«بعزم الرجال وصلوا لما هو محال فسيروا على هذا المنوال» كان هذا مضمون لافتة رفعت بعد طلعة تيفو لبلاك آرمي، شكل عمالقة كرة القدم الوطنية وفريق الجيش الملكي (باموس ،علال، التيمومي، لغريسي، أوشلا، الحضريوي، زنايا ) التيفو كان هدفه زرع الثقة في النفس في اللاعبين لاسترجاع الماضي المجيد لفريق الجيش الملكي، والانطلاق من جديد في مباراة كان الكل يعرف أنها تجمع بين جريحين، الجيش الملكي، جريح مباريات عديدة جعلته يعاني في سبورة الترتيب، وفريق الرجاء الذي كان يمني مداواة جرح ديربي البيضاء بانتصار في مدينة الرباط. وبالفعل داوى الجرح 86 دقيقة فقط، حيث توقف الفرح بعد تسديدة من رجل وادوش تبعها الجرموني بعينيه وهي تستقر في شباكه وليسقط سقطة أضاعت على الرجاء فرحة هدف بايلا في الدقيقة 15 . الفريق العسكري، وإن كان قد نجا من جرح آخر، فإنه كان غير مقنع الشيء الذي سيجعل مهمة مصطفى مديح العائد إلى فريق الجيش الملكي صعبة، لكنها لن تكون مستحيلة، لأن مديح ليس غريبا على الجيش الملكي، و عليه أولا ترميم العديد من السلوكات التي ترسبت وتكلست في الفريق العسكري . حساسية المباراة، جعلت فريق الرجاء يندفع بقوة نحو مرمى الحمودي معتمدا على إيقاع سريع والتمريرات القصيرة مع ملء وسط الميدان، لأن فاخر يعلم جيدا مقومات القديوي ووادوش. وحتى يحكم إغلاق المنافذ فقد عمد فاخر على جعل الخطوط متقاربة الشيء الذي جعل التمريرات بين اللاعبين تكون سلسة وابتعدت عن العشوائية، وأعطاه القدرة على الضغط بشكل قوي، لكن كل ذلك لم يعط إلا هدفا واحدا في الدقيقة 15 بواسطة بايلا. مقابل ذلك كان الفريق العسكري الذي استرجع بعض لاعبيه دون أن يسترجعوا قدراتهم الفنية والبدنية (القديوي، وادوش) اللذين كانا يجريان من دون فعالية، كما أن تمريراتهم كانت غير «كيف ماجاب الله». وقد لاحظنا كيف أن مديح لم يتدخل كثيرا كما هي عادته، وكأنه يريد أن يركز عينيه على الإرث الذي ورثه. الخط الأمامي لفريق الجيش الملكي، لم يكن وحده المعطوب، بل كل الخطوط، فقد كان المدافع حسن بوزكار غير قادر على حمل رجليه الشيء الذي جعل المهاجمين الرجاويين يفعلون فيه ماشاؤوا، ولولا تسرعهم بفعل الضغط الذي كان عليهم لعقدوا مهمة الجيش الملكي، ولتمكنوا من إكمال شفائهم على حسابه. تصريحان مصطفى مديح: مدرب الجيش الملكي لقد جازفت كثيرا عندما أدخلت لاعبين غير مؤهلين، لكن كان هناك اندفاع من طرف لاعبي الجيش الملكي، مع التأكيد على أن هناك مجهودا عليه أن يبذل من أجل إعطاء الدفاع القدرة على مساندة الهجوم. وفيما يخص تقييمي للاعبين فهناك حاجة ملحة لتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد والعمود الفقري كله في حاجة إلى تغيير خلال فترة الانتدابات المقبلة. امحمد فاخر: مدرب الرجاء البيضاوي كنا قريبين من العودة بانتصار، لكن أرضية الملعب كانت السبب في إسقاط الحارس الجرموني، وبالتالي استقبال هدف التعادل، وقد كنت متخوفا من أرضية الملعب كثيرا، خصوصا وأن لاعبي الرجاء يعانون من العياء بعد مباراة الديربي. فيما يخص التحكيم أقدر كفاءة الحكم العاشيري، لكنه في حالة كوني كان عليه أن يوقف المباراة حتى يتم تقديم العلاج للاعب.