طرق رجال الأمن بالمحمدية، أحد المنازل.. سألوا عن اسم لأحد الشبان، خرج الأب مستفسرا عن الموضوع، ليجيبه أحد الأمنيين: «ابنك مطلوب للتحقيق.. عندنا شكاية تتهمه فيها أستاذته في اللغة الانجليزية بعدم توفره على الكتاب المدرسي..». ضحك الأب، وظن أنها مزحة من رجال أمن عادة لايمزحون، لكنه عاد ليصطدم بحقيقة الأمر.. فابنه مطلوب للتحقيق معه بتهمة «عدم التوفر على كتاب مدرسي»! لم يكن لوحده، فعدد آخر من زملاءه تلقوا بدورهم زيارة الأمن في منازلهم.. مدرستهم في اللغة الإنجليزية تقاضيهم لعدم توفرهم على كتاب مدرسي! حدث هذا في المحمدية، وفي الثانوية التأهيلية بن ياسين، وعندما سأل المدير المدرسة حول لجوئها للدائرة الأمنية بدل الإدارة التربوية، أكدت أنها اضطرت للجوء للبوليس أمام عجز الإدارة عن إرغام التلاميذ على التقيد بنظام القسم! المدرسة أكدت في أقوالها أنها أهينت من طرف التلاميذ.. وأن بعضهم نعتها بعبارات غير لائقة.. فوجب العقاب، بالزجر الأمني بعيدا عن تحسين السلوك والتربية! طبعا، عاد التلاميذ لمؤسستهم وقسمهم، تهامسوا وتبادلوا تحية الانعتاق والخروج سالمين من مخفر الشرطة.. اقتنوا الكتاب المدرسي مسقطين عنهم «تهمة» كادت تحولهم لأشخاص ذوي سوابق.. اتفقوا على التزام السلوك الحسن الذي يليق بمدرستهم وبقسمهم.. سيحترمون أستاذتهم أكثر من السابق.. سيهابونها، فربما تدخل القسم غدا وهي محاطة ومحروسة برجال شرطة كانوا نعم رجال شرطة في خدمة المدرسة!