تحتضنُ مدينة الرباط ُ من 11 إلى 14 يونيو، 2015 مُلتقى "مواقع الضمير في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا"...وهو الملتقى الإقليمي الرابعُ، الذي يأتي بَعْدَ آخرِ مُلتقى تونس الثالث 2014 حول موضوعِ الذاكرة والضمير... مُلْتَقَى الرباطِ الرابعِ، لا يخرجُ بدوره عَنْ طَرْحِ قضايا حفظِ الذاكرةِ والتوثيقِ وحقوقِ الإنسانِ و إرساءِ مواقعِ الضميرِ في العالمِ العربي، حين وَضَعَ المسؤولونَ والمنظمونَ لِلمبادرةِ هذا الشعار: "السمعي البصري؛ الإمكاناتُ والوسائطُ؛ أيةُ إستراتيجيةٍ لإرساءِ مواقعِ الضميرِ وحفظِ الذاكرة ؟"، في المنطقةِ وكل العالمِ... يقولُ الدكتورُ محمد الخمليشي، المنسقُ العام للملتقى، مُوضحاً أهدافَ المبادرةِ؛ "التحالفُ الدولي لمواقعِ الضميرِ، هو في الأصلِ، تجميعٌ لمبادراتٍ فرديةٍ وجماعيةٍ، اِنطلقتْ مِنَ الحاجةِ إلى التذكرِ ضد النسيانِ، الذي يَعني استحضارَ ذاكراتِ الانتهاكاتِ الجسيمةِ لحقوقِ الإنسانِ وللقانونِ الدولي الإنساني، لتمكينِ الأجيالِ الصاعدةِ مِنْ تعلمِ الدروس مِنَ الماضي، ولتعزيزِ المصالحةِ بين مكوناتِ المجتمع"... وتَجدرُ الإشارةِ إلى أَن التحالفَ الدولي لمواقعِ الضميرِ، كان قَدْ تأسسَ "مِنْ تِسْعةِ مواقع ومؤسساتٍ متحفيةٍ، ليتشكلَ كحركةٍ عالميةٍ، تَضُم - حتى الآن- ما يُقاربُ 300 موقع، عَبْرَ 47 بلداً في العالم، من إفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا اللاتينية وروسيا والولايات المتحدةالأمريكية ومنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط"... وتُحَددُ أدبياتُ التحالفِ المذكورِ هويةَ المبادرةِ، باعتبارها "شبكة دولية مِنَ المواقعِ التاريخيةِ التي صُممَتْ لإحياءِ النضالاتِ الإنسانيةِ مِنْ أجلِ العدالةِ، عَبْرَ المعالجةِ الحضاريةِ للتراثِ العالمي المعاصرِ وتوثيقِ الانتهاكاتِ والتراثِ المادي واللامادي للذاكرةِ الإنسانيةِ، بِهدفِ إشراكِ الشعوبِ في ربطِ الماضي بالحاضرِ، مِنْ أجلِ صياغةِ تصورٍ وتشييدِ مستقبلٍ أكثر عدلاً "... يضيفُ منسقُ مُلْتَقَى الرباطِ (11- 14 يونيو)، السيد محمد الخمليشي، مُتحدثاً عَنْ دواعي التركيزِ على أهميةِ ومَدى حيويةِ الوسائطِ السمعيةِ البصريةِ في إرساءِ مواقعِ الضميرِ وحفظِ الذاكرةِ، فيقول؛ "الزمنُ الراهنُ، زمنُ البشريةِ بأسرها، موسومٌ بانبثاقِ الذاكراتِ المتعددةِ والمتصادمةِ وبتعبيراتِها المختلفةِ في آنٍ واحدٍ، وعالمُنا العربي ليس بِمَنأْى- ولَنْ يكونَ بِمَنْأَى- عَنْ ذي المعادلةِ وهذا الحِراكِ الرمزي والثقافي... بًلْ إن ما نعيشهُ مِنْ انفجاراتٍ أوْ تفجيراتٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ ودينيةٍ ولغويةٍ، يؤكدُ هذا المنحى... وهذه الذاكراتُ هي - في البدءِ والمُنْتَهى - وليدةُ الكَبْتِ الرمزي في الماضي والحاضرِ، ومِنْ صَميمِ اللحظةِ الانتقاليةِ التي يعيشها العالمُ العربي، لذلك تَعْظُمُ الحاجةُ اليومَ، لإدماجِ وسائط وسائل الاتصالِ السمعي البصري، في هذا الورشِ التحسيسي والتربوي والإعلامي والثقافي المصيري"... على ذاتِ الطريقِ، يُؤكدُ الأستاذُ محمد الفرسيوي، الكاتبُ العام لمركزِ حقوقِ الإنسانِ للذاكرةِ والأرشيفِ ، شريكُ التحالفِ الدولي في هذه المبادرةِ، "إنهُ بالنظرِ إلى ازدهارِ الوسائطِ السمعيةِ البصريةِ وأدوارِها الحاسمةِ، في التواصلِ الاجتماعي والإنساني ذي الانتشارِ والتأثيرِ الواسعِ في الجمهورِ، يَجْدُرُ بالعاملين والباحثين عَنْ غَدٍ أَفضلَ لعالمِنا العربي ولأجيالِ البشريةِ المُقبلةِ، الإسهامَ في التنبيهِ إلى ضروراتِ تسخيرِ هذه الثروةِ الإعلاميةِ والتواصليةِ المشتركةِ والمتشاركةِ، في إمكانياتِ التوثيقِ وحفظِ الذاكرةِ وتنميةِ ثقافةِ المواطنةِ والتعايشِ والتسامحِ والسلمِ وحقوقِ الإنسان"... الخبيرُ في الأرشيفِ والأرْشَفَةِ، الأستاذ أحمد إيدوبا- أكثر من 30 سنة في وظيفةِ الأرشيفِ - وأمينُ "مركزِ حقوقْ الإنسانِ للذاكرةِ والأرشيفِ"، يعتبرُ "أن التوثيقَ قَدْ أصبحَ في عالمِ اليومِ ضرورةً مَلِحةً، ومِنْ مُهماتِ الدولةِ والمجتمعِ المدني والمؤسساتِ العلميةِ والجامعاتِ ووسائلِ الإعلام ومُخْتَلَفِ الوسائطِ...'، وهو علاوةً على ذلك، يضيفُ؛ "مدخلنا إلى حفظ الذاكرةِ مِنَ الضياعِ والتحريفِ والاستعمالاتِ الفَجةِ... لذلك، ومن أجل هذه الغايةِ العلميةِ والتاريخيةِ والحضاريةِ، سيكون علينا في هذا اللقاءِ، المساهمة في توجيهِ أشغالِ الملتقى الرابعِ نحو إغناءِ التفكيرِ في هذا الورشِ الثقافي المفتوح على المستقبلِ، بجردِ الإمكاناتِ والمؤهلاتِ والوسائطِ الكفيلةِ بتشخيصِ المساراتِ الإستراتيجية، ووضعِ اللبناتِ اللازمة لتوفيرِ شروطِ إنجاز فضاءاتٍ ومواقع ماديةٍ ولاماديةٍ للضميرِ والذاكرة..." محمد الخمليشي رئيسُ المركزِ المشارِ إليهِ أعلاهُ، والمنسقُ الإقليمي للمبادرةِ الدوليةِ الرابعةِ، حول مواقعِ الضميرِ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، يُراهِنُ - من خلالِ هذا اللقاءِ المحتضنِ مغربياً ومغاربياً وعربياً، بين 11 و 14 يونيو، على "الإسهامِ في خَلْقِ دينامكية مجاليةٍ وثقافيةٍ وعلميةٍ وفنيةٍ، كفيلةٍ بملامسةِ سبلِ الوعيِ المستدامِ بقضايا حفظِ الذاكرةِ وإرساءِ مواقعِ الضمير بعالمِنا العربي، وبالعمل على مقاربةِ أشكال التحولاتِ الطارئةِ على الجهةِ في جغرافيةِ العالمِ,,,"... المُلْتَقَى الإقليمي الرابعُ هذا، سيشاركُ فيهِ فاعلون ومثقفون ومهتمون مِنَ العالمِ العربي والقارةِ الأمريكيةِ، وسينصب الجهدُ الجماعي للمشاركاتِ والمشاركين - مِنْ خلالِ دوراتٍ تدريبيةٍ وحصصٍ تكوينيةٍ وزياراتٍ ميدانيةٍ - على استحقاقِ حفظِ الذاكرةِ وإرساءِ مواقعِ الضميرِ، عَبْرَ استثمارِ الفُرَصِ التي تُتِيحُها وسائط الإعلامِ والتواصلِ، بالتركيزِ على السينما والصورةِ كأفقٍ للأرشفةِ البناءةِ في سيقِ جدليةِ الاعترافِ الجميلِ والتذكرِ اليَقِظ البناءِ، بتزامنٍ مع الغرسِ التدريجي والتواقِ لنِعمةِ النسيانِ الإيجابي الجميلِ... وذلك مِنْ أجلِ عالمِ العدلِ والسلمِ والرفاهيةِ المشتركةِ والمُتشاركةِ بين البشريةِ جمعاءَ، بأجيالها الحاليةِ الوافِدَةِ والمقبلةِ...