ذكر عضو المجلس الوطني لصيادلة المغرب «سمير زناتي» بأن الصيدلي بمدينة وجدة «بحاجة للحماية»، مشيرا إلى التهديدات التي أصبحوا يتعرضون لها من طرف أشخاص في حالة غير طبيعية يتربصون بصيدليات الحراسة بحثا عن أدوية معينة. وأشار في اللقاء الصحفي الذي عقدته النقابة الجهوية لصيادلة وجدة صباح الخميس 21 ماي الجاري، إلى أن 5 صيدليات تعرضت شهر دجنبر من سنة 2014 للاقتحام والتكسير، دون أن تسجل أية سرقة ما يوضح بأن الشخص أو الاشخاص الذين قاموا بذلك الفعل كانوا يبحثون عن دواء ما. وأورد عضو المجلس الوطني لصيادلة المغرب حالات لصيادلة بمدينة وجدة تعرضوا لمحاولة اعتداء بالأسلحة البيضاء، حيث وجدوا أنفسهم في فترة الحراسة الليلية، في مواجهة غير متكافئة مع أشخاص في حالة غير طبيعية يقتحمون الصيدلية ويهددون الصيدلي من أجل الحصول على مبتغاهم. وقد تم التطرق خلال اللقاء الصحفي إلى موضوع الأدوية المهربة عن طريق الحدود المغربية - الجزائرية، حيث أبرز رئيس النقابة الجهوية لصيادلة وجدة، خالد الصفراوي، بأن المكتب الحالي للنقابة عمل منذ توليه المسؤولية على عقد لقاءات مع السلطات الأمنية للحد من الظاهرة والتحسيس بالآثار السلبية لهذه الأدوية على صحة المواطنين خاصة وأن 90% منها مزورة. كما تم التساؤل عن دور النقابة الجهوية في فضح بعض الممارسات «المخلة» كاستعمال صيادلة ومصحات بوجدة لبعض الأدوية والأدوات والأجهزة المهربة، وكذا في محاربة من وصفوا ب»الدخلاء» الذين يتلاعبون بمهنة الصيدلة، والقيام بزيارات ميدانية إلى «سوق الفلاح» للوقوف على مدى استفحال المتاجرة في هذه الأدوية والإقبال عليها لإثارة الانتباه والتحسيس بمخاطرها، وتوعية المواطنين بوجود أدوية جنيسة بأثمنة مناسبة... كما تم التطرق إلى القانون 17-04 المتعلق بمدونة الدواء والصيدلة، والذي ينص على أن الدواء لا يصرف إلا تحت إشراف الصيدلي، وفي هذا الصدد تمت الإشارة إلى الغياب الدائم لبعض الصيادلة عن صيدلياتهم وتواجد عدد منهم خارج أرض الوطن، وهو ما نددت به النقابة الجهوية لصيادلة وجدة مطالبة بمجلس تأديبي وزجري لتطبيق القانون في حق المتغيبين. ومن جهة أخرى، ذكر رئيس النقابة الجهوية بأن قطاع الصيدلة يمر بفترة صعبة والصيادلة قدموا مجموعة من التضحيات، مشيرا إلى أن لهم ملفا مطلبيا أساسه «جهوية المجالس» التي تسير الصيادلة ويعتبر مطلبا جديا من طرف النقابة وكذا من طرف الفدرالية التي تضم حوالي 60 نقابة على الصعيد الوطني، مبرزا بأنه لا يعقل تسيير 12 ألف صيدلي منتشرين بالتراب المغربي من طرف مجلسين واحد بالرباط والآخر بالدار البيضاء... كما تمت الإشارة إلى موضوع إدماج الصيادلة في منظومة الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، حيث أنه وفي إطار عمل جماعي تقوم به جميع نقابات الصيادلة منذ سنتين وحوار مع وزارة التشغيل، حصلوا على وعد بطرح مشروع قانون في أفق 2016 يهم انخراط أرباب المهن الحرة بما فيهم الصيادلة في الضمان الاجتماعي. وقد جاء هذا اللقاء الصحفي على هامش الأيام الصيدلانية في نسختها 12، التي نظمتها النقابة الجهوية لصيادلة وجدة بكلية الطب والصيدلة يومي 22 و23 ماي، تحت عنوان «الصحة العقلية والنفسية في منظومة الصحة المغربية، الصيدلي بين الواجب والإكراهات». وقد تم خلال هذين اليومين تقديم مجموعة من المداخلات والعروض تمحورت حول محورين اثنين، تناول الأول موضوع «الصحة النفسية بالمغرب» والثاني خصص لطرح ومناقشة مشاكل الصيادلة، وقد حاول خلالهما المتدخلون الإجابة عن مجموعة من التساؤلات من قبيل «هل يعتبر المدمن مريضا أو مجرما؟»، «لماذا يعتبر القانون المغربي بعض الأدوية مثل المسكنات القوية للآلام، مضادات الاكتئاب... بمثابة مخدرات؟» و»ما هي المخاطر التي يمكن أن تحيط بالصيدلي في حالة تنفيذ أو عدم تنفيذ وصفة طبية تحتوي الأدوية المذكورة؟»... وإلى ذلك، فقد نظمت النقابة ،موازاة مع هذه الأيام الصيدلانية، النسخة السادسة للجائزة العلمية والتي تنفرد بها النقابة الجهوية لصيادلة وجدة على الصعيد الوطني، تشجيعا للطلبة الباحثين والصيادلة الممارسين لتحفيزهم على البحث في مجال العلوم الصيدلانية الحديثة.