اختتمت مساء السبت 25 أبريل الجاري بالمركب الثقافي الحرية بفاس فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي في نسخته 14 بعد ثلاثة أيام من الفرجة السينمائية والتأطير الفني والتباري بين 16 أكاديمية تابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني. حفل الختام تميز بحضور الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمفتشين العامين للوزارة والسيدة والسادة النواب داخل الجهة وخارجها ، إلى جانب عدد كبير من الوجوه الإعلامية والفنية ورجالات المسرح والسينما والحقل التربوي إضافة إلى جمهور نوعي من عشاق فن السينما التربوية.. وتضمن برنامج الحفل الختامي أهازيج من التراث الأمازيغي وصلات من الموسيقى الإيقاعية من توقيع المجموعة الصوتية التلاميذية لإعدادية الزهور، تميز كذلك بتكريم أحد أعمدة النقد السينمائي بالمغرب الجامعي والصحفي عمر بلخمار حيث قدمت شهادات في حق المكرم أبرزها شهادة زميله الناقد حمادي كيروم وداوود أولاد السيد المطرب البشير عبدو. إلى ذلك، نوهت لجنة تحكيم الدورة 14 برئاسة الدكتور عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء وعضوية كل من الدكتورة نوال بنبراهيم وذ عبد الحق بلمليح وذ عبد العالي اشملا ل وذ نور الدين بندريس بفيلم «شجرة الحياة» للمخرج حسن عميمي عن أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز وذلك لمعالجته موضوع البيئة من خلال التيكنولوجيا الحديثة . كما نوهت اللجنة بفيلم «ذاكرة حذاء» للمخرج محمد المعين عن أكاديمية سوس ماسة درعة لتناوله بذكاء موضوع تمدرس الفتاة القروية وتحديها للصعاب . ونوهت لجنة التحكيم بالدور الهام الذي قام به المنظمون من أجل توسيع دائرة المشاركين في المهرجان وتسليط الضوء على تجارب إبداعية للتلاميذ في المجال السينمائي ،وذلك انسجاما مع توجه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في إدماج الإبداع والفن كمكونين أساسيين في تكوين الناشئة كما نوهت بمجهودات كافة المشاركين لإسهامهم في إغناء وإنجاح هذه التظاهرة الفنية الإبداعية والتربوية . وبعد مناقشة اللجنة للأفلام المبرمجة وقفت على أوجه التباين بينها من حيث السيناريو والاخراج والمونتاج والتوضيب وبعض التقنيات السينمائية الأخرى منحت الجوائز على الشكل التالي: جائزة أحسن دور إناث للبطلة هاجر عطو عن دورها في فيلم « خميسة « للمخرج محمد الخطيب عن أكاديمية طنجةتطوان، فيما منحت جائزة أحسن دور ذكور عدنان برحو عن دوره في فيلم « من التالي ؟» للمخرجة زهرة خيالي أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز أما جائزة السيناريو فكانت من نصيب الفيلم التربوي « من التالي؟ « لمخرجته أسماء العمراني عن أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز .فيما عادت جائزة الإخراج «محفظتي» للمخرج محمد اهزاوي أكاديمية فاس بولمان . لتتوج أكاديمية الرباطسلا زمور زعير بالجائزة الكبرى عن فيلمها التربوي « تمرد الألوان» للمخرج إدريس بوتنين وفي كلمة له بالمناسبة عبر الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عن اعتزازه الكبير بحضور حفل اختتام النسخة الرابعة عشرة لفعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي، الذي تنظمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس ? بولمان، بشراكة مع جمعية فضاء الابداع للسينما والمسرح . هذه التظاهرة الوطنية الكبرى التي دأبت على خلق دينامية تربوية مسترسلة طيلة الموسم الدراسي في مختلف المؤسسات التعليمية وأنديتها الفنية وذلك بفعل المقاربة التي تم اعتمادها منذ السنة الماضية، حيث تتم الإقصائيات في إطار أربعة أقطاب يضم كل واحد منها أربع أكاديميات جهوية تتبارى إبداعات تلاميذ مؤسساتها على الوصول إلى محطتنا هذه . وأضاف يوسف بالقاسمي أن ما يضفي على نسخة هذه السنة أهمية خاصة، كونها تأتي في سياق تربوي وطني يتميز بالاستعداد لفتح أوراش جديدة للنهوض بمنظومة التربية والتكوين وتوفير كل الظروف والشروط الضرورية للرفع من مردوديتها، وذلك عملا بالتوجيهات الملكية السامية التي تجعل من التربية والتكوين أولوية وطنية بعد قضية وحدتنا الترابية. وجدد يوسف بلقاسمي حرص الوزارة على إشراك جميع المتدخلين والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي مذكرا بجهود وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في بلورة مجموعة من التدابير ذات الأولوية، انطلاقا من خلاصات اللقاءات التشاورية التي سهرت على تنظيمها منذ السنة الماضية في مختلف الأكاديميات والنيابات والمؤسسات . وأكد الكاتب العام أن المهرجان في نسخته 14 يأتي دعما للتدابير المتعلقة بتخليق الحياة المدرسية وتنمية الكفايات العرضانية لدى المتعلمات والمتعلمين ، باعتبار المواضيع التي اشتغلت عليها الأفلام التربوية المشاركة.. من ناحية ثانية ، أوضح الكاتب العام للوزارة أن خلق وتفعيل الأندية السينمائية في مختلف المؤسسات التعليمية المغربية، من حسنات هذا المهرجان وهذه حقيقة تجسدها كثرة الإنتاجات الواردة سنويا على إدارته. مبرزا التعاطف الكبير الذي باتت تحظى به هذه التظاهرة الفنية والتربوية، من قبل جهات رسمية وشخصيات وازنة في القطاع السمعي البصري . كما شكر لجنة التحكيم والأساتذة المتدخلين في الندوة الوطنية، ومؤطري الأوراش التكوينية . وهنأهم على اختيارهم تكريم الأستاذ الفنان المخرج عمر بلخمار أحد رموز النقد السينمائي بالمغرب على ما قدمه للفن السابع من خدمات جليلة ساهمت في الارتقاء بالعمل الإبداعي السينمائي ببلادنا. إلى ذلك ، تميزت الدروة بأنشطة تكوينية وتأطيرية في مجال الصورة والصوت حيث استفاد المشاركون من ندوة وطنية بمركز الاستقبال مولاي سليمان « دور الفيلم التربوي في تخليق الحياة المدرسية»بمشاركة الأساتذة « عز الدين الخطابي - ذ فرق زايد حمادي ذ : كيروم ذ: نور الدين ولوت . وورشة تكوينية في التقنيات الجديدة للمكتبات المدرسية مع ذ فالط كوخ من هانوفر ألمانيا .كما عرفت التظاهرة ورشات تكوينية في مهن السينما الإخراج وإدارة الممثل مع المخرجة سيرين أشقر من فرنسا وورشة في تقنيات المونتاج مع الأستاذ عبد الفتاح زيتوني من المركز المغربي الكوري بالرباط وكان حفل الافتتاح الذي أقيم بقاعة سينما ميكاراما وسط العاصمة العلمية على إيقاع الموسيقى الإيقاعية للمجموعة الصوتية التلاميذية لإعدادية الزهور قد شهد عرض فيلم الافتتاح « الطفل والخبز» لمخرجه محمد كومان ، كما تم عرض فيلم» في انتظار بوزوليني « ومناقشته مع مخرجه داوود أولاد السيد « قبل أن عرض 27 شريطا تربويا 14 منها ضمن المسابقة الرسمية و تفاعل المؤطرون بإيجابية مع اقتراحات وتساؤلات المخرجين الشباب وبعض وسائل الإعلام، والتي صبت في مجملها حول سبل الارتقاء وتطوير القناعات في أفق خلق ثقافة سينمائية لدى المتعلمين تحقق لديهم القدرة على فهم دلالات الصورة وتفكيك الخطاب السينمائي ومقاصده لتوظيف مكوناته في مختلف أشكال التعلم. واختتمت فعالية المهرجان إعلان الدورة 15 دولية وتسليم ذرع المهرجان للسيد الكاتب العام للوزارة والمفتشين العامين بها والتقاط صور جماعية للمتوجين.