بعد عقد الزمن، واصلت العاصمة العاجية الاستعدادات لاحتضان الدورة الثالثة لمعرض الفلاحة والموارد الحيوانية (سارا) الذي تنطلق فعالياته يومه الجمعة، وتتواصل إلى غاية ال 13 من الشهر الجاري كأحد أبرز تجليات نهضة القطاع الفلاحي الايفواري. فلم تسمح الأزمة الأمنية والاجتماعية التي استمرت في أرجاء ساحل العاج لأزيد من عقد ونصف من الزمن، لم تسمح، بتنظيم الدورة: لمعرض الفلاحة والموارد الحيوانية بعد الدورتين الأولى والثانية اللتين عرفتهما البلاد سنتي 1997 و1999. وهكذا، فقد مكنت الطفرة السلمية التي عرفتها ساحل العاج على عهد الرئيس الحالي الحسن وتارا، الذي يحظى اليوم أيضا من حزبه بقيادة البلاد لولاية ثانية، مكنت من تجاوز اللحظات العصيبة التي عاشتها الكوت ديفوار إثر اندلاع الأزمة العاجية في شتنبر، وبذلك تمكنت البلاد من تحقيق تقدم مهمة على المستوى الاقتصادي وخاصة الفلاحي منه. لقد عرف ساحل العاج بوصول الحسن وتارا ، نهضة اقتصادية واجتماعية جعلت الكوت ديفوار الافريقية من الاقتصاديات الأكثر نجاعة في القارة الافريقية وخاصة في غربها، ومكنها من تحقيق شراكات اقتصادية مع دول مثل المغرب. وتستضيف الدورة الثالثة لمعرض الفلاحة والموارد الحيوانية (سارا) هذه السنة المغرب وعددا من مقاولاته الفلاحية ومنتجاته سواء المحلية أو المصنعة كضيف شرف لفعالياته ما يبرز من جهة رغبة الرباط في مواصلة التعاون الثنائي مع ابيدجان على جميع المستويات، وخاصة منه الاقتصادي في شقه الفلاحي وأيضا التأكيد على ترجمة رغبتي جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن تارا في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين كشريكين نموذجيين في القارة الافريقية. وتعتبر مشاركة المغرب في فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الفلاحي والموارد الحيوانية (سارا) بأبيدجان الذي سوف يتميز بحضور وزير الفلاحة عزيز اخنوش وتمثيل على أعلى مستوى من خلال رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، تأكيدا على رغبة المغرب في مواكبة الدينامية التي تعرفها ساحل العاج التي أصبحت تتميز بمناخ أعمال محفز، ومساهمة من الرباط في مواكبة جهود الكوت ديفوار في إعادة بناء اقتصادها والاقلاع نحو تحقيق طفرة اجتماعية إيجابية أيضا. وكان المغرب خلال الزيارة الأخيرة للرئيس العاجي الحسن وتارا قد وقع اتفاقية حول إحداث أرضية لوجستيكية لتسويق الخضر والفواكه في أبيدجان، سيكون انعقاد المعرض مناسبة للوقوف رفقة الشركاء العاجيين على تطورات المشروع والخطوات التي قطعها إلى اليوم. وبالاضافة إلى رصد الدورة الثالثة للمعرض الفلاحي والموارد الحيوانية لأزيد من عقد ونصف من التطور الفلاحي في الكوت ديفوار، فهي أيضا واجهة جديدة لتسويق البرنامج الوطني للاستثمار الفلاحي الذي وضعه الرئيس الحسن وتارا للنهوض بالقطاع الفلاحي العاجي في أفق إنعاش الثروات الفلاحية والحيوانية للبلاد في القطاع الفلاحي، والبحث عن مستثمرين فلاحيين قادرين على المساهمة في تمويل برنامج الاستثمار الفلاحي، ومن بينهم مستثمرون مغاربة. وتراهن ابيدجان، كما تم التعبير عن ذلك خلال اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال المغاربة والايفواريين ،على هامش المنتدى الاقتصادي الايفواري المغربي في نسختيه السابقتين بالموازاة مع زيارة قائدي البلدين لكل من أبيدجان ومراكش، تراهن على المستثمرين المغاربة من أجل دعم المقاولة الايفوارية ومساهمة نظيرتها المغربية في تحقيق تطور ملحوظ في القطاع الفلاحي خاصة والاقتصادي بشكل عام من أجل تعاون ثنائي بين الرباط وابيدجان يحقق إقلاعا اقتصاديا يتناسب والاستقرار السياسي الذي تحظى به اليوم الكوت ديفوار والدعم الحكومي المغربي الذي تخظى به أيضا المقاولات المغربية لفتح فروع لها في هذا البلد.