في 35 سنة القادمة سيتناقص عدد الذين لا يؤمنون بدين معين إلى نسبة 13 في المائة فقط. هذا ما توصلت إليه أحدث وأضخم دراسة أمريكية في مجال الدين، من إنجاز "مركز بيو ريزيرش"، نشرتها جريدة "ليبراسيون" الفرنسية (عدد 26 أبريل 2015). وقد بينت هذه الخارطة الدينية المستقبلية أن المسيحية هي الديانة التي ستستقطب الناس، حيث سيرتفع عدد معتنقيها إلى 2,9 مليار مسيحي، يمثلون 31,4 بالمائة من ساكنة العالم. بعد أن كانت في سنة 2010 لا تتجاوز 2,1 مليار. لكن الإسلام هو الديانة التي ستعرف انتشارا قويا، حيث أثبتت الدراسة أن سنة 2050 سيرتفع عدد المسلمين إلى 2,7 مليار، بنسبة 29 بالمائة من ساكنة العالم. وبذلك، فخلال أربعين سنة سيربح الإسلام مليار مسلم جديد . وقد بررت الدراسة هذه الحركية أساسا بعوامل ديموغرافية، إذ أن نسبة خصوبة النساء المسلمات (3,1 طفل) ستبقى الأكثر ارتفاعا في العالم. كما أن هرم الأعمار سيبقى مناسبا جدا في العالم الإسلامي: 14 بالمائة في العالم المسيحي يبلغون اليوم أكثر من 60 سنة، مقابل 7 بالمائة من المسلمين. وبذلك، فحسب نفس الدراسة، سيتجاوز الإسلام ديموغرافيا المسيحية في أفق سنوات 2070. وعلى مستوى خارطة البلدان، وجوابا عن سؤال أين سترتفع نسبة المسلمين، أكدت الدراسة أن الهند، من أيامنا إلى أربعين سنة القادمة، سيكون هو البلد الذي سيضم أكبر عدد من المسلمين، ب 320 مليون معتنق ، مقابل 176 مليونا سنة 2010. وبذلك ستحل الهند مكان أندونيسيا التي لن تتجاوز 256 مليون مسلم متوقع في سنة 2050. ورغم ذلك سيبقى المسلمون أقلية في البلد (ذو الأغلبية الهندوسية)، بنسبة 18,8 في المائة في منتصف القرن 21. وسيشكل المسلمون في أوروبا 10 بالمائة من الساكنة. والسويد هو البلد الذي سيعرف ارتفاعا في نسبة المسلمين، حيث ستنتقل من 4,5 سنة 2010 إلى 12,4 بالمائة سنة 2050. وستبقى فرنسا وألمانيا بعدد جالية مسلمة أكثر كثافة: 7,5 ملايين مسلم . هل معنى ذلك أن المسيحية ستعرف انحدارا؟ تجيب الدراسة بالإيجاب، فالمسيحية ستعرف انحدارا في أوربا معقلها القديم. فالمسيحية ستفقد 100 مليون معتنق ، وستستقر في 456 مليونا. وسينتقل مركز جذب المسيحية إلى إفريقيا جنوب الصحراء، ودائما بفعل عوامل ديموغرافية. فتلك المنطقة من القارة السمراء، سيوجد أكثر من مليار مسيحي، بنسبة إجمالية ستبلغ 38 بالمائة. وبسبب العنف والصراعات المنتشرة في المنطقة، سيتوجه مسيحيو الشرق نحو الغرب. هل سيرتفع عدد غير المؤمنين؟ نعم، تجيب الدراسة، ف 44 بالمائة من الساكنة الفرنسية، في سنة 2050، ستعلن نفسها بلا انتماء ديني. والعدد سيرتفع إلى 49 بالمائة في الأراضي المنخفضة. ومقابل ذلك سيرتفع عدد الناس بدون ديانة في العالم، لكن نسبتهم لن تتجاوز 13 بالمائة من ساكنة العالم، مقابل 16 بالمائة سنة 2010. وعن مستقبل الصين الديني، تنعت الدراسة البلد ب"المجهول الكبير". ففي سنة 2010، أعلن نصف سكان الصين عن أنفسهم بدون ديانة. وفي السنوات الأخيرة، عرفت المسيحية، البروتستانتية تحديدا، اختراقا ملحوظا. ففي سنة 2010 أعلن 68 مليون صيني عن اعتناقهم الدين المسيحي، وحسب الباحث "سيبستيان فاث"، يمكن أن تصبح الصين "العملاق البروتستانتي" في المستقبل.