بتعادل المنتخب الوطني المغربي أمام منتخب إفريقيا الوسطى، برسم إقصائيات كأس إفريقيا 2012، يكون المغرب قد رفض الهدية التي قدمها له منتخب تانزانيا، الذي أرغم الفريق الجزائري على التعادل بالجزائر. وبذلك يكون الفريق المغربي قد ضيع فرصة احتلال المرتبة الأولى، وبالتالي فتح صفحة جديدة. الجماهير المغربية التي حضرت بعدد فاق 35000 متفرج من أجل المساندة، أعطت الدليل على أنها نسيت ماضي النكسات، إلا أن المنتخب الوطني المغربي ضيع الفرصة إلى الحد الذي لم تتردد فيه هذه الجماهير في مهاجمة الطاقم التقني والإداري. التعادل أمام فريق إفريقيا الوسطى، الذي يحتل الرتبة 212 عالميا، جعلته يدخل مرحلة الشك في القدرة على التأهل، خصوصا وأن المجموعة الرابعة ستعرف متأهلا واحد فقط. الفريق الوطني، بمحترفيه وطاقمه التقني الظاهر (كوبيرلي والشبح غريتس)، أعطى الدليل على أنه مازال ذاك الفريق المتواضع، الذي سيعاني كثيرا خلال هذه الإقصائيات، وسيجعل المغاربة جميعا يعانون معه. مباراة المنتخب المغربي ضد منتخب إفريقيا الوسطى أظهرت أنه فريق عقيم هجوميا، مفكك في منطقة الدفاع، الشيء الذي جعله ينجو من محاولتين، كانت فيها شباك لمياغري قريبة من الاهتزاز، وذلك في الدقيقتين الثانية والرابعة عشرة، وهذا يؤكد أن فريق إفريقيا الوسطى لم يأت للدفاع ، ولكن حضر من أجل حسم الأمور بالمغرب، ولهذا كان لعبه مفتوحا، مع الاعتماد على التكتل في الدفاع عند المرتدات، واللعب بطريقة سليمة، وواقعية تعتمد على اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي، مع العمل على تنويم المباراة، ومفاجأة الفريق الوطني بلاعبين، كان ينقصهم شيء من الحظ وشيء من السرعة من أجل تحقيق الانتصار هنا بالمغرب. مقابل ذلك كان الفريق الوطني المغربي يلعب بثلاث لاعبين فقط (بوصوفة، الشماخ، بنعطية)، أما الباقي فكأنهم كانوا في مباراة إعدادية (برابح يريد أن يؤكد ذاته بلعب فردي، والمهدوفي كان بعيدا عن مستواه الحقيقي إلى الحد الذي كثرت فيه أخطاؤه وحسه المساند للهجوم، وقد فطن مدرب المنتخب الخصم إلى ضعف المهدوفي فوالى الهجمات من جهته، وخلق الكثير من المشاكل للدفاع وللحارس لمياغري. أما الحمداوي، هداف أجاكس أمستردام، فقد كان نسيا منسيا، لاأحد من زملائه كان يمده بالكرات العميقة، التي تساعده على الاختراق وغزو مربع العمليات. مقابل ذلك كانت رأس الشماخ هي التي يبحث عنها اللاعبون، لكن رغم كثرة الكرات الساقطة على مربع عمليات فريق إفريقيا الوسطى، فإنها كانت تلقى قامات عملاقة، وحارسا عملاقا هيأة وأداء، ولينتصر في كل النزالات، كباقي زملائه من اللاعبين. ورغم فشل المهاجمين في هزم الحراس والدفاع عبر الكرات العالية، فإن كوبيرلي، مساعد المدرب غريتس الغائب لحد الآن عن المباريات، لم ينتبه إلى عدم جدية التمريرات الطويلة، والعرضيات العالية، و ظل متمسكا بنفس النهج، وهذا يعني أنه كان قصير النظر، وأنه لم يستطع قراءة خطة أكورسي، مدرب فريق إفريقيا الوسطى، وبذلك أسقط نفسه في فخ لم يخرج منه إلى نهاية المباراة، لأن لاعبي فريق إفريقيا الوسطى كانوا أسيادا في مثل هذه الكرات، وربما أنه كان يطبق تعليمات غريتس عبر الهاتف. وفي هذه الحالة فإن أكورسي، مدرب فريق إفريقيا الوسطى، استطاع الانتصار على مدربين، واحد مرئي والآخر شبح يتقاضى من أموالنا الملايين. الفريق الوطني المغربي الآن في نكسة، كما أنه في ورطة كبيرة، لأنه أظهر الآن وجهه الحقيقي، وسيكون في مهمة صعبة عندما سيرحل لمواجهة فريق تانزانيا، هذا الفريق الذي سيعمل على استغلال كل طاقاته وإمكاناته من أجل التربع على صدارة المجموعة. تصريحات دومنيك كوبيرلي، مساعد مدرب المنتخب الوطني: «وأنا قادم إليكم تعرضت إلى الكثير من المضايقات من طرف الجماهير، وذلك كرد فعل علي من هذه الجماهير التي حضرت لمتابعة المباراة. في ما يخص المباراة، فأنا الذي أتحمل نتائجها وليس غريتس. المباراة جعلتنا حائرين في ما يخص اللاعبين، ولهذا مازلنا لم نعثر على المجموعة. ورغم كل هذا علينا أن نحافظ على ثقة الجماهير. في ما يخص سلوك الحمداوي، فأنا لاأنتبه إلى هذه الأشياء الصغيرة. علينا الصبر والتطلع إلى المستقبل، وألانجعل هذه النتيجة تؤثر علينا». امبارك بوصوفة «لقد حضر فريق إفريقيا الوسطى من أجل الظفر بنقطة واحدة، ولهذا كان متكدسا في الدفاع ،الشيء الذي جعلنا نعجز عن تسجيل أي هدف. لعبنا بطريقتنا وما كان ينقصنا هو التسجيل. هذه المباراة انتهت وعلينا أن ننظر إلى المستقبل ولاشيء غير المستقبل». يوسف حجي «لقد ضيعنا الفوز في هذه المباراة، التي كنا نطمح إلى الفوز فيها، ونأسف كثيرا على هذه النتيجة. ستنتظرنا مباراة قوية في تانزانيا، ولهذا علينا أن نتوجه إلى تانزانيا كالجنود لخوض معركة من أجل النصر ولاشيء غير النصر». جيل أكورسي، مدرب إفريقيا الوسطى. «أنا مرتاح جيدا لهذه النتيجة، لكني لست مرتاحا للطريقة التي لعبنا بها، وأكيد أنني لن ألعب بهذا الشكل خلال المباريات القادمة، التي سنواجه خلالها الفريق الجزائري. في ما يخص مباراتنا ضد الجزائر سنأخذها بشكل قوي، وسنعمل على الحصول على الفوز، رغم كوننا فريق صغير يحتل المراتب الأخيرة في التصنيف الدولي».