يعرض الفنان التشكيلي المغربي عبد المجيد بوهلال آخر أعماله الفنية خلال الفترة من 15 الى 30 أكتوبر الجاري بمدينة مدريد. ويتضمن هذا المعرض المنظم بمبادرة من الجمعية الإسبانية العربية للتنمية والثقافة والمعهد الإسباني - المغربي بمدريد مجموعة من الأعمال الفنية للتشكيلي عبد المجيد بوهلال تتركز حول موضوع « ألوان وكنوز المغرب». وحسب المنظمين فإن هذا المعرض التشكيلي يتوخى إطلاع الجمهور الإسباني على جوانب من غنى الثقافة المغربية والتعريف بالمدارس التشكيلية والفنية بالمغرب. وأبرز المنظمون أن هذه المبادرة تروم تشجيع الثقافة كوسيلة لتحقيق التقارب والتفاهم وخلق قنوات الاتصال بين المواطنين الإسبان والمغاربة وتشجيع الاندماج والكشف عن مختلف جوانب التراث المغربي. وسيقام هذا المعرض التشكيلي بمقر المعهد الإسباني - المغربي بمدريد الذي يعتبر مركزا متعدد الإختصاصات أحدثته عمدية مدريد لتعزيز مشاركة المهاجرين المغاربة واندماجهم والعمل على تقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية بين المغرب وإسبانيا. يذكر أن الفنان التشكيلي بوهلال أقام معرضا لآخر أعماله الفنية خلال الفترة من 7 الى17 يوليوز الماضي ببلدة كويادو بيألبا قرب مدريد. ان اللغة التشكيلية في أعمال بوهلال رقصة شعرية بهوس الأحلام ورائحة فواحة بعبق وأريج العادات والموروث الثقافي المغربي، الذكريات والآثار القديمة التي تجعل من البلدان العربية فضاءات حضارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي دعوة صريحة الى استكشاف الجمال الطبيعي والتاريخي الذي شيده المغاربة والعرب والشعوب التي تعاقبت على تلك البلدان مخلفة اثار عديدة. ولعل احتفاء الفنان بوهلال بالحصان المغربي والعربي الأصيل دليل قاطع على رمزية هذا الحيوان الأليف في الذاكرة الشعبية المغربية والعربية على حد سواء، فضلا عن كون الفنان جمع في أكثر من لوحة بين الكثير من المواضيع والتي تبرز القيمة الوطنية والحضارية والثقافية الرائدة. ان تركيز الفنان على تيمة الخيول العربية في الفنون التشكيلية والبصرية المغربية والعربية وبخاصة في اعماله الجديدة لها ابعادات وتجليات كثيرة تحضر باستمرار، وبالتالي تستحق أكثر من تكريم وعناية لما لها من قيمة مثلى في بناء صرح الحضارة العربية والإسلامية وتاريخهما القديم. وقال الفنان بوهلال بالمناسبة ان لوحات معرضه تعد تجسيدا للجمال الطبيعي العربي الساحر خاصة في شبه الجزيرة العربية، ولاهمية هذا الحيوان الاليف الذي قدم للانسانية خدمات جليلة في اوقات السلم والحرب. واكد ان رسمه لتفاصيل الحصان العربي في لوحاته وباسلوب فني دقيق وتقنية ابداعية راقية مع اضفاء طابع مغربي عليها انما هو تعبير كبير عن الحب الصادق لهذا الحيوان الجميل الذي ما يزال رمزا للعروبة والنخوة العربية المجيدة مهما تقدمت العلوم والتكنولوجيا، مشيرا الى انه حاول في لوحاته ان يبرز مضامين الحس الشاعري والبطولي والتاريخي للحصان العربي انطلاقا من المغرب بتراثه الاندلسي الاصيل وذلك في قالب فني مثير يستجيب لاختيارات الذوق الفني للرفيع وبخاصة ذوق السياح الاجانب الذين يترددون على زيارة المعرض.