بعد نجاح الدورات الماضية من الملتقى الوطني لفن الكريحة والملحون ، التي عملت على تنظيمه كل سنة الجمعية الرودانية لهواة الملحون بتارودانت، والذي ظل يعرف إقبالا جماهيريا كبيرا، وتجاوبا متميزا مع عشاق فن الكريحة والملحون الأصيلين المجاورين، نظمت الجمعية الرودانية لهواة الملحون بتارودانت الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لفن الكريحة والملحون " دورة الحاج عمر بوري * الشيخ والأستاذ* " في الفترة الممتدة بين 27 و 29 مارس 2015 . وتسعت هذه الدورة، مثل سابقاتها إلى التعريف بجمالية هذا الفن الروداني الأصيل واكتشاف تنويعاته المختلفة، وإعادة الحياة إلى الجوانب التي كادت تضيع منه، بسبب الاختزال والتنميط الذي تعرض له عبر إدراجه كفرجة جزئية في السهرات والمهرجانات أو في تنشيط بعض الحفلات. وتميزت هذه الدورة، بإدماج أكبر عدد من ممارسي هذا الفن المتميزين على صعيد تارودانت والمدن الأخرى التي تعرف تنويعات لهذا الفن وتجديده، كما سعت إلى تشجيع الأجيال الصاعدة الرودانية على التعاطي مع فن الملحون واكتساب مهاراته الإلقائية. وتوخت الدورة من جهة أخرى تنويع فقرات الملتقى والأنشطة المنظمة على هامشه، من معرض الصور الفتوغرافية الخاصة بالشيخ الحاج عمر بوري تحت شعار : " مسار الحاج عمر بوري من خلال الملحون " ، وجلسات أدبية " توقيع ديوان الحاج عمر بوري بمشاركة منتدى الأدب لمبدعي الجنوب ومؤسسة الجراري للأدب، كما شهدت تنظيم فقرة شبابية، وذلك سعيا وراء فتح الباب أمام هذه الشريحة من أجل الانضمام على المجهود العام للحفاظ على معالم تارودانت التراثية وحمايتها وتعزيز مكانتها في الوعي الجمعوي للمدينة. إن تنظيم الملتقى الوطني الرابع لفن الكريحة والملحون، يتوخى أن يمكن مدينة تارودانت من تظاهرة ثقافية وفنية مميزة، تنطلق من خصوصيتها الثقافية وتسعى إلى ترسيخ طابعها الاحتفالي وتنشيط محيطها السوسيو- ثقافي، وجعلها مركزا إشعاع حقيقي على صعيد الجهة والمملكة من خلال استقطاب أجمل وأشهر المنشدين وطنيا ودوليا، وإدماجها في طبق واحد، يكشف تنوع العبقرية المغربية في وحدتها. إن طموح ترسيخ هذا الملتقى كتظاهرة ذات إشعاع وطني ودولي، مع الحفاظ على طابع التلقائية والمشاركة الجماعية لكل الفاعلين، لهو طموح يندرج في أفق المبادرات الرامية إلى تحسين المحيط الثقافي وتحصينه وترسيخ ثقافة المبادرة لدى كل المواطنين، بما يسهم في دعم جهود التنمية التي يقودها صاحب الجلالة. وكسب رهان هذا الطموح، يقتضي إرساء منهج تشاركي يمر بالانخراط الفعلي لجميع مؤسسات المجتمع والدولة، في احتضان التظاهرة ودعمها، فهي في نهاية المطاق تظاهرة عمومية مهداة للمدنية وسكانها