يعيش إقليماليوسفية في الآونة الأخيرة احتقانا غير مسبوقا وغليانا جماهيريا واسعا ، جسدته العديد من الوقفات والاحتجاجات والمسيرات إضافة إلى سيل من البلاغات والبيانات ، المنددة بالوضع الكارثي و غير المحتمل الذي تتخبط فيه المدينة على كافة المستويات والمجالات . وهي الوضعية التي دفعت العديد من المواطنين والمواطنات إلى المشاركة المكثفة والواسعة في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المركز العمالي ، العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل ، باليوسفية أمام مقر العمالة وذلك يوم الخميس 19 غشت 2010 في الساعة العاشرة ليلا والتي امتدت حتى حدود الساعة الثانية عشر ليلا . وحسب بيان للمركز العمالي، فإن الوقفة تأتي للتنديد بالأوضاع المزرية واللاإنسانية التي يتخبط فيها الإقليم على المستوى الصحي، إذ أن المستشفى الإقليمي المتعدد الاختصاصات أصبح متعدد الخروقات ومحطة طرقية لتوجيه المواطنين والمرضى إلى مدينة آسفي. كما أشار نفس البيان إلى الفوضى التي يعرفها قطاع التعمير بالمدينة والذي أصبح تحت سيطرة كمشة من السماسرة بتواطؤ مع شركة العمران والمسؤولين المحليين سلطة ومنتخبين ، حيث عرف ثمن البقع غلاء غير مبرر إذ ارتفع إلى أثمنة خيالية دون مراعاة القدرة الشرائية للساكنة ، في وقت ينادي فيه الجميع بالسكن الإجتماعي والاقتصادي إلى غير ذلك من الشعارات الرنانة والبراقة. فإذا كان السكان قد تلقوا خبر إعفاء المسؤول عن التعمير بجهة دكالة عبدة بارتياح كبير، فإنهم يستغربون كيف أن التحقيق لم يطل مسؤولي مدينة اليوسفية وهي المدينة التي تعرف اختلالات بنيوية وهيكلية في مجال التعمير. ولا تقف الخروقات عند هذا الحد بل تتعداها بشكل مستفز، مما دفع المحتجين إلى مطالبة المجلس الأعلى للحسابات بإيفاد لجان التدقيق والتحقيق في التجاوزات المتعددة والتي تهم الصفقات العمومية والتي أشار لها البيان المذكور وتمس كذلك مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،تدبير الممتلكات الجماعية، تدبير المداخيل والنفقات، وتحديد المستفيدين من الصفقات العمومية. كما شهدت الوقفة مشاركة المعطلين والمعطلات الذين نددوا بدورهم بالتهميش الممنهج الذي يطالهم من خلال إغلاق باب الحوار في وجههم وإقصائهم من عمليات التوظيف التي عرفتها العمالة كما صرح لنا بذلك بعض المعطلين. وفي السياق ذاته طالب الفوسفاطيون والفوسفاطيات المنضوون تحت لواء النقابة الديمقراطية لعمال الفوسفاط إدارة المجمع الشريف للفوسفاط بتطبيق البند السادس من القانون الداخلي والقاضي بتشغيل أبناء المتقاعدين ، وفتح حوار جاد و مسؤول مع لجنة أبناء عمال ومتقاعدي المجمع الشريف للفوسفاط وإيلاء عناية خاصة للمتقاعدين، خصوصا في الصحة والأجر اللائق . أيضا أشار الفوسفاطيون إلى جملة المشاكل التي يتخبطون فيها سواء في الصحة أو الترفيه والسكن، وإلى الخروقات التي تطال ملف المناولة وطبيعة المستفدين منه. كما استنجد المحتجون بجلالة الملك قصد التدخل لرفع الحيف الذي يطالهم ومحاسبة المسؤولين عن تعطيل المشاريع الملكية التي جاءت بتزامن مع الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس لمدينة اليوسفية، والتي علق عليها المواطنون آمالا كبيرة عكسها خروجهم التلقائي والعفوي لاستقبال جلالة الملك لكن إقبار المشاريع خلف صدمة كبيرة لدى عموم الساكنة وبدأ يطرح أكبر من تساؤل واستفهام. هذا سيل من فيض المشاكل والاختلالات التي تعرفها المدينة والتي بدأت تطرح العديد من الأسئلة والسؤال المطروح اليوم لماذا تغمض السلطات المختصة أعينها عن هذا ؟ وقد عرفت الوقفة الاحتجاجية ترديد جملة من الشعارات تعكس حجم المعاناة والتهميش الذي يطال المواطنين، حيث طالب بعض المحتجين بفتح تحقيق في مجموعة من الصفقات التي أنجزت في غياب أي معايير مضبوطة مثل صفقة ربط الأحياء بالطرق وكذلك مصير السد التلي الذي صرفت فيه أموال طائلة دون أن يرى النور. كما تمت الإشارة إلى البطء غير المبرر الذي يطال ملف تعاضدية المجمع الشريف للفوسفاط الذي تتابعه الساكنة بترقب كبير، وتنتظر محاسبة المسؤولين الحقيقيين عن الاختلالات التي عرفها هذا الملف. كما عرفت هذه الوقفة مشاركة واسعة للاتحاديين بالمدينة، حيث صرح حسن الأزهري كاتب الفرع أن إقليماليوسفية يعيش أزمة مركبة تعم معظم القطاعات الاقتصادية، الاجتماعية، الإدارية الثقافية والرياضية, وتتجلى الأسباب العميقة لهذه الأزمة في انعدام أي تصور منسجم لتنمية المدينة في إطار محيطها الإقليمي والجهوي وغياب أي تنسيق منظم وممنهج ما بين الإدارات الإقليمية من جهة أولى، والمؤسسات المنتخبة الجماعية والإقليمية والمهنية من جهة ثانية، وممثلي الإقليم في مؤسسة البرلمان من جهة ثالثة، وكذلك الهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني من جهة رابعة، محذرا من خطورة لوبيات المصالح على الديموقراطية.