شملت عمليات افتحاص واسعة من قبل قضاة المجلس الأعلى للحسابات مندوبيات وزارة الشباب والرياضة بكل من »أنفا عين الشق الحي الحسني وإقليم النواصر ابن امسيك«.. تخص المرحلة السابقة من التسيير لمناديب وزارة الشباب والرياضة. هذه العملية خلفت ارتياحاً كبيراً وسط العديد من جمعيات المجتمع المدني، التي سبق لها أن رفعت عدة شكايات وتقارير مفصلة إلى الجهات المعنية والمسؤولة، تبين وتوضح مجموعة من "الخروقات والاختلالات" التي طالت مجموعة من المشاريع الاجتماعية والصفقات العمومية. والخطير في الأمر أن بعضها مرتبط بمشاريع ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو تلك المرتبطة بالدعم المالي لجمعية المخيمات الحضرية. وأكدت مصادر نقابية أن عملية الافتحاص والتدقيق لها ارتباط كبير بعدة صفقات عمومية أبرمت ما بين 2009 و 2013 شهدت بعض مراحلها مجموعة من الاختلالات ومظاهر إهدار المال العام. وأوضحت مصادر مطلعة أن ملفات تم نقلها لمقر المجلس الجهوي للتدقيق في محتوياتها وكيفية صرف الاعتمادات المالية، مضيفة أن من بين المشاريع الرئيسية التي شابتها اختلالات تسببت في تعثرها، هناك »المركز الوطني للتخييم طماريس«، والذي تم رصد سيولة مالية مهمة له ، إلا أن الأشغال الكبرى توقفت، مما أدى إلى حرمان آلاف الأطفال من فرص التخييم بهذا المركز الوطني، دون نسيان مراكز القرب والسوسيو رياضية. وتعتبر مندوبية وزارة الشباب والرياضة بعين الشق الحي الحسني وإقليم النواصر أكثر المندوبيات استفادة من المشاريع المرتبطة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا من إبرام عدة صفقات عمومية لها ارتباط بالتخييم وإنشاء مؤسسات اجتماعية لوزارة الشباب والرياضة. هذا وقد كان سوء التسيير لمجموعة من المخيمات على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى، محط سخط واستنكار واستياء عدد من مستشاري مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى، استدعى عقد اجتماع طارىء مع لجنة الشبيبة والرياضة بالمجلس ذاته في ختام موسم التخييم السابق، حيث انتقدوا الطريقة التي تم بها تدبير مجموعة من المخيمات الحضرية بالجهة وصلت ببعض مندوبي وزارة الشباب والرياضة إلى تقليص نسبة الأطفال المستفيدين من مراحل التخييم وإقصاء آخرين، بالمقارنة مع مواسم سابقة، ناهيك عن سوء التغذية وسوء التنظيم، مع حذف المرحلة الخامسة بأنفا، رغم تسلم الميزانية المخصصة لها؟ يحدث كل هذا في الوقت الذي اكتفت الوزارة الوصية بتغيير مناديبها، حيث نقلت مندوب أنفا إلى مندوبية عين الشق الحي الحسني وإقليم النواصر، ونقلت المندوبة التي كانت على رأس عين الشق إلى مندوبية البرنوصي! هذا وتتابع المئات من الجمعيات ذات الأنشطة المرتبطة بالفئات اليافعة، رياضيا وتأطيريا، ما سيُسفر عنه افتحاص قضاة المجلس الأعلى للحسابات للملفات المفتوحة أمامهم، وما سيترتب عنه بعد ذلك من إجراءات توازي حجم "الاختلالات والخروقات" المسجلة؟