منحت تونس الكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي والشاعر السوري أدونيس، الخميس، الطبقة الأعلى من الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي، خلال مراسم احتفالية بمقر وزارة الثقافة بالعاصمة التونسية. وقالت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث، لطيفة الأخضر بهذه المناسبة :» أعبر في هذا الحفل البهيج عن اعتزازي الكبير بوجود هذين العلمين اللذين تربينا وكانت تنشئتنا الفكرية والثقافية على أفكارهما». وفي السياق ذاته اعتبر مدير الدورة 31 لمعرض تونس الدولي للكتاب محمد محجوب أن «هذا التوسيم هو تقدير من تونس للمبدعين على ما قدماه طيلة مسيرتهما الإبداعية خدمة للثقافة العربية». وأضاف: «يكرم المبدع أدونيس تقديرا من تونس لما قدمه على امتداد عقود من خدمة للثقافة العربية وهو ما تجلى في تجربة شعرية طويلة ومتطورة وتجربة فكرية متنوعة ونوال السعداوي تكرم أيضا تقديرا من تونس لما قدمته من أعمال غزيرة ومتنوعة من خدمة لقضايا المرأة والعصر». من جانبها قالت الكاتبة نوال السعداوي: «أشعر أني في وطني بين أهلي وأسرتي وقد تجاوز الوطن حدود الأرض والجغرافيا والتاريخ وتجاوزت العائلة حدود البيولوجيا وعلاقات الدم». وأضافت :»أشعر فعلا منذ الطفولة أني خلقت لهذه اللحظة بالذات منذ 84 عاما تنبأت أني سأكون هنا في وطني وبين أهلي أنا التي لم يكن لي وطن ولم يكن لي أهل». أما الشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر الشهير بلقب «أدونيس» فقد أعرب بدوره عن اعتزازه بهذا الوسام الذي يعتبر الوسام العربي الأول الذي يتلقاه، حسب قوله. وتابع قائلا :»أعتز بهذا الوسام التونسي على نحو أخص في هذا المنعطف الحضاري الذي يعيشه العرب من تحولات كبرى نحو مدنية الحياة والإنسان والثقافة حيث يكتمل تحرر المرأة وتتأكد حقوق الإنسان وحرياته وهو منعطف تبدو فيه تونس نواة ورائدة ونموذجا». ووجه أدونيس التحية لشعب تونس ولقادة هذه التحولات فيها وخص بالذكر الرئيس الباجي قايد السبسي الذي «يعد انتخابه بالنسبة إليه النموذج الديمقراطي الأول في العالم العربي». و»أدونيس» شاعر سوري ولد عام 1930 في سوريا عرف بتجديده في النهج الشعري دون الخروج عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية. ونوال السعداوي من مواليد 1930 وهي طبيبة، ناقدة وكاتبة وروائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص. وينزل كل من السعداوي وأدونيس ضيفا شرف على معرض تونس الدولي للكتاب الذي انطلقت فعالياته في 27 من شهر مارس/ آذار الماضي وتتواصل إلى غاية 5 من شهر إبريل/ نيسان الجاري.