يشكل نادي بالستينو التشيلي، المتواضع، الذي سيخوض غمار مسابقة كأس ليبرتادورس (دوري أبطال أميركا الجنوبية) لكرة القدم لأول مرة في 36 عاما، فخر الفلسطينيين في العالم، كونه يرفع علم بلادهم عاليا. وأيقظ تأهل فريق العاصمة سانتياغو العصبية الكروية لدى الجالية الفلسطينية في تشيلي، والتي تعد 300 ألف نسمة، وتعتبر الأهم في العالم خارج منطقة الشرق الأوسط. لكن الحماسة اتسعت إلى أبعد من تشيلي لتطال الجاليات العربية في العالم وحتى في الشرق الأوسط. واعتبر مدير الاتحاد الفلسطيني في تشيلي، أنور مخلوف، في تصريح لوكالة فرانس برس أن «بالستينو يولد المزيد من الأحاسيس والانفعالات. إنه يمثل شعبا كاملا لا صوت له». وأضاف «الحفاظ على الجالية الفلسطينية موحدة من خلال الرياضة، ورفع العلم الفلسطيني في أي مكان من القارة من خلال الرياضة أيضا فهذا أمر رائع للغاية». وعلى بعد 14 ألف كلم عن تشيلي، يتابع المشجعون الفلسطينيون في رام الله في الضفة الغربية مباريات الفريق الأميركي الجنوبي وكأنه منتخبهم الوطني، رغم الفارق الكبير في التوقيت بين البلدين. وأثار فريق بالستينو، الذي اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه «فخر الفلسطينين»، موجة من الهستيريا لدى مشجعيه، بعد أن أقصى في الدور الأول ناسيونال الأوروغوياني العريق. وسيواجه بالستينو في الدور المقبل ذهابا وإيابا بوكا جونيورز الأرجنتيني ووانديررز الاأروغوياني وزامورا الفنزويلي ضمن المجموعة الخامسة. وأثار تصميم النادي قبل عامين على وضع خريطة فلسطين قبل إنشاء إسرائيل عام 1948 على قمصان اللاعبين، غضب الجالية اليهودية في تشيلي. ولم يسمح الاتحاد التشيلي للعبة بوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ، معتبرا أنها تمثل موقفا سياسيا وهو أمر ممنوع في كرة القدم الاحترافية. لكن هذه الخارطة المثيرة للجدل تظهر دائما على القمصان فهي تشاهد مثلا على كم القميص. وعلى مدى أكثر من قرن، أصبحت الجالية الفلسطينية في تشيلي، والتي ينحدر أعضاؤها من قرى بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وغالبية سكانها من المسيحيين، الجالية الأكثر تأثيرا في البلاد. ويعمل هؤلاء الذي يعرفون ب»عرب أميركا الجنوبية»، ،ساسا في التجارة والنسيج، وقد وسعوا أعمالهم إلى مجالات أخرى، منها كرة القدم من خلال إنشاء نادي بالستينو الاحترافي عام 1952.