لم يكن الشارع الرياضي ينتظر مفاجأة البلاغ الصادر عن اللجنة المركزية التأديبية، والقاضي ب «إجراء مباراة واحدة بدون جمهور بالنسبة لشباب أطلس خنيفرة، وغرامة مالية قدرها ألفا درهم»، على إثر، ما اعتبرته اللجنة، «أحداثا لا رياضية (الرشق بقنينات الماء) شهدها الملعب البلدي بخنيفرة، يوم الأحد 3 ماي 2015، خلال مباراة الفريق ونهضة بركان». وقد لقي قرار اللجنة، بحسب استطلاع ل «الاتحاد الاشتراكي» سخطا واستياء واسعين بين الجماهير الخنيفرية، التي اعتبرته جائرا ومجحفا، والذي سيحرمها من فريقها أمام اتحاد الخميسات، في حين ألقى البعض باللوم على بعض المشجعين، الذين لا يحسبون خطاهم جيدا باتجاه العواقب. تشاء «الصدف الغامضة» أن ينزل البلاغ كالصاعقة في الوقت الذي كان فيه عدد كبير من مشجعي فريق شباب أطلس خنيفرة، يتجمعون في وقفة احتجاجية سلمية، عصر يوم الثلاثاء 5 ماي 2015، ضد ما وصفوه ب «الحكرة» والإفراط في تعنيف وإهانة واستفزاز الجماهير الكروية من طرف عناصر الأمن، يوم الأحد المنصرم 3 ماي 2015، على مداخل الملعب البلدي لتأمين المباراة، التي جمعت الفريق المحلي بالنهضة البركانية. وقد عرفت الوقفة مشاركة أعضاء من المكتب المسير، يتقدمهم الرئيس، حيث لم يفت بعض المشاركين التقدم للحديث عن اعتداءات تعرض لها مشجعون ومسيرون وقاصرون ونساء على يد الأمن، وزاد أحدهم مؤكدا أن «الأمن كان قاسيا» مع المشجعين، بمن فيهم شباب «التراس ريفولتي»، الذين تم منعهم من ولوج الملعب على أساس أنهم قاصرون، رغم مرافقة بعضهم لآبائهم، إلى جانب المبالغة في إجراءات التفتيش، التي لم يسلم منها باعة الماء والخبز. ولعل ما رفع من درجة التوتر ، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، هو إقدام رجال الأمن على منع لافتة سوداء مكتوبة بالأبيض، وتتضمن عبارة: «نعيش بعقلية إسلامية ولا نهتم بالبقية»، حيث توقع رجال الأمن أن يكون «ميساج» اللافتة «مجهول المصدر بخلفية داعشية»، ما أغضب أصحابها وجعلهم ينسحبون من المدرج وبيدهم لافتة ثانية عليها عبارة :»رغم برمجة الإقصاء خلف الستار لا بديل عن البقاء»، التي ذهب في شأنها «الهاجس الأمني» إلى احتمال تلميحها لرئيس الجامعة الملكية، فوزي لقجع، الذي يتهمه بعض الجمهور بالتأثير على مجريات الأمور، باعتباره رئيسا لفريق النهضة البركانية، الذي كان الخنيفريون يعتبرون المقابلة معه مصيرية للخروج بنتيجة إيجابية، تبعد فريقهم عن هاوية السقوط. وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية السلمية، تم عقد لقاء بمركز المنطقة الإقليمية للأمن الوطني، استعرض خلاله رئيس الفريق، ما تم تسجيله من «تجاوزات أمنية» يوم الأحد الماضي، عكس ما كان معروفا بباقي المباريات، معبرا عن سخطه الشديد إزاء ما وصفه ب «الإفراط في استفزاز الجماهير الرياضية واستعمال الإجراءات القاسية»، ومهددا باللجوء إلى مجانية الدخول للمباريات المقبلة وفتح الأبواب في وجه الجميع. ومن جهته، أعرب رئيس المنطقة الأمنية، عن اندهاشه من تنظيم الوقفة الاحتجاجية، في الوقت الذي كان ينتظر فيه تنويها من جانب المكتب المسير حيال ما يقوم به الأمن من جهود لضمان مرور المباريات في أحسن الظروف، مكتفيا بأن عمل الأمن يؤطره القانون، خصوصا منه قانون 09/09 المتعلق بالإجراءات الوقائية المناهضة لشغب الملاعب، إلى جانب الدوريات والمناشير الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني، مجددا إصراره على تطبيق القانون في ما يتعلق على الخصوص بمنع القاصرين من دخول الملعب. في حين لم يفت المسؤول الأمني التوقف عند موضوع اللافتة «الإسلامية» باستعراضه لبعض البنود والفصول القانونية الممنهجة في حق القائمين بالتحريض على الكراهية والحقد بواسطة خطب أو لافتات أو أية عبارات عرقية أو دينية، والتي من شأنها الزج بالفضاءات الرياضية في نزعات مشبوهة، حسب قوله، وبخصوص إجراءات التفتيش فرآها قانونية على أساس أن البعض يحاول تمرير أشياء ممنوعة بكل الوسائل، كما لم يفته الاستهزاء من الإشاعة التي تزعم أن فوزي لقجع حرك بوليس خنيفرة لقمع الجماهير الخنيفرية حتى لا تحضر المباراة التي تجمع فريق هذه الأخيرة بالفريق المحلي.