كيف نستعيد العلاقة بين التلميذ والقراءة ، ونعيد للفكر متعة الحلم في عوالم الإبداع في زمن أضحت فيه وسائل الاتصال الحديثة وسائل حقيقية للانفصال عن الكتاب وعن القراءة ، وكيف يستثمر التلاميذ مصادر المعرفة عن طريق القراءة البحثية. من أجل هذه الأهداف,وضعت وزارة التربية الوطنية خطة للارتقاء بالقراءة في التعليم الثانوي الإعدادي، من خلال برنامج يندرج في إطار التعاون بين الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)،يرمي إلى معالجة ضعف المتعلمين والمتعلمات في القراءة وعدم التمكن من مهاراتها، وتحسين التعلمات ونسب النجاح باستثمار القراءة في مختلف برامج المواد الدراسية وامتداداتها. كما يسعى إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي لاستثمار مصادر المعرفة عن طريق القراءة البحثية، وتنمية عادات القراءة الوظيفية لأغراض عملية والقراءة الحرة للاستمتاع المعزز بالفائدة. ويتأسس هذا البرنامج الذي تم تجريبه بنجاح في مائة مؤسسة تعليمية ،على مبادئ أساسية منها التدرب على التقنيات التي سيستعين بها القارئ لفهم المقروء والتفاعل معه، وتنويع الموارد تبعا لتنوع وظائف القراءة في الحياة اليومية والقراءة الحرة، فضلا عن تنمية المهارات القرائية المتدرجة من المهارات الدنيا إلى المهارات العليا. وتتحدد مجالات هذا البرنامج في تشخيص وضعية الانطلاق والقيام بالتعبئة من أجل القراءة، وتنمية مهارات القراءة البحثية والقراءة في الحياة اليومية والقراءة الحرة؛ وأيضا في تنمية مهارات القراءة في سياق برامج المواد الدراسية. وسيتم تفعيل برنامج الارتقاء بالمهارات القرائية من خلال تنظيم ورشات وطنية وجهوية وإقليمية، يساهم في تنشيطها أطر هيئة التفتيش والأساتذة المكونون العاملون بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، والذين سيشتغلون طوال السنوات القادمة، مع حوالي 27 ألفا من أستاذات وأساتذة التعليم الثانوي الإعدادي من أجل تحسين تعليم تقنيات القراءة عبر المواد المدرسة في مؤسسات التعليم العمومي. وتجدر الإشارة إلى ان برنامج الارتقاء بالمهارات القرائية تنسجم خطواته مع تدبيرين اثنين من التدابير ذات الأولوية ، يتعلق الأول بتقوية اللغات الأجنبية بالثانوي الإعدادي وتغيير نموذج التعلم والثاني بتدبير المصاحبة والتكوين عبر الممارسة. وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني يوم 22 أبريل 2015 بالرباط ,قد أشرف على إعطاء انطلاقة مشروع «رصيد» لإنجاز برنامج الارتقاء بالمهارات القرائية للمتعلمات والمتعلمين في سلك التعليم الثانوي الإعدادي بمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. فاطمة الطويل