تحتضن مدينة تارودانت٬ من 23 إلى 25 نونبر الجاري٬ فعاليات الدورة الثانية لملتقى “رودانة لفن الكريحة والملحون” بمشاركة عدد من الفرق الفنية والمنشدين المهتمين بهذا اللون الغنائي المغربي الأصيل. وأوضح بلاغ للجمعية الرودانية لهواة الملحون أن برنامج هذا الملتقى يتضمن أمسيات تكريمية لعدد من أسماء طرب الملحون وفقرات موسيقية وسهرات فنية تحييها٬ فضلا عن الجمعية المذكورة٬ كل من “جمعية سبعة رجال للملحون” (مراكش) و”جمعية فضاء مكناس للملحون” و”جمعية برقية لطرب الملحون”. كما يقوم بتنشيط هذه الأمسيات الفنية عدد من المنشدين من مختلف مناطق المغرب٬ مثل الفنانة حكيمة طارق (مكناس) وعبد العالي بريكي (أرفود) ومحمد العبدلاوي ( مكناس) وإدريس زعروري (مكناس) وفاطمة حداد (القنيطرة) وعبد المجيد الرحيمي (أزمور). وأبرز المنظمون أن هذا الملتقى الفني يتطلع إلى خلق أداة فعالة تخدم تنمية وإنعاش القطاع الثقافي والسياحي بتارودانت وتقديم وصلات فنية رفيعة الجودة تستجيب لذوق الجمهور٬ وتمكنه من اكتشاف جمالية هذا الفن وتوفير إطار علمي يلتقي خلاله المهتمون بهذا اللون الفني دراسة وتوثيقا وإظهار ما تزخر به مدينة تارودانت من تراث٬ والإسهام في الرقي بالحس الجمالي لدى الساكنة والمحبين. وأوضحت الجمعية في ورقة تقديمية أن الملحون يعتبر “من أغزر الفنون والآداب الشعبية إنتاجا٬ وأوسعها انتشارا بين مختلف شرائح المجتمع المغربي٬ نظرا لأهمية مضامينه٬ وتنوع أشكاله وروعة إيقاعاته٬ ومستوى لغته الواقعة وسطا بين الفصحى والعامية٬ ولعل هذا التميز الذي يتفرد به الملحون هو ما جعل هواته والمعتنين به وعشاقه عامة٬ وحتى بعض شعرائه يتجاوزون الانتساب لطبقة العامة إلى فئات العلماء والحكام مهتمين به طربا وإنشادا وبحثا وإبداعا كذلك”. وأضافت أنه “منذ سنوات خلت٬ فكرت الجمعية الرودانية لهواة الملحون بتارودانت في مبادرة تروم التفاعل الإيجابي والبناء مع فن الملحون بغزارته وتنوعه وتجدره في وجداننا الجماعي٬ وانطلاقا من هذه الهواجس جاءت فكرة ملتقى رودانة لفن الكريحة والملحون لتجيب على بعض هذه الملاحظات ولتقيم المقارنة فيما بين طريقة تعاملنا مع تراثنا الفني المغربي في بعض تجلياته٬ وبين تعامل أمم أخرى مع إرث أجدادها٬ وكان إصرارنا الملح على وضع وتوثيق فنون أخرى على هامش اشتغالنا بفن الملحون من قبيل الدقة٬ عيساوة٬ حمادشة٬ هوارة٬ كناوة الخ”.