أكد الوزير الاول الفرنسي الأسبق ، دومينيك دوفيلبان، بمدينة الداخلة ، على «الضرورة ألملحة لحوار سياسي « بعد نحو 40 سنة من النزاع المؤلم حول قضية الصحراء. لم يأت دوفيلبان ليقول هذه الجملة فقط ، جاء ليقول ومن الداخلة بالذات إن المغرب له وضع مستقر ونادر بفضل الملك محمد السادس. وأضاف المسؤول الفرنسي أنه « سعيد بتحسن العلاقات المغربية -الفرنسية ولقد استطعنا معا تجاوز الأزمة ولابد ان تدافع فرنسا عن استقرار المغرب « .وقد ووجه التصريح بتصفيقات حارة من الحاضرين من مختلف الجنسيات 120 الحاضرة في كرانس مونتانا. ولأن الرجل يعني ما يقول، فقد ذكر بالدور المغربي في حلحلة الأزمة الليبية وتوحيد صيغ الفرقاء الإخوة من بلد عمر المختار، حيث قال «لقاء الرباط كان إيجابيا وهذا يعني أهمية دور المغرب «. وفي عمق الأفق الفرنسي وتوجه المصالح ومقاربة «رابح رابح»، أشار دوفيلبان الى أن افريقيا وأوروبا سوق مليار إنسان، وهي تعاني في جانبها الجنوبي أي افريقيا من نقص في الماء والتعليم والصحة والطاقة، وهي قطاعات تفيد فرنسا دوفيلبان كسوق لحل أزماتها، لذلك اعتبر ان المغرب» انطلاقا من تاريخه وعلاقته بجنوب الصحراء له قدرات اقتصادية «، ملاحظا أن عددا من الشركات المغربية تعمل في إفريقيا». هكذا إذن المغرب قاطرة مقبولة سياسيا واقتصاديا وامنيا بالنسبة لجر الاقتصادات الراكدة في الشمال الاوروبي، وضمان ولوجها للسوق الافريقية وهو يعني ان لعبة المصالح انقلبت ولم يعد بالإمكان تخطي المغرب للدخول الى افريقيا جنوبها وشمالها، وهو ما حدا بنفس المصدر الى القول في ندوة صحفية إن «تعزيز الحوار بين إفريقيا والمغرب العربي وأوروبا: ضرورة ملحة» مضيفا أن «المغرب يتحمل مسؤولية ويضطلع بدور هام في تعزيز التعاون، وإرساء الشراكة بين القارتين الإفريقية والاوروبية. المغرب هو بلد الأمل بين قارات هي عرضة لأخطار كبيرة، وصلة وصل بين القارات ، وفي نفس الوقت، هو أرض للحداثة تسودها روح الحوار والتبادل في سياق يعج بالعنف» وهو ما حتم قول هذا الكلام من الداخلة المغربية حتى يسمعه المغرب جيدا، وهي المقاربة الجديدة التي تعيشها العلاقات المغربية الفرنسية في اطار الندية وتبادل المصالح والمنافع، وأولى تجسيداتها أن المغرب يسمع من الصحراء أفضل.