طالب جلالة الملك محمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه أمس بمناسبة الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء، المجموعة الدولية بتحديد، بشكل واضح وصريح، المسؤولين عن عرقلة المسار التفاوضي. وقال: لقد ولى زمن التملص من المسؤولية، ودقت ساعة الحقيقة، لتكشف للمجتمع الدولي، ما يتعرض له أبناؤنا في مخيمات تندوف، من قمع وترهيب، وإهانة وتعذيب؛ وذلك في خرق سافر لأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني»، مضيفا أنه من غير المقبول، ولا من الإنصاف، التعامل باللامبالاة أو المحاباة، مع استمرار هذا الوضع، الغريب قانونيا، والمأساوي إنسانيا، والمرفوض سياسيا. ودعا جلالته المجموعة الدولية لتحمل مسؤوليتها بوضع حد لتمادي الجزائر، في خرق المواثيق الدولية الإنسانية. ضمن حالة شاذة لا مثيل لها؛ ولاسيما برفضها السماح للمفوضية العليا للاجئين، بإحصاء سكان المخيمات وحمايتهم. على صعيد آخر، أعلن الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون خلال عرض قدمه أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمناسبة مناقشة مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون لسنة 2011 ،إن المغرب سيشارك أيام 7، 8 و9 نونبر الجاري في لقاء غير رسمي ثالث بضواحي نيويورك وفق مقاربة تفاوضية تكرس روح التوافق والواقعية والدلالات الديمقراطية لمبادرة الحكم الذاتي كمبادرة تشاورية ومميزة ومتطابقة مع الشرعية الدولية، بعيدا عن الطرح الأحادي لتقرير المصير القائم حصرا على خيار الاستفتاء كممارسة أممية استثنائية نادرة. وأشار الفاسي الفهري في السياق ذاته، أنه في الوقت الذي يعمل المغرب على التجاوب مع القرارات الأممية والمساهمة في إيجاد الظروف المواتية لتفاوض جاد، فإن خصوم الوحدة الترابية للمملكة ما زالوا يرفعون أطروحات متجاوزة لتحريف العملية التفاوضية عن مسارها الصحيح مدعومين بكل أشكال الدعم من طرف الحكومة الجزائرية التي ما زالت، مع بالغ الأسف، تصر على التمسك بموقفها السلبي والمعاكس، متجاهلة قرار مجلس الأمن الذي يدعو دول الجوار للتعاون مع الأممالمتحدة وفيما بين بعضها البعض لإنهاء هذا النزاع. وبخصوص المقاربة التفاوضية أوضح الفاسي الفهري على أنها تشدد كذلك على إبطال رغبة الخصوم في العودة إلى نقطة الصفر أو الانحراف عن منطق الاستمرارية في ضوء ما آلت إليه ولاية المبعوث الشخصي الأسبق الذي اعتبر خيار الاستقلال خيارا مستحيلا، مذكرا في هذا الإطار بتأكيد جلالة الملك محمد السادس عند استقباله مؤخرا بالدار البيضاء للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد كريستوفر روس، التزام المملكة المغربية الصادق والنزيه للتعاون مع الأممالمتحدة للدخول في مفاوضات جادة ومثمرة للتوصل لحل سياسي نهائي وتوافقي لهذا النزاع طبقا لقرارات مجلس الأمن الداعية لإجراء مفاوضات مكثفة وجوهرية بين الأطراف تأخذ بعين الاعتبار الجهود المبذولة من طرف المغرب منذ 2006. وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون، كذلك، أن قضية الوحدة الترابية للمملكة عرفت تطورات مهمة في المدة الأخيرة على ضوء المباحثات التي أجراها جلالة الملك، على هامش مشاركة جلالته في الدورة 65 للجمعية العامة، مع الأمين العام للأمم المتحدة.كما قام كرستوفر روس، باقتراح من جلالته، بجولة في المنطقة في نهاية أكتوبر الماضي، وهي رابع زيارة من نوعها. ومن المتوقع أن تنطلق اليوم بضواحي نيويورك الجولة الثالثة من المفاوضات التي ستستغرق يومين، و تجرى وقائعها في جلسات مغلقة يعقبها بيان للمبعوث الخاص للامين العام كريستوفر روس ، وتصريحات للوفود المشاركة . الاجتماع يأتي بعد الجولة الرابعة التي قام بها روس الى المنطقة المغاربية في نهاية اكتوبر الماضي وإجرائه لمحادثات بكل من الجزائر وتندوف وموريتانيا والمغرب ، وإعلانه بأنه سيهدف الى إيجاد تصور لآليات ومسار المفاوضات حول ملف الصحراء . كما أن الاجتماع يأتي اسبوعين بعد زيارة الامين العام بان كي مون الى المغرب واستقباله من طرف جلالة الملك محمد السادس. وتأتي مفاوضات اليوم كامتداد لجولتين سابقتين غير رسميتين اشرفت عليهما الاممالمتحدة في فبراير الماضي بنيويورك وفي غشت 2009 بالنمسا ، لكن تعنت الجزائر والبوليساريو لم يفسح المجال أمام ايجاد حل سياسي للنزاع الذي تعرفه المنطقة منذ 35 سنة.