فوز آسفي هذه السنة باللواء الأزرق بثلاث محطات شاطئية ضمن 23 شاطئا على الصعيد الوطني، يؤكد مرة أخرى الأفق الواعد للسياحة الشاطئية بحاضرة المحيط آسفي ..التتويج يسائل في الآن نفسه مضمون السياسة العمومية في المجال السياحي وضمنها موقع آسفي ضمن المخططات الوطنية المؤطرة برؤية السياحة 2020.. التتويج باللواء الأزرق منحته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي تترأسها الأميرة للاحسناء لثلاثة شواطئ بإقليم آسفي محتضة من طرف مؤسسات إنتاجية كبرى «إسمنت المغرب والمجمع الشريف للفوسفاط و الوكالة الوطنية للموانئ «في مقدمتها شاطئ المدينة وشاطئ الصويرية القديمة وشاطئ البدوزة « كاب كانتان».. و معلوم أن هذا التتويج ينبني على معايير صارمة تخص جودة مياه البحر ونظافة الشاطئ وآليات التحسيس بالتربية البيئية بما ينسجم وسياسة التنمية السياحية المستدامة.... اليوم 49 بلدا بمختلف القارات أصبح اللواء الأزرق بالنسبة لها مرجعا عالميا في مجالات السياحة والبيئة والتنمية المستدامة، ومنذ اعتماده من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2005، بدأت عدة شواطئ تبدي اهتمامها به يوما بعد يوم حيث انتقل عددها من 5 شواطئ سنة 2005 إلى 23 شاطئا خلال السنة الجارية. تتويج شواطئ آسفي يعيد السؤال من جديد حول غياب آسفي عن أغلب المخططات السياحية الاستراتيجية نذكر منها المخطط الأزرق plan d'azur في نسخته الأولى ورؤية 2020 السياحية التي تم اعتمادها لتأهيل المغرب ليصبح من أهم الوجهات السياحية العالمية، هذه الاستراتيجية التي تعتمد على التنمية المستدامة للمواقع السياحية، والتركيز على السياحة البيئية والثقافية.. مشاريع القطاع السياحي المرتقبة ضمن رؤية 2020 ستمكن من إحداث 470 ألف منصب شغل حسب توقعات الوزارة.. آسفي، و للأسف، لن تستفيد من مشاريع سياحية جديدة رغم مؤهلاتها الطبيعية الهائلة ومنها 120 كلم على الشريط الساحلي تتوفر بها محطات شاطئية رائعة، بالمقابل اختارت وزارة السياحة – ضمن رؤية السياحة 2020- المنتوج الثقافي والتاريخي لآسفي حصريا مادة صالحة للتسويق السياحي.. بالمقابل ستعزز الوزارة مخططها باستكمال إنجاز مشاريع «المخطط الأزرق» لتثمين العرض الشاطئي، وتطوير منتوجات جديدة في الجنوب، وتحديدا بسوس الصحراء الأطلسية، التي تشمل مواقع أكادير ونواحيها (تافراوت وإموزار إداوتنان)، والعيون وكلميم، إضافة إلى «المغرب المتوسطي»، كمنتوج يجمع كلا من مواقع السعيدية، ومرشيكا، وكلاإريس، وستثمن هذه المنطقة البعد المتوسطي للمغرب، الذي يجمع بين الترفيه والتنمية المستدامة. أما باقي المناطق، فقد جعلت منها وزارة السياحة وجهة للعرض الثقافي الثري الذي يثمن الموارد المادية والمعنوية للمغرب، بشكل خاص، عبر تعزيز الوجهات المألوفة، بما فيها تطوير محطتين للتنمية ، هما «مراكش الأطلسي»، المرتكزة على وجهات مراكش، وتوبقال، والصويرة، التي تقوى عرضها لتظل بوابة المغرب الأنيق والأصيل، وفي الوقت نفسه، سيشكل «مغرب الوسط» وجهة السفر إلى مصادر الثقافة، والتاريخ، والراحة، بفضل تناسق قوي بين مواقع فاس، ومكناس، وإفران.. وأخيرا اختارت وزارة السياحة منطقتين تعتبران واجهة للمغرب في مجال التنمية المستدامة من خلال تثمين مواقعهما الطبيعية، بل والاستثنائية، هما «جنوب الأطلسي الكبير»، الذي يتمحور حول الموقع الاستثنائي للداخلة، والأطلس المتمركزة حول ورزازات والواحات، والأطلس الكبير، الذي سيسمح للوجهة بأن تتموقع كوجهة للسياحة البيئية والتنمية المستدامة. مع هذا المسح السريع للخريطة السياحية الوطنية تبعا لرؤية 2020، يبدو أن آسفي ورغم تموقعها الجديد بجهة مراكش، فإنها لم تصل بعد – حسب المدبرين لشأننا العام – إلى أن تصبح وجهة سياحية ذات جاذبية رغم مواردها الطبيعية ومؤهلاتها السياحية ...تتويجها اليوم بثلاثة شواطئ ذات جودة من شأنه أن يساعد على الترافع من أجل تموقع جديد في الخريطة السياحية الوطنية ..فهل تفلح النخب المحلية و الفاعلون المهنيون في القطاع في إقناع حكومة بنكيران بمراجعة خياراتها و أولوياتها..؟