مرة أخرى اضطر أعضاء المجلس القروي مول البركي بإقليم آسفي إلى الإحتجاج خلال دورة أكتوبر العادية ضد استهتار الرئيس ومن يدور في فلكه بدور المجلس القروي في متابعة التسيير الجماعي من خلال الاطلاع على الميزانية والمساهمة على الأقل في مناقشتها عوض الاكتفاء فقط بمباركة قرارات الرئيس الانفرادية. فبعد أن قاطعت المعارضة دورة أبريل العادية احتجاجا على ما أسمته تلاعبا في محاضر دورات المجلس القروي وتحريفا بينا لتفاصيل مداخلات الأعضاء خاصة المنتمون للمعارضة، وبعد أن احتجت أيضا على عدم حسن مسك تدوين المحاضر من طرف كاتب المجلس طبقا لمقتضيات المادة 11 من الميثاق الجماعي، نظرا لأن كاتب المجلس لا يتقن الكتابة ولا القراءة، وبعد أن اتخد الاحتجاج صيغة الامتناع عن الكلام خلال دورة يوليوز الماضية احتجاجا على تزوير محاضر الدورات. هاهم الآن خلال دورة أكتوبر الأخيرة ينسحبون من أشغال الدورة احتجاجا على عدم تمكينهم من مشروع الميزانية قصد الاطلاع عليه ودراسته قبل مناقشته والمصادقة عليه بالرفض أو التأييد. دورة أكتوبر الخاصة بدراسة مشروع الميزانية العامة، تميزت بالتخريجات العجيبة للسيد الرئيس حيث امتنع عن تقديم أي تبرير مقنع لعدم تمكينه المستشارين من وثيقة الميزانية أو الوثائق المرتبطة بها، والاكتفاء فقط بتوزيع ورقة تظم بضعة أرقام ولاتحمل أيه علامة تدل على أنها وثيقة رسمية، وهو الأمر الذي استغربته المعارضة واحتجت عليه خاصة بعد أن حاول منعها من الكلام والتعبير عن رأيها قبل الانسحاب، حيث تدخل السيد القائد ممثل السلطة المحلية وأقر بقانونية إعطاء الفرصة لجميع المستشارين للتعبير عن وجهة نظرهم. رئيس المجلس القروي مول البركي لم يستسغ الأمر وأصر على منع المعارضة من الحديث مدعيا بأنه ليس من حق أي كان الاطلاع على الميزانية وأنه هو من يتحكم في الأمور هنا وهو الأمر الدي دفع بأعضاء المعارضة إلى الانسحاب احتجاجا على هذا السلوك غير المسؤول، فبحسب تصريحات المنسحبون فإنهم يرفضون الإنخراط في المسرحية المهزلة التي يقودها الرئيس وحواريوه والتي ستقود الجماعة إلى مزيد من التخلف لعدم توفرهم على مخطط تنموي للجماعة وعجزهم عن حسن التدبير. المعارضة قامت بمراسلة السيد والي الجهة طالبة منه التدخل للبحث في الموضوع وإعادة الثقة إلى أشغال المجلس على اعتبار أنه هو سلطة الوصاية. قبل أن تتحول دورات المجلس إلى مجرد مسرحيات يتم إقصاء المنتخبين من التفاعل الإيجابي مع تدبير الشأن العام خدمة للتنمية بالمنطقة.