صدر مؤخراً للأستاذ عبد الله زروال، وهو قاصّ ومهتمّ بالمسرح إبداعا ونقدا وإخراجاً، في حلّة أنيقة وبهيّة، مجموعته القصصية الرابعة، التي عَنْوَنها ب»لعبة المشانق»، عن مطابع Rabat net بالرباط، في 79 صفحة، من القِطْع المتوسط، وقد أثثت غلافَها لوحة فنية معبِّرة، أبْدَع في رسْمها إبراهيم حمامي. وإلى جانب أقصوصة «لعبة المَشانِق»، التي استعار المؤلِّف عنوانَها لتسمية مجموعته هذه، ضَمَّت أضْمُومة زروال الجديدة ثلاثَ عشْرة قصة قصيرة عناوينُها على التتابُع هي: رؤوس، وأوراق من عجين، والدار العالية .. الدار السافلة، ومقهى التناوب، وكاسياً يخسف عليه من ورق الدفاتر، والحائطيّ، وصفحات تتأبّى على الطي، وفوق العربة، وبينهما نأت المسافات، ومواجع، وحمار الليل والنهار، واعتراف قسْري، وحفرة للعناد. ومن أجواء هذه الأضمومة نقتطف هذا المقطع القصصيّ، وهو من نصِّه «لعبة المشانق»: «... حينئذٍ لم يتمالك المُخْرِج نفسَه؛ فألقى قبّعته الحمراء في الهواء، وأطلق ضحكة دون أن تتحرك قسمات وجهه الصارمة، وكأنه يضحك من بطنه، لينخرط بعدَه الجميعُ في ضحِك مسترسل؛ هذا يهتزّ ويحك بطنه المنتفخ، وذاك يستلقي على ظهره، ويصفق برجْليه، وذلك يطلق في كل مرّة أصنافاً من القهقهات، وبين القهقهة والقهقهة يجفف عينيْه الدامعتين. انتفض سعيد هذه المرة: - أنتم عصبة من المَجانين، تضحكون فيما الجثة تتدلّى من السقف، افعلوا شيئاً، واللهِ أنتم حمْقى، بلا عقول، لن أمكث دقيقة واحدة هنا، وهمَّ بالهروب لولا أنّ المخرج قال بنبرة صارمة: - هذا يكفي، لقد احتوانا الاندماج، واستحوذ علينا التقمُّص، قولوا للرجل الحقيقة» (ص33).