يشدني، وأنا على رصيف المفلسين، كأطيار شتنبر، لظى الشوق العليل شدا، إلى طيف خيال مر مثل العابرين. كان زمنا يحدثني. كان زمنا يطاردني. زمنا لذكرى عابرين، كان، ومهزومين. حملوني سلاما، وأشواقا، لموتى صامتين. وطوقوني بأمانة تحيات لأهل، من مسبغة صائمين وخلان عن الجهر بعشق سؤالاتي مضربين. فمن أباد في البراعم أزهاري؟! ومن دمر همة الرياحين في دياري؟! إن البيادر يباب كقلب جلاد، عجلى تنتظر مصيفا. وأبريل ذو ريح السنابل لم يهل بعد؛ ليلهم أخيلة الموتى، والحائرين من صيحابي، سر الكلمات. وليهب صمت العاجزين من رفيقائي قلادة شعر؛ لأن المعنى هنا، وجوم من إود، وكظيم من كمد، كوجه خفاش انجذب إلى سنا؛ ففاجأته كالسهم حجارة أطفال. أو محيا مرتزق خرج توا متفحما من خندق الهزيمة؛ ليندس من جبن بين دمى، وأقزام ثمالى بأقداح مترعة بالهرم، في انتظار أن يتفتق عباد الشمس؛ ليلحد الأشباح، ورهبة كوابيسي، وصمت موتاي، فلوعة سؤالاتي في البيادر اليباب، لو أطلت ريح السنابل، قبل أن يقضم الفجر سدول الليل ./.