تعيش دار المواطن لحي العيايدة بسلا ، على إيقاع الجمود جراء مجموعة من الأسباب ، يتقدمها مشكل موقع الدار الكائن بمنطقة اليازمة المفتقرة لمنطق القرب من ساكنة الحي ، بحيث أن غالبية هذه الساكنة لا تعرف حتى عنوان مقر الدار التي لا يستفاد من تجهيزاتها المتطورة و من الغرض الذي أسست من أجله لتأطير المواطنين و الشباب إلا موسميا عندما يتعلق الأمر بتظاهرة دولية أو عربية ستنظم بقرار نابع من المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بسلا، كما وقع الصيف الماضي عندما حج إلى الدار العشرات من الشباب من مختلف مناطق العالم في إطار تظاهرة دولية ، حيث عرفت الدار دينامية ثقافية استثنائية لا مثيل لها، إذ بنيت الخيام وجيء بتجهيزات إضافية كي يمر كل شيء في أحسن الأحوال ! قبل أن تعود الأمور إلى الجمود ، إلى درجة أن الجمعيات المحلية و جمعيات الحي اقتنعت بأن لا إمكانية لإجراء أية شراكة مع دار المواطن لحي العيايدة بسلا في أي مشروع جمعوي إلا أثناء استضافة الدار لتظاهرة دولية ، علما بأن الدور المنوط بدور المواطن المشتغلة تحت وصاية إدارة التعاون الوطني في جميع أرجاء المغرب هو التثقيف و التوعية ومحو الأمية محليا بالأساس بإنشاء شراكات مع الجمعيات المحلية . و نظرا لأن دور المواطن تخضع للتوقيت الإداري الذي تحدده إدارة التعاون الوطني القاضي بالإشتغال من الساعة التاسعة و النصف صباحا إلى الثالثة و النصف بعد الزوال ، و لكون دار المواطن لحي العيايدة بسلا ينطبق عليها نفس الأمر ، تبقى مجموعة من جمعيات حي العيايدة المتبنية لبرنامج محو الأمية التابع لوزارة التربية الوطنية مغلوبة على أمرها في إنشاء شراكة مع دارالمواطن العيايدة ، طالما أن هذه الأخيرة ترفض فتح أبوابها ليلا لمحاربة الأمية و تتشبث بالإشتغال داخل الوقت الإداري المنصوص عليه ، علما بأن هذا الأخير لا يتناسب مع برنامج محو الأمية الذي لا يمكن له أن ينفذ إلا ليلا تماشيا مع الأوقات الفارغة للمستفيدين ! فهل هناك من حيث المبدأ ما يمنع تنفيذ برنامج محو الأمية التابع لوزارة التربية الوطنية من الإشتغال ليلا بدار المواطن العيايدة بسلا؟