اعتقل ثلاثة أشخاص بتهمة التلاعب في الدقيق المدعم من طرف درك أولاد سعيد إقليمسطات يوم الأربعاء الماضي. وقد أودع هؤلاء المتهمون بالسجن الفلاحي عين علي مومن بأمر من النيابة العامة. وحسب مصادرنا، فإن هذه الحكاية تعود إلى يوم الأربعاء الماضي، حين انقلبت شاحنة بدوار بجة جماعة اكدانة، كانت محملة ب 17 طنا من الدقيق المدعم، بعد أن وقعت إحدى عجلات الشاحنة في «مطمورة»، حيث بلغ الأمر إلى قائد المنطقة ورجال الدرك الذين حلوا بعين المكان، ليجدوا المسمى ولد ابراهيم في حالة تلبس، بعدما حول الدقيق المدعم إلى أكياس أخرى، إذ كان ينوي بيعها بإحدى المناطق بالقرب من مدينة مراكش. وقد اعترف سائق الشاحنة القادم من الدارالبيضاء والمنحدر من إيمينتانوت، أنه كان يعتزم إيصال هذه الكمية من الدقيق المدعم إلى نواحي مدينة مراكش. وتضيف مصادرنا أن المتهم الرئيسي كان يفرغ حمولة أكياس الدقيق المدعم، والتي تحمل طابعا خاصا يشير إلى ذلك، في أكياس أخرى، باستعمال آلة خاصة بذلك، حتى يتم إخفاء معالم هذا التلاعب وبيعها للمواطنين، في الوقت الذي كان من المفروض بيع الدقيق المدعم من طرف الدولة بمبلغ 100 درهم للكيس الواحد. إلا أن عملية التلاعب التي قام بها الموقوفون وغيرهم كثيرون بإقليمسطات، كما هو معروف لدى المواطنين، دون أن تمتد يد القانون إلى هؤلاء المتلاعبين، تدر عليهم مبالغ كثيرة بدون وجه حق. مصادرنا تشير إلى أن بعض المستفيدين من قريب أو بعيد من «المتاجرة» في الدقيق المدعم، يتحركون بشكل كبير من أجل تحريف مسار القضية، حتى لا تمتد التحقيقات إلى أشخاص آخرين. من جانب آخر، علمت الجريدة أن لجنة من عمالة سطات توجهت إلى المنطقة للبحث في الموضوع، كما حلت لجنة أخرى من مديرية وزارة الفلاحة لنفس الغرض. وفي انتظار أن يأخذ القانون مساره، ينتظر المواطنون أن يتم فتح تحقيق شامل في هذه الظاهرة المتفشية على نطاق واسع بإقليمسطات، والتي جعلت العديد من الأسماء تغتني في زمن قياسي لتلاعبها في الدقيق المدعم. كما استعملت العائدات المستخلصة من بيع الدقيق المدعم في الاستحقاقات الانتخابية، من خلال شراء الذمم وإفساد العملية الانتخابية.