عرفت كلية تازة إنزالا أمنيا مكثفا منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء ، بعدما قرر الطلبة في وقت سابق مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية التي برمجت خلال هذا اليوم إذ جاء ذلك نتيجة الاحتقان والأجواء غير السليمة للتحصيل التي انطلقت مع بداية الدخول الجامعي الحالي ، والتي أفضت ، في غياب الحوار والتواصل ، إلى مقاطعة مجموعة من الطلبة المنضوين تحت قيادة المنظمة الطلابية «أوطم» للامتحانات المجزأة المقرر إجراؤها خلال الفصل الأول، وتلويحهم بمقاطعة امتحانات الدورة الخريفية التي سبق وأن أعلنت إدارة الكلية عن اجتيازها في 12 يناير 2011،و عدم كفهم بالتذكير عبر بلاغاتهم وبياناتهم عن استمرارهم في الاحتجاج كسبيل لتحقيق مطالبهم الجزئية التي تضمنها الملف المطلبي، على رأسها إرجاع الطالبة «سعيدة بوزفور» المسجلة في مسلك علوم الحياة والأرض و المطرودة بقرار تأديبي. هذه المطالب قابلتها إدارة الكلية بالاستخفاف، جانحة وراء القوة والعنف لإجبار الطلبة على اجتياز الامتحانات التي تمر في جو من الرفض جراء تشبثها بمواقفها التي لا تعكس طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقها، وحسب نفس المصادر الطلابية، فقد أفضى هذا الإنزال الأمني إلى مواجهات بين الطرفين، بعدما تدخل رجال الأمن، لإرغامهم على الدخول للكلية وعدم الاحتجاج خارجها، مما أفضى إلى تبادل التراشق بالحجارة بين الطرفين أصيب على إثره مجموعة من الطلبة بعدة إصابات نتيجة لجوء بعض أفراد القوات المساعدة لاستعمال العنف من جهة السوق الأسبوعي دون اكتراث للمارة (راجلين، سيارات، و حافلات) التي قادتهم الصدف للمرور على الطريق الوطنية رقم 6، هاته الاخيرة التي أصيبت بالشلل التام لعدة فترات من صبيحة اليوم ،الشيء الذي خلق حالة من الرعب والفتنة، وهو ما انعكس بشكل عام على المدينة باعتباره الطريق الوحيد الذي يربط تازة السفلى بالعليا وبوسط المدينة. وقد عرفت الكلية حسب مصادر طلابية أجواء متوترة منذ إعلان الإدارة عن موعد الامتحانات الذي لم يرق للطلبة المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كونه لا يراعي الوقت الكافي للتحضير والاستعداد الكامل، في ظل الظروف التي يعاني منها الطالب لانعدام الحي الجامعي والمطعم وأشياء أخرى كان من المفروض تواجدها في ظل ميزانية المخطط الاستعجالي، الشيء الذي دفعهم إلى خوض مجموعة من الأشكال الاحتجاجية، ليُجمع الطلبة بعد ذلك في حلقات تقريرية على تصعيد الأشكال النضالية السلمية من خلال خوض مُقاطعة شاملة الامتحانات في شكلها العام، نتج عنه عسكرة قوية لقوات الأمن السرية و العلنية، التي لم تتورع عن إجبار الطلبة على اجتياز امتحانات الدورة الخريفية، التي تمر في جو من الرفض جراء تشبث الإدارة بتواريخها المحددة ورفضها للتأجيل و عدم مناقشة الملف المطلبي جملة و تفصيلا، وهو ما أكدته جريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 9679 الصادرة يوم الأربعاء 12 يناير عنونته ب «الطلبة الجَامعيون بتازة عَازمُون على مُقاطعة امتحانات الدورة الخريفية» مشيرة إلى نتيجة واحدة «كون الإنزالات الأمنية و الإفراط في استعمال العنف... وتلفيق التهم وإحالة الطلبة على القضاء... يعد تصعيدا غير مبرر ولن يترتب عنه سوى اتساع رقعة الاحتجاجات على ما آلت إليه الأوضاع بكلية تازة. وقد عبرت عدة فعاليات سياسية، اجتماعية، حقوقية، ومدنية جمعوية، عن «تنديدها الواسع لإقدام إدارة تربوية اللجوء إلى المقاربة الامنية لحل المشاكل التي تتخبط فيها نتيجة انعدام التواصل المسجل عنها مند افتتاحها...»