يستعد تشافي هرنانديز لتوديع فريقه الأزلي برشلونة الإسباني والرحيل إلى قطر، حيث سينهي مسيرته الكروية الرائعة في صفوف السد، وذلك بحسب ما كشف والده يوم الثلاثاء. «حان الوقت لكي يقول تشافي وداعا»، هذا ما قاله الوالد خواكيم هرنانديز لإذاعة «كوبي» عن نجله تشافي، مشيرا إلى أن العقد الذي سيربط الأخير بالسد، حيث سيرتدي شارة القائد، سيمنحه فرصة التحضير ليكون مدربا إضافة إلى مواصلة اللعب. وتابع «إنه محظوظ لحصوله على عرض مدهش حقا سيسمح له بمواصلة ممارسة كرة القدم، وبالاستعداد لكي يصبح مدربا في المستقبل وأن يرتاح بعض الشيء. تشافي في الوقت الحالي مرهق، إنه يلعب منذ أعوام طويلة وخاض الكثير من المباريات. إنه بحاجة الى راحة البال». ومن المتوقع أن يكون تشافي قد أعلن أمس الخميس هذا القرار في مؤتمر صحافي، بحسب ما أعلنت صحيفة «إل موندو ديبورتيفو»، فيما ذكرت بعض التقارير الأخرى بأنه سيوقع مع السد عقدا يمتد لثلاثة أعوام، يتضمن منحه فرصة التدريب أيضا. وكان نادي السد الذي شارك في كأس العالم للأندية عام 2011 بعد تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا، وحل ثالثا بعد خسارته في نصف النهائي أمام برشلونة بالذات، أعلن انضمام تشافي إلى صفوفه أواخر مارس الماضي، قبل أن يعود وينفي ذلك. وينتهي عقد تشافي (35 عاما)، الذي أمضى معظم الموسم الحالي على مقاعد البدلاء، العام المقبل لكن النادي الكاتالوني كان واضحا في موقفه حيال لاعب وسطه الدولي السابق، حين أكد بأنه لن يقف في وجهه في حال قرر الرحيل. «لقد استحق تشافي حق تقرير مستقبله»، هذا ما قاله رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو في مارس الماضي عندما سئل عن التقارير، التي تحدثت عن موافقة لاعب الوسط المخضرم على الانتقال إلى الدوري القطري. وسيسير تشافي، الذي ترك بصمته بأسلوب لعب برشلونة أو ما يعرف بال «تيكي تاكا»، على خطى مهاجم ريال مدريد الأسطوري راوول غونزاليز، الذي دافع عن ألوان السد في 39 مباراة بين 2012 و2014، قبل الانضمام إلى نيويورك كوزموس الأميركي في أكتوبر 2014. ويأتي الاعلان عن توجه تشافي نحو الدوري القطري، بعد تتويج برشلونة بلقب الدوري الأحد الماضي، وقبل مرحلة على ختام الموسم بتغلبه على بطل الموسم الماضي أتلتيكو مدريد 1 ? 0 في معقله «فيسنتي كالديرون»، في ما يعتبر نهاية حقبة رائعة لتشافي، الذي حصد لقبه الثامن في الدوري والثالث والعشرين خلال مسيرته الأسطورية مع النادي الكاتالوني، والتي بدأت عام 1997 مع الفئات العمرية و1998 مع الفريق الأول، الذي لعب معه حتى الآن مباراته رقم 505 في الدوري. وكان دخول تشافي في الدقائق الأخيرة من مباراة «فيسنتي كالديرون» اعترافا من المدرب لويس إنريكي، الذي كان زميل الدرب في وسط النادي الكاتالوني خلال مسيرته كلاعب (1996 ? 2004)، بحجم مساهمة هذا اللاعب في النجاح الذي حققه الفريق خلال الأعوام العشرة الأخيرة، التي شهدت تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات. ومن المؤكد أن تشافي، الذي ساهم في جعل الفريق الحالي يتفوق على فريق الأحلام، الذي قاد النادي الكاتالوني إلى لقب الدوري 4 مرات متتالية بين 1990 و1994، يمني النفس بتوديع فريقه الأزلي بلقب رابع له مع الفريق في دوري الأبطال رابع وبإحراز الثلاثية للمرة الثانية معه، بعد موسم 2008 ? 2009 بعد أن بلغ معه نهائي المسابقة القارية والكأس المحلية، حيث يتواجه مع يوفنتوس الايطالي وأتلتيك بلباو على التوالي. وسيخوض تشافي، الذي التحق ببرشلونة عام 1991 حين كان في الحادية عشرة من عمره، وخاض مع الفريق الأول أكثر من 760 مباراة في جميع المسابقات، يوم الأحد المقبل ضد ديبورتيفو لاكورونيا مباراته الأخيرة في «كامب نو»، ليسدل في غضون أقل من عام الستار على مشوارين تاريخيين في مسيرته على صعيد الأندية والمنتخب الوطني، الذي خاض معه الصيف الماضي مشاركته الأخيرة في مونديال البرازيل 2014. ومن المؤكد أن تشافي لم يدون اسمه في تاريخ فريقه الأزلي برشلونة وحسب، بل سيبقى عالقا في أذهان الجمهور الاسباني بأكمله بفضل تفانيه في المباريات ال 133، التي خاضها مع المنتخب من 2000 حتى 2014، ورغم خيبة مونديال الصيف الماضي في البرازيل، حين وضع نصب عينيه إنهاء مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادته إلى رباعية تاريخية متمثلة بتتويجه بأربعة القاب متتالية (كأس اوروبا 2 008- كأس العالم 2010 -كأس أوروبا 2012 - كأس العالم 2014). لكن مستواه في الموسم الماضي مع فريقه برشلونة، الذي خرج خالي الوفاض تماما على الصعيدين المحلي والقاري، ثم في المباراة الأولى من نهائيات البرازيل ضد هولندا (1 ? 5) وإقصائه عن تشكيلة المباراة الثانية ضد تشيلي (0 ? 2)، كل ذلك أعطى مؤشرا على أفول نجم لاعب الوسط، بعد أن عجز عن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية، التي اعتاد عليها، ما دفعه إلى اعتزال اللعب عقب تنازل المنتخب عن اللقب العالمي بخروجه من الدور الأول. وكان مونديال 2014 نهاية ملحمة رائعة، فرض فيها ابن تيراسا الكاتالونية نفسه كأحد أعظم لاعبي الوسط في العالم، بفضل الألقاب التي توج بها على صعيدي الأندية والمنتخب الوطني (بطولة العالم للشباب عام 1999 وكأس العالم عام 2010 وكأس أوروبا عامي 2008 و2010). وما يتمناه تشافي الآن أن يضع خلفه ما حصل الصيف الماضي من أجل توديع برشلونة بطريقة أفضل من تلك التي ودع بها المنتخب.