تنفيذا لقرار القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (الكويت يناير 2009) والميثاق العالمي لفرص العمل المنبثقة عن مؤتمر العمل الدولي في دورته 98 (يونيو 2009) ونتائج مؤتمر تشغيل الشباب (بيروت، أكتوبر 2009) واجتماعات اللجنة الثلاثية المنبثقة عنه (القاهرة ماي 2010) وبالتعاون المشترك بين وزارة التشغيل والتكوين المهني في المملكة المغربية ومنظمتي العمل الدولية والعربية، يعقد المؤتمر العربي الأول حول الحوار الاجتماعي خلال الفترة من 14 -18 دجنبر 2010 في مدينة الدارالبيضاء. وسيشارك في هذا المؤتمر ، عدد من وزراء العمل ووكلاء الوزارات ورؤساء الاتحادات العمالية ورؤساء الغرف التجارية والصناعية في البلاد العربية، إضافة إلى عدد من المنظمات الإقليمية والدولية والخبراء المختصين في هذا المجال. ويهدف المؤتمر للنهوض بالحوار الاجتماعي الذي أصبح يشكل ضرورة وطنية وقومية لمواجهة التحديات الناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية، وآثار العولمة والخوصصة على أسواق العمل العربية، والعمل على تقنين الحوار الاجتماعي ليستمد قوته من التشريعات الوطنية ومعايير العمل العربية والدولية. وكذلك مأسسة الحوار الاجتماعي وإيجاد المؤسسات التي تنهض بهذا الجانب الوطني الهام، والتأكيد على أن الحوار الاجتماعي ذو رسالة جادة ويسعى لتحقيق أهداف على كافة مستويات الحوار الوطنية والقومية، مع التركيز على الحوار الاجتماعي ثلاثي الأطراف في مجال قضايا العمل والعمال. وما يتطلبه ذلك من وجود أطراف ثلاثة يتمتع كل منها بالاستقلالية وحرية الرأي، وهذا يعزز الحريات النقابية ومسيرة الديمقراطية في تنظيمات أصحاب الأعمال والعمال. وسيتم في هذا المؤتمر، عرض تجارب ناجحة في مجال الحوار الاجتماعي عربية وأجنبية، ومن بينها التجربة المغربية الشرقية بأصولها ونتائجها والتي عززت نجاحاتها التجربة الديمقراطية وارتفاع سقف الحريات، وعراقة التنظيمات النقابية للعمال وأرباب الأعمال في المغرب. وسيتوالى عقد المؤتمرات الدورية للحوار الاجتماعي مع إيجاد آلية متابعة للسعي لتنفيذ ما يصدر عنها من توصيات وتوجيهات على الصعيدين الوطني والعربي، وإيجاد الآليات المناسبة التي تنهض بهذه المسؤوليات. ومن الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يحظى باهتمام بالغ من جميع الأطراف المشاركة فيه ،إيمانا من الجميع بأن الحوار والتفاهم هو الوسيلة لحل المشكلات وتقريب وجهات نظر، واحترام كل طرف لأهمية ودور الطرف الآخر. وفي مجال العمل تزداد أهمية الحوار الاجتماعي لوجود مصالح مشتركة لا تتحقق إلا بمشاركة الأطراف الأخرى، ولأن العلاقة بين أطراف الإنتاج هي علاقة تكاملية ، لكل منهم دوره الأساسي فيه. كما أن انعقاد هذا المؤتمر يعزز مبدأ الثلاثية (حكومة، أصحاب أعمال، عمال) ويهدف إلى تعزيز هذا المبدأ في كافة المستويات في مؤسسات العمل، سواء في مجال التشغيل أو التكوين المهني أو الحماية الاجتماعية.