كشفت دراسة طبية ألمانية عن وجود علاقة مؤكدة بين ارتفاع خطر إصابة النساء والرجال بمرضي سرطان الثدي والبروستاتا وعملهم ليلا أو تغييرهم نوبات دوامهم لفترة طويلة. وذكرت الدراسة الصادرة عن مركز الطب البيئي وبحوث الوقاية الصحية بجامعة كولونيا أن العمل الليلي وتغيير نوبات الدوام لمدة طويلة يربك الوضع الحياتي الطبيعي للإنسان ويخرب ساعته البيولوجية وجهاز المناعة عنده لفترة طويلة نتيجة تعطل إنتاج الجسم لهرمون الميلاتونين المقاوم لنمو الأورام السرطانية. وأوضح المشرف على إعداد الدراسة البروفيسور توماس أرين أن هرمون الميلاتونين لا يعمل إلا أثناء النوم في الظلام فقط، وله وظيفة طبيعية واحدة هي الاستفادة من الليل المظلم في تقوية الجهاز المناعي ووقاية الجسم من الأورام الخبيثة ومن بعض الأمراض. وقال إن تجارب أجريت في إطار الدراسة على حيوانات تعرضت للضوء خلال الليل لفترة طويلة أظهرت وجود علاقة قوية بين النشاط الحركي في الضوء ليلا وتعطل هرمون الميلاتونين المعيق لنمو السرطان بالجسم. وحللت الدراسة الألمانية نتائج ثلاثين دراسة عالمية مشابهة في الموضوع، وذكر معدوها في مستهلها أنه «بات معروفا على نطاق واسع أن السفر أو الحركة المؤقتة ليلا يؤديان لفقدان الشهية والإرهاق الشديد وتعكير المزاج، غير أنه ليس معروفا بما يكفي أن ممارسة هذا لفترة طويلة من خلال العمل ليلا أو تغيير نوبات الدوام يضعف جهاز المناعة ويرفع خطر الإصابة بالسرطان».