدث عنها هؤلاء منذ قرون، "فإن أراد الله أن يقيم دولة، ذكرها مرة أو مرتين أو مرات عديدة وفصل في ذلك". ولمزيد من دحض مزاعم هؤلاء الجماعات المتطرفة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام، قال المفكر المصري القيمني، "الرسول قبل موته بأيام شرح للصحابة تفاصيل موته ... لكنه لم يكلف أحد بعده، فالرسول لم يشر إلى هذا أو وتحدث عن نظام حكم، متسائلا في نفس الاتجاه "ما المقصود بإقامة دولة الإسلام على الأرض؟ فهل عاش الأنبياء الآخرون في دولة الشيطان"، ليخلص القيمني إلى أن الدولة القوية المنتجة والعظيمة لا علاقة في تاريخ الإنسانية لا علاقة لها بالدين، فنظام الدولة يقيمه أبناء الوطن حسب عقد اجتماعي، ولكن لا علاقة له بدين ما. وتساءل القيمني، متوجها لدعاة إقامة الدولة الإسلامية، "أنا أتصور أن أعظم دولة وأقواها هي دولة الإسلام، لكن كيف تتفكك هذه الدولة بمجرد موت صاحبها؟ و إذا ما سلمنا بما ينادون إليه بإقامة دولة الخلافة، أولا يجب أن نعمل على تصفية الخلاف بين الشيعة والسنة وهذا ما يحدث الآن نعتقد؟. واستدرك بالقول أيضا: لكن هل سنقوم بدولة الخلافة في مصر وبدولة الخلافة في المغرب أو بدولة الخلافة في تونس أو نقوم بدولة الخلافة في الولايات العربية المتحدة؟ منبها في هذا السياق الى أن ما يحدث اليوم ومنذ عشرات السنين "أننا نمزق الوطن على شيء وهمي اسمه دولة الله". وانتقد القيمني، في محاضرته هذه، الداعية يوسف القرضاوي الذي يقول "إن إقامة الدولة الإسلامية ليست ضرورية للناس بل لحماية الإسلام.... "، موضحا في نفس الوقت بالدراسة والتحليل أن الشورى لا علاقة لها بالديمقراطية كما يدعي البعض.