كشف مهندسو الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش أمام الصحافيين عن مشروع التحكم المركزي عن بعد في شبكات الكهرباء و الماء الصالح للشرب و التطهير السائل لمدينة مراكش، والذي انطلقت أشغال إنجازه في شهر يناير 2015 ومن المنتظر أن يكون جاهزا في مطلع سنة 2017 ،ويهدف لتقليص آجال انقطاعات الكهرباء وتقليص أعطاب شبكة الماء الصالح للشرب والرفع من سرعة التدخلات وتحسين التدبير الجيد لشبكة التطهير السائل في فصل الشتاء.. جاء ذلك خلال الزيارة الاستطلاعية التي نظمتها الوكالة يوم الخميس الماضي لفائدة الصحافيين ومراسلي الصحف الوطنية ومدوني المواقع المحلية . وأكد مهندسو الوكالة أن هذا المشروع أساسي وتفرضه الظرفية نتيجة الكثير من المشاكل والمعيقات والتي تعاني منها مراكش بالنسبة للكهرباء خاصة في فصل الحرارة ، حيث يكون هناك ضغط كبير على الاستهلاك، كما ان التحكم عن بعد يبين للوكالة النقطة التي انقطع فيها الكهرباء او العطب المتسبب في هذا الانقطاع بدقة متناهية وهو ما يسمح بسرعة المعالجة، وكذا بالنسبة للضياع الكبير الذي تتعرض له شبكة الماء من خلال الاعطاب التي تصيب قنواتها ما يؤدي الى ضياع آلاف الأمتار المكعبة من المياه، وهناك أيضا قضية التطهير السائل الذي تتعدد مشاكله خاصة في موسم الامطار، ومن هنا يكتسي مشروع التحكم المركزي عن بعد أهمية قصوى وسيقلص من الخسائر، وبالتالي سيكون له دور أساسي في زيادة جودة الخدمات ناهيك عن الفوائد الاقتصادية.. وبالإضافة لتقديم ورقة تقنية مفصلة لمشروع نظام التحكم المركزي عن بعد في الشبكات الثلاث السالف الذكر، فقد همت الزيارة المشاريع الكبرى للوكالة كمختبر تحاليل الماء و خزان سيدي موسى ومركز التزويد النخيل ، والتي حضرها مهندسو وأطر «راديما» ، الذين استعرضوا حيثيات المشاريع التي تسهر على تسييرها الوكالة كما أجابوا من خلالها عن استفسارات الصحفيين المشاركين في الزيارة وبينوا الكثير من الاشياء التقنية والتطورات الحديثة التي تعتمدها والتي من شأنها الرفع من جودة الخدمات. وشملت هذه الزيارة الاستكشافية مختبر تحاليل الماء الصالح للشرب الذي تأسس سنة 1997 بالمركب المائي بسيدي موسى على مساحة 300 متر مربع و توج في مطلع سنة 2013 . وكذا خزان سيدي موسى الواقع بالمجمع المائي سيدي موسى، على الطريق المؤدية إلى أوريكا، وهو يتكون من ثلاثة صهاريج مستقلة بسعة25000 م مكعب للواحد وصهريجين بسعة 12500 م مكعب. الزيارة استغرقت قرابة 4 ساعات همت أيضا مركز التزويد النخيل الذي انطلق العمل به نهاية سنة 2013 و يزود بالكهرباء أحياء : سيدي يوسف بن علي، أكدال، الجزء الشرقي للمدينة القديمة (جامع الفنا، دوار كراوة، القنارية، سيدي إسحاق، باب الدباغ، عودة السعدية، الخميس، ...)، النخيل، طريق فاس، الطريق القديمة لوارزازات، صقر، بلبكار، زرايب. يذكر ان الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش تعرضت للكثير من الحملات، ونظمت ضدها احتجاجات قوية، لكنها استطاعت امتصاص تلك الاحتجاجات من خلال تطوير خدماتها حيث طرحت أمام الفئات المعوزة الكثير من الحلول والتسهيلات،والتي تضمنتها اتفاقية من 17 إجراء بين الوكالة والساكنة، تحت اشراف المدير السابق ووالي جهة مراكش السابق أيضا، وهي إجراءات اجتماعية بالأساس ، يقول بعض مسؤوليها ، كما تم تنظيم الكثير من اللقاءات عن قرب مع السكان للاستماع للمطالب داخل أحيائهم، إضافة إلى الابواب المفتوحة. ويطالب السكان بإعادة تفعيل تلك الاجراءات التي تضمنتها الاتفاقية والتي سترفع الكثير من الضغط والثقل عن الفئات المستضعفة..وتجنبا لعودة موجة الاحتجاجات خصوصا بعدما بدأ الحديث عن ارتفاع فواتير الماء والكهرباء والتي من الأكيد أنها سترتفع أكثر، خصوصا في شهر رمضان وفصل الصيف، حيث يتضاعف الاستهلاك.