أنا أيضا أستطيع أن أكون مدربا، بثمن باهظ، ويمكنكم أن تسمونني عبد الحميد غيرتس، مادام المطلوب فقط هو أن أدير الفريق الوطني المغربي من بلجيكا ( آه بلجيكا، نسيت أن أكون بلجيكيا، ولكن الأمر ليس مهما، ما دمت أعرف قليلا ما يقع فيها هذه الايام..) ويمكنكم أن تغفروا لي أنني لست بلجيكيا، كما غفرتم له أنه بلجيكي وأن بلده تعيش أوضاعا صعبة ولا يمكنه أن يتولى شؤون الفريق الوطني. هل يمكنكم أن تتصوروا الملك البلجيكي يحل المشكلة بين فريق الفلامانيين وفريق الفرنكوفونيين بدون مدرب حقيقي إلى جواره؟. ويمكنني أيضا أن أكون مدربا ناجحا للغاية إذا كان المطلوب مني هو أن أتعادل مع إفريقيا الوسطى، مع فريق ترتيبه ما قبل الاخير في العالم. وبما أنني رياضي فسأفهم بأننا في الترتيب الاخير في العالم، مادمنا تعادلنا ببرودة لا نظير لها. لن أكون الشماخ، ولن أكون يوسف العربي ولا منير الحمداوي لكن يمكنني إذا طلب مني المدرب الغائب في بلجيكا أن أسدد بواسطة الهاتف الخليوي ، فسأسدد بعيدا عن الشباك. يمكنني بالفعل أن أصبح مدربا ولاعبا يسدد عاليا (ينيش على الشجرة ويخطا ... الجنان كله)، إذا ما سلفتموني- وليس أعطيتموني، هذا التوضيح ضروري - 250 مليون شهريا! أقرضوني هذا القرض، على أن أسدده لكم ..ضربات خارج المرمى أو أسدده لكمات الى أنوفكم وأنتم تشاهدون فريقا بسيطا للغاية يربحكم بالتعادل. ولم أكن لأصبح ضليعا لو لم يغرني المدرب بكل ما يتمتع به من هوامش مريحة. أولا لم يحقق أحد قبله معجزة تحويل الهاتف الخليوي الى مدرب في كرة القدم ، حيث أنه أصبح هو والبورطابل مدربين، بالاضافة الى مدربين أربعة ليسوا بورطابلات (انسيبورطابلات insupportables ربما).. ثانيا وحده استطاع أن «يتزوج» فريقين، وبلدين، السعودية والمغرب، وهو زواج .. مسيار بكل المعايير، يتمتع به بالكعبة واللعبة! ومن المنتظر أن يباشر( بدون أية إيحاءات غير مقبولة في رمضان) المقابلة المقبلة للمغرب عبر مساعده ... البورطابل. وسنكون ممنونين للسيد أحيزون ، تلميذ المرحوم ادريس بنزكري لو تفضل عليه بالضوبل روشارج، لأن الفترة فترة دخول مدرسي وعواشر وتلك الملايين لن تكفيه.. وحتى إذا لم ينه السيد غيريتس موسمه في نونبر 2011، فإننا نحن شعب كريم وسنقدم له ما يشغل به نفسه الى ذلك الحين، والمقصود حوالات شهرية ضخمة و«مگمحة» الى حين يجد لنا موعدا معه ، مشكورا.. والحقيقة أن وضع المدرب الحالي فيه ما يفرج كربتنا ويفرحنا، فهو يذكرنا بتلك النكتة التي تقول: كان رجل مغربي متعبد يعود كل يوم ويجد ولده نائما أمام الباب من فرط الشرب. وكان يتحاشاه ويدخل البيت. وذات يوم طفح به الكيل، فهمزه .. وقال له« نوض أولدي سي محمد دخل تنعس في الدار، مالك داير بحال طارو دزبل، محسوب عليا وتبات علي برا»!! فالمدرب محسوب علينا ويبات في السعودية.. والذي لا يمكن أن نفهمه هو أن يكون لنا هذا التخصص في الوقت الذي يجب علينا أن نلعب الكرة صباح مساء وفي أيام الاحاد، وربما حتى في النوم حتى لا نتعادل مع فريق في المرتبة الاخيرة عالميا. ولا يمكننا منذ الآن وصاعدا أن نغضب من أي ترتيب حتى نرتبو بيتنا الداخلي رياضيا. عندما تسأل عن المبالغ التي يكلفها مدرب مثل المدرب الحالي، يقول لك مصدر صحافي بأن المبلغ هو 250 مليون سنتيم شهريا، كما لو أن الملاعب ديالنا آبار نفط وليس مساحات معشوشبة «على راسها جوج خيمات»، أما الذين يعرفون ما في سر الخزائن، فيقولون إن المبلغ لا يتجاوز 150 مليون سنتيم ..... حاشاكم!! ولهذا سيكون بورطابل المدرب البلجيكي أغلى بورطابل في الكون منذ نزول آدم عليه السلام هروبا من الذنب، وإلى أن خرج المغاربة من الملعب وهم يشتكون الرياضة في العالم وفي بلادهم ..! لقد رأينا المدرب المساعد وهو يتحدث في الهاتف الخليوي، مع المدرب الخليوي - وعشنا وشفنا البورطابل مدرب والمدرب بورطابل، يهتز من المغرب حتى السعودية-! وعشنا وشفنا مدربا يتلقى السيديات والشرائط لكي يدرس الفريق الذي هو مكلف بتدريبه، كما لو أنه يتفرج على فريق الكابتن ماجد( بالمناسبة شكون يمكن يكون الكابتن ماجد في الفريق ؟).. ومن غرائب كرتنا الوطنية أننا نلعبها لا لكي نكون فائزين، بل لكي نكون فقط فالسين (من الفلوس) لفائدة الآخرين. ونحن الوحيدون الذين نأتي بمدربين أجانب منذ فاريا وهنري ميشيل لكي يتدربوا على .. الصرف، ويتدربوا على «الحجامة في ريوس اليتامى». ونحن الوحيدون الذين يمكن أن نلجأ الى مدربين لا يكون من الضروري أن يحضروا الى ملاعب، وأن المفيد هو أن يتابعوا اللاعبين بالقلوب والعيون... والنية، فليست كل اللقاءات تتم في الملاعب وبين اللاعبين، بل هناك نوع من كرة القدم اخترعناه، علينا أن نحتفظ له بحقوق التأليف وهو كرة القدم .. بالنية والباروك! ونحن الوحيدون الذين حولنا المدرب الى ... محاضر أو مفتي عبر الاذاعة، ليس من الضروري أن يكون في عين المكان، بل يكفيه أن يكون في عيوننا نحن معززا مكرما. وبكل صراحة ما حاجتنا اليوم الى أقدام في كرة القدم ما دام المدرب يتابعنا عبر البورطابل والتيليكوموند، لنسميها كرة العدم أفضل لنا وله.! وهو يتشبه بالقدر، حيث يلعب بأقدارنا ، ويتشبه بالخصوم فيلعب بأعصابنا.