تشهد الموانئ الجنوبية منذ أسبوعين شللا ملحوظا في نشاط بواخر الصيد الساحلي بعدما قررالمهنيون التوقف عن مزاولة النشاط احتجاجا على مآلت إليه أوضاع القطاع من تدهور وتراكم مشاكل المهنيين: ربابنة وبحارة ومجهزين من جراء الإجراءات التي اتخذتها الوزارة منذ 2009، أي منذ البدء بتطبيق استراتيجية أليوتيس ودخولها حيزالتنفيذ. اتهمت الجامعة الوطنية لمهنيي الصيد الساحلي بالمغرب،تهرب الوزارة الوصية على القطاع من الجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد حل يرضي الأطراف المعنية ومناقشة أهم المشاكل الكبرى التي يتخبط فيها القطاع والتي كانت سببا في أزمته وشل حركته ونشاطه لمدة تزيد عن 15 يوما. واعتبرت الجامعة الوطنية في بيان لها،أن من أكبر المشاكل تكمن في استنزاف الثروة السمكية الوطنية وتدمير البيئة البحرية من طرف السفن العملاقة المستأجرة والمستعملة لوسائل الصيد للسمك السطحي. بحيث تصطاد كل سفينة من هذه السفن البالغ عددها إجمالا 24 سفينة عملاقة أكثر من 600 طن لكل سفينة في اليوم ومع ذلك لا تشغل إلا 6 أشخاص على متن هذه البواخرالتي تنشط بشكل يومي في منطقة "س" المتواجدة بين بوجدوروالداخلة حيث يتمركزالمخزون السمكي الوطني المعروف بالمخزون"س"المزود الرئيسي لكل الموانئ المغربية من الأسماك السطحية. وأضافت الجامعة الوطنية لمهنيي الصيد الساحلي بالمغرب أن من مظاهرالفساد التي تنخر القطاع أيضا،هو تلوث البيئة البحرية وتدمير سمك القرب(كوربينا) في عرض مياه البحر من ظرف هذه السفن العملاقة بحيث تقذف بهذه الأسماك ميتة وبالتالي لا يستفيد منها لا البحار ولا المجهز ولا الدولة ولاحتى المستهلك المغربي. ويأتي هذا التدمير المتعمد لسمك القرب من طرف السفن العملاقة تحت ذريعة أن وزارة الصيد البحري وضعت هذا النوع ضمن الأسماك المحظورة صيدها من طرف مراكب الصيد الساحلي الصناعي لغاية في نفس يعقوب، في الوقت الذي تحرم فيه الطبقات الهشة من عائدات هذه الأسماك التي يستهلكها المغاربة بكثرة نظرا لثمنها الرخيص. وجاء في البيان المشارإليه أعلاه ،أن الوزارة تتهرب من مناقشة هذا الموضوع فضلا عن مواضيع أخرى تهم تقسيم المياه الوطنية إلى منطقة"أ"من السعيدية إلى تافضنة(شمال أكادير) ومنطقة"ب"من تافضنة إلى شمال بوجدور، ومنطقة"س"من شمال بوجدورإلى الداخلة. حيث نبهنا الوزارة، تقول الجامعة الوطنية، إلى أن هذا التقسيم سيزيد من توسيع الهوة بين المهنيين ويساهم بين التفريق بين الشمال والجنوب وسيقتل الموانئ المغربية الأخرى وسيؤسس لثقافة الريع والإحتكار والإبتعاد عن المرامي الحقيقية لسياسة خلق التوزانات المكرواقتصادية بين الجهات والموانئ. ولهذه الأسباب قاطعت الجامعة الوطنية لمهنيي الصيد الساحلي بالمغرب معرض"أليوتيس"في نسخته الثالثة المنظم ما بين18 و22 فبراير2015،بأكادير،وتقررحاليا توقيف نشاط بواخرها احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها القطاع بالموانئ الجنوبية،والتراجع الخطيرعن مكتسبات المهنيين في ظل "استراتيجية أليوتيس"وتراجع الدخل الفردي للبحارمنذ انطلاقة المشروع سنة2009.