عبر الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي عن اعتزازه وهو يتواجد في إقليمالحوز، منوها بالحضور المتميز من أجيال مختلفة ، جيل خبر فترة الاستعمار، وناضل من أجل استقلال البلد ، وجيل خبر سنوات الرصاص، وكانت له تضحيات كبرى، وجيل خبر ثورة المغرب الهادئة، 20 فبراير وخرج الى الشارع، مطالبا بحقه في الشغل، في العمل رابطا الحاضر بالماضي، مؤكدين أنهم أبناء الاطر والمناضلين والمقاومة. جاء ذلك خلال ترؤسه للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقليمي الرابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليمالحوز الذي احتضنته مدينة أمزميز يوم الاحد الماضي 19 أبريل 2015 بحضور بديعة الراضي وحنان رحاب عضوتي المكتب السياسي وعدد من اعضاء اللجنة الادارية للحزب، وكذا كافة المناضلات والمناضلين الاتحاديات والاتحاديين بالإقليم، إضافة الى عدد من المناضلين القادمين من الاقاليم المجاورة، بل ومن المدن الاخرى، وكذا المنتخبين والبرلمانيين وممثلي الهيئات السياسية من الصف الديمقراطي والوطني والمنظمات الجمعوية والنقابية والحقوقية، وأضاف الكاتب الاول بعدما تحدث عن تاريخ الاقليم ورجالاته ممن ضحوا بالغالي والنفيس وساهموا في معركة الاستقلال وعانوا خلال سنوات الرصاص وممن تصدق فيهم الآية الكريمة " من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا." وقال:" لا يمكن الحديث عن هؤلاء الرجال، ولا يمكن أن يلتحم الاتحاديات والاتحاديون دون تلك الخصلة، خصلة الوفاء. الوفاء لكل المناضلين الافذاذ". وسرد لشكر أسماء مجموعة من المناضلين ممن قدموا المثال على حب الوطن وصمدوا وصبروا من اجل تحقيق الانعتاق والحرية والكرامة رغم التضييق والتعسف والاعتقالات والمحاكمات.. وقال الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي إن حضورهم اليوم وحضور الاجيال الشابة يجسد حقيقة استمرارا لحركة التحرير الشعبية والتي انطلقت مع المقاومين وجيش التحرير:" نحن لسنا احزاب الزيف، أو أحزاب الكذب أو أحزاب الخديعة أو الاحزاب التي تأسست في الغرف المظلمة، أو الاحزاب التي تأسست على توزيع الغنائم نحن حزب خبرتنا هذه الجبال ، خبرتنا الطرق والمسالك الوعرة سواء أثناء المقاومة وكفاح آبائنا وأجدادنا وكذا في سنوات الرصاص، لابد ان يتذكر الجميع ما وقع في الستينات والسبعينات والثمانينات من اقليمالحوز ومن الاقاليم الشبيهة هي التي انقذت بلادنا اليوم من الفتنة الكبرى التي تعيشها مجموعة من الدول." وذكر بتلك الدول التي تحاسب الافراد على أسمائها لتتخذ في حقها قرار القتل فقط من خلال هذه الاسماء.. وأكد ادريس لشكر ان هذه البلاد بفضل كفاحات وتضحيات أبناء شعبنا انتقلت من محطة إلى أخرى دون منة من أحد، هذه البلاد تمت فيها توافقات، ومحطات تاريخية فتحت لها الطريق لكي تكون ديمقراطية ناشئة ولذلك -يقول ادريس لشكر- "على هؤلاء الذين يعتقدون ان المغرب ولد معهم اليوم أن يتذكروا ان المغرب لم يولد في 25 نونبر 2011 والشهادات ماثلة أمامهم.. هنا من حوكم لسنوات طوال وهناك من قبع في السجون لعقود، هنا مناضلون كانوا في الاتحاد الاشتراكي ومازالوا"... وأكد ادريس لشكر أن العمل السياسي عرف مجموعة من التحولات الكبرى فيها ما فرضته ظروف موضوعية والاحصائيات الاخيرة أبانت عن التحولات الديمغرافية التي عرفها مجتمعنا، والتي كانت لها آثار اقتصادية واجتماعية كبرى كان الناس يعيشون في دواويرهم بكرامة على ما تنتجه أرضهم، حيث الإنسان والمنتوج كلاهما نبت من تلك الارض، عاشق لتلك الارض، يقاوم الطبيعة ويقاوم المستغل ولكن بكرامة، وكانت المواطنة هي المسيطرة على أخلاق المغاربة، والاحساس بالانتماء لهذا الوطن.. وأشار الى أن هذه التحولات أدت الى أحزمة البؤس التي عرفتها المدن، خاصة منها المدن الكبرى، تحولات عميقة أدت الى مظاهر الفساد الذي استشرى، واصبح كل فرد يفكر في ذاته ليس إلا عوض الانخراط في الجهد الجماعي، وعوض البحث عن البديل الجماعي.. وأشار الى أن الذي زكى ذلك هو مجموعة من الوسطاء، منهم من يختفي تحت يافطة الاحسان، وفعل الخير، لكنه يتخذ ذلك كوسيلة لشراء الذمم والاصوات، لأن الخير لا يكون في قفة رمضان فحسب، أو في مناسبات عيد الأضحى، فالخير يجب أن يكون دائما ومستمرا، فحينما يرتبط بالمصلحة الانتخابية لا يكون خيرا، لكنه شر بهدف إفساد العملية الانتخابية، وهدف ابتزاز المستقبل واستثمار العملية الانتخابية من أجل الوصول الى الربح غير المشروع ، من الوسطاء كذلك المضاربين المافيوزيين وتجار الانتخابات الذين يعرفون ما يفعلون خارج كل الضوابط، يشترون رجال السلطة والمقدمين والخطباء، أي يشترون وسطاء مكلفين نيابة عنهم في العملية الانتخابية، لكنهم- يضيف الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي- فاتهم أن جيل 20 فبراير سيقف هذه المرة في مواجهته. وأكد ادريس لشكر ان هذا المؤتمر هو محطة تندرج في اطار ما تم التعاقد عليه في المؤتمر الوطني التاسع، وهي محطة استكمال إعادة البناء، بالنسبة للحزب قصد استعادة المبادرة داخل المجتمع وهذا دليل على ان الاتحاد الاشتراكي عائد وعائدا بقوة الى المجتمع، خصوصا ان المسافة التي تفصلنا عن الاستحقاقات عن الانتخابات المباشرة الجماعية والجهوية قصيرة وعلى الرغم من الاهمية السياسية والاجتماعية لهذه المعركة فإن" مسامر الميدا ماغدي اخليو لها هاذ المهمة" وكذا مسؤولية هذه الحكومة. ولم يفت ادريس لشكر ان يشير الى أن الحكومة ألهت المغاربة في الوقت الذي كانت فيه حادثة مؤلمة ذهب ضحيتها 35 مواطنا.. وشدد الكاتب الاول على أن مسؤولية الحكومة في هذه الفاجعة قائمة وتبتدئ أولا في حمل عشرين طفلا في النقل العمومي في الوقت الذي كان من الممكن -لأنهم في مهمة رياضية - أن تتولى وزارة الشبيبة والرياضة تخصيص حافلة لهم.. والأكثر من هذ يضيف ادريس لشكر يتبجح البعض بأنه ليست هناك أي اتفاقيات مع الجهات ومع المنتخبين المحليين والاقليميين لإصلاح تلك الطريق وتثنيتها. وأقسم وزير التجهيز أن يستقيل إذا ثبت أن هناك اتفاقية ، وقال الكاتب الأول في هذا الصدد أنه بعد نشر محضر اتفاقية إصلاح الطريق و تثنيتها الموقعة من قبل وزارة التجهيز اختارت الحكومة ، في خطوة تمويهية لكي تتنصل من مسؤوليتها ، القفز إلى الأمام ، بقول رئيس الحكومة أثناء انعقاد مجلسها أن حكومته برمتها ستستقيل إذا ما ثبتت مسؤوليتها ، وذلك للتملص من التزام وزيره في التجهيز بمجلس المستشارين أنه سيستقيل من منصبه إذا ما ثبت أن هناك اتفاقية موقعة من قبل وزارته مع الجماعات والجهات قصد إصلاح هذا الطريق . وأشار لشكر إلى المناورات التي حاولت إلصاق مسؤولية فاجعة طانطان بالمنتخبين الاتحاديين بالمنطقة ، وذلك عوض أن تتخذ الحكومة موقفا مسؤولا بالاعتذار للشعب المغربي بإعلان مسؤوليتها في هذه الفاجعة التي صدمت الوجدان المغربي برمته . ونبه إدريس لشكر إلى خطورة هذا المخطط المقصود بهدف تعميم حالة الإحباط واليأس في نفوس المغاربة ، وثنيهم على تتبع ومناقشة قضايا الشأن العام ، بُغية الحد من مشاركتهم في الاستحقاقات المقبلة ، بعدما تبين بالملموس لكل المغاربة بطلان ادعاءات التيار المهيمن في الحكومة ، وفشله الذريع في الاستجابة لتطلعات الشعب ، وهو المخطط الذي يتعزز بشيطنة كل من يخالفهم الانتماء السياسي أو يعارض توجههم . وتحدث الكاتب الأول في كلمته ، عن النتائج الكارثية لسياسة الحكومة، والتي تضررت منها كل فئات المجتمع ، ومن أجلى مظاهرها تدهور الطبقة المتوسطة والاتساع الكبير للبطالة ، وتدهور المدن وهو ما يفرض الانخراط الكثيف في مقاومة هذا المخطط عبر الاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة . وأشار لشكر إلى مظاهر التهميش التي يعانيها إقليمالحوز وساكنته ، حيث أن هذا الإقليم الذي تفوق مساحته 6200 كلم مربع ، لا يصل فيه مجموع الطرق بما فيها غير المعبدة ، 840 كلم . كما أنه رغم شساعة القليم، فإن ست حافلات فقط هي التي تربط بين أطرافه . ولا تصل إليه كمحطة نهائية سوى ثلاث حافلات . كما أن المستشفى الإقليمي الوحيد المتواجد به لا يسع سوى 50 سريرا، أي بمعدل سرير واحد ل10 آلاف نسمة وهو ما يظهر فداحة معاناة الساكنة التي تفتقد لكل الشروط الأساسية لجودة الحياة . ودعا الكاتب الأول إلى التوجه للشعب المغربي بوضوح في ما يتعلق بقضاياه الاساسية التي تشكل هما يوميا ، وهي قضايا العيش الكريم والآمن الذي تضمنه استفادته من حقوقه الأساسية في التعليم الجيد والصحة والشغل وغيرها .. مؤكدا على ضرورة دعم أبناء الإقليم من أجل استغلال الأراضي الفلاحية المتواجدة به، لتوفير فرص الشغل والعيش الكريم . وتوجه إدريس لشكر للمؤتمرات والمؤتمرين قائلا " إن تعاقد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع المواطنين، هو تعاقد مع كل مواطن صالح ."وأكد على ضرورة توفير فرص وصول النساء لمواقع التدبير المحلي ، لكونهن أعلم باحتياجات المناطق التي يعشن فيها . إذ أن الجواب على إشكاليات المنطقة لا يمكن استيراده من المركز . وجدد الكاتب الأول دعوته للاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها انتخاب مندوبي المأجورين التي ستنطلق قريبا، مشيرا في هذا السياق لتحركات الحزب الأغلبي الحاكم واستعانته بالباطرونا لتعيين المرشحين لمناديب الشغيلة . وبعد دعوته إلى اعتماد مقياس واحد للتسجيل في لوائح الغرف الفلاحية ، شدد على أهمية الانخراط بقوة في الاستحقاقات المتعلقة بتجديد الغرف المهنية . وختم الكاتب الأول كلمته مخاطبا المؤتمرات والمؤتمرين بالأمازيغية قائلا : " ليس أمامنا سوى أن نضع يدا في يد من أجل التوجه نحو المستقبل ." المؤتمر الاقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليمالحوز الذي انعقد تحت شعار: "وفاء لرجال المقاومة وجيش التحرير نضال مستمر لفك العزلة عن إقليمالحوز" سير جلسته الافتتاحية محمد ايت واكروش الذي توفق في إيصال العديد من الرسائل المرتبطة بهذا الاقليم المناضل، مبينا الكثير من الاختلالات ومظاهر الفقر والتهميش التي يعانيها الاقليم. كما أن شباب الحزب بهذه المنطقة المناضلة ونساءه خلقوا جوا من الحماس بعمق اتحادي تواصلت فيه الاجيال بما يطمئن على المستقبل.. الحسين علواش الكاتب الإقليمي للحزب بإقليمالحوز في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية ، أكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي نشأ بهدف النضال من أجل الشعب المغربي ، وان جميع المناضلين الذين ساهموا في تأسيسه مند سنة 1959 ،هم أولئك الوطنيون الذين أسسوا حركات المقاومة وجيش التحرير، وقاوموا من خلالها الحماية الفرنسية ، ومنهم مناضلون وقعوا وثيقة المطالبة بالاستقلال مثل المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله ابراهيم ، وهم أولئك الذين نظموا العمال والفلاحين في نقابات أيام كان العمل النقابي عملا تعاقب عليه سلطات الحماية المذكورة ، وكان من بينهم عدد من رجالات اقليمالحوز الذين ساهموا في تأسيس حزب القوات الشعبية وكانوا من المقاومين وأعضاء جيش التحرير الكبار من كل قبائل الحوز كايت اورير وتغدوين وتيديلي وتكانة وسيدي غيات واغمات وامزميز واولاد امطاع وتزكين وتمصلوحت ووازكور .. وأضاف الحسين علواش أن هذا التأسيس للحزب رافقه حماس كبير لدى الفئات الشعبية من اقليمالحوز كالفلاحين والعمال والموظفين ورجال السلطات الذين خرجوا من رحم الحركة الوطنية، وذلك باعتبار حزب القوات الشعبية تنظيما تلمس فيه هذه الفئات بديلا من رد الاعتبار للشعب المغربي ولحركة التحرير الشعبية والاستمرار في معركة اتمام مهام الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي، وبناء مؤسسات دستورية وديموقراطية تمثل الشعب المغربي . وقال علواش " ساهم هؤلاء في تأسيس تنظيم حزب القوات الشعبية بإقليمالحوز مواكبة لتنظيماته على الصعيد الوطني وفي عدة دوائر بالإقليم كايت أورير وتحناوت وامزميز. وقد استطاعت الاجيال اللاحقة أن تستمر في الرفع من تنظيمات الحزب وإشعاعه في الاقليم، فتم تأسيس فروع أخرى في عدد من المناطق مثل تديلي ايت فاسكا، ايت سيدي داوود، سيدي غيات واغمات واوريكة وستي فاضمة ومولاي ابراهيم وويركان، واجوكاك وتلات يعقوب ووزكيمة واولاد اكطاع ونزكين وازكور وامغراس وابادو ، حيث تمكن المناضلون من الصمود في تنظيمات حزبهم لفترة كبيرة تناهز الاربعين سنة أمام حملات القمع التي عرفتها المناطق المذكورة بمداشرها وجماعاتها وقياداتها، خاصة في سنوات الستينات والسبعينات وهي أوج حملات القمع بالمغرب المستقل حيث كانت تهدف الى تصفية الحزب بالمنطقة واقتلاع جذوره ." واعتبر الحسين علواش أن المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بالحوز ينعقد في ظروف دقيقة تتطلب الاستمرار بإخلاص لطموحات هؤلاء المناضلين المؤسسين له للدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية مع الوعي الكامل بكل التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي في المستويات السياسية والحقوقية التي ناضل من أجلها الحزب وأدى تضحيات كبيرة. وتحدث الحسين علواش عن وضعية إقليمالحوز الذي يتوفر على مقومات طبيعية وثقافية وبشرية غنية ، لكنه يعاني من التهميش ومن بطء انعدام إجراء تقييم موضوعي للمشاريع التي بُرمجت فيه ، وتأثيرها في مجال محاربة الفقر ، الذي لاتزال مظاهره تنخر جسم اقليمالحوز بالبطالة بحيث لا يجد الآلاف من الشباب منافذ للشغل والدليل تصاعد احتجاجات هؤلاء الشباب المطالبين بالشغل من مختلف مناطق اقليمالحوز. مثلما تحدث عن وضعية المرأة ونضالها في الاقليم ، والتي تحاول، رغم قساوة الظروف ، بكل بإصرار تحدي عوائق تطورها وتعمل على النهوض بوضعيتها وتنمية وسائل عيشها هي وأسرتها . هذا وقد انكب المؤتمرون على مناقشة مشاريع المقررات والمصادقة عليها بعدما صادقوا بالإجماع على التقريرين الادبي والمالي، كما تم انتخاب عبدالهادي الزكراوي كاتبا إقليميا جديدا، وكذا أعضاء الكتابة والمتكونة من 17 عضوا انتخبهم المؤتمرون كما تمت المصادقة أيضا على البيان الختامي العام.