كلما نزلت على المدينة قطرات الرحمة إلا وفتحت الحفر أفواهها في معظم شوارع وأزقة المدينة « المزفتة» ،وأصبحت بركا تعيق السير بل وتتسبب في الحوادث، والمناوشات بين السائقين، لأن الكل يسعى إلى تجنبها لخطورتها فيحتاج إلى المراوغة فيهدد بقية مستعملي الطريق .ولا يخلو الشارع الرئيس بالمدينة من هذه المطبات . الكل يستنكر الوضع الذي آلت إليه البنية التحتية بالمدينة حتى أصبح اسم «مدينة الحفر « أو الحفرة» اسما لصيقا بالمدينة عند ساكنيها .وأولى الفئات التي تسمع شكواها علنا من هذا الوضع سائقو سيارات الأجرة الصغيرة ،فقد أنهكت سياراتهم الحفر، وأصبحت زيارة الحي الصناعي ضرورية لهم كما يصرح احدهم ولا يمر عام على السيارة الجديدة حتى تتضرر ،هذا دون ذكر أصحاب السيارات الخاصة ،فالمرور من أحياء مثل الهناء 1 و2 والنخلة 2 وعواطف 1و2 وجنان بكار، يقول آخر، يحولك إلى لاعب كرة قدم يراوغ باستمرار الحفر من كل الأحجام ، وإذا تجاوزت الحفرة الأولى احتضنتك الثانية. إن عقودا من التدبير السيئ والصفقات المغشوشة ،تبدو واضحة في مجالات عدة أبرزها البنية التحتية للمدينة ومنها التجزءات الجديدة التي لعبت دورا سيئا فيها مؤسسة (ليراك ) سابقا في تواطؤ مع المجالس المتعاقبة. ويوم كتابة هذه السطور وجدنا مجاري الصرف الصحي مفتوحة نزعت عنها أغطيتها في أزقة حي العرصة، وأصبحت تشكل خطرا على الأطفال والمارة والسيارات،ويمر أعوان البلدية في شاحنات جمع الأزبال دون إصلاحها وإغلاقها. وقد تكررت حالات سقوط المواطنين في الحفر ولا يملكون إزاء ذلك إلا التنديد وإبداء السخط من هذا الواقع المزري، وهناك من المتضررين من يقترح رفع دعاوى ضد البلدية ،ومن الحالات التي صادفناها حالة (ر.ح) الموظف بمندوبية السكنى والتعمير الذي سقط ليلا في إحداها، ولولا لطف الله لكانت حالته أكثر تعقيدا. وفي انتظار أمطار الخريف والشتاء ينتظر الراجلون والراكبون في مدينة قلعة السراغنة مزيدا من الحفر وقليلا من الأمل في الإصلاح .