قال محمد الملاحي رئيس بلدية وادي لو، بعد انتهاء اللمة في دورتها السابعة «أن هذه الدورة كان يجب أن تكون متميزة بالنظر لما حققته الدورات السابقة من نجاحات مهمة ،و بالفعل فقد عملنا على صياغة برنامج متكامل يتضمن فقرات ثقافية و فنية و رياضية، إضافة إلى ندوات فكرية و علمية ،هذا إلى إضافة إلى فقرات لها دلالات عميقة، حيث تم اختيار بعض الفعاليات الثقافية و الإعلامية قصد الاحتفاء بها و تكريمها وفاء و عربونا لما قدموه من إضافات مهمة في مجالات تخصصهم». لتقيم هذه الدورة والبحث في المستقبل كان لنا هذا الحوار مع السيد الرئيس.. { ماهو تقييمكم لمهرجان اللمة في دورته السابعة؟ قبل أن نشرع في الترتيبات الخاصة بتنظيم اللمة السابعة، كان و لابد من تقييم عميق و رصد دقيق لجل التظاهرات السابقة ،حيث خلصنا إلى أن هذه الدورة يجب أن تكون متميزة بالنظر لما حققته الدورات السابقة من نجاحات مهمة، وبالفعل فقد عملنا على صياغة برنامج متكامل يتضمن فقرات ثقافية وفنية ورياضية، إضافة إلى ندوات فكرية وعلمية، هذا إلى إضافة إلى فقرات لها دلالات عميقة، حيث تم اختيار بعض الفعاليات الثقافية والإعلامية قصد الاحتفاء بها وتكريمها وفاء وعربونا لما قدموه من إضافات مهمة في مجالات تخصصهم ،الأمر يتعلق بالفنان محمد الدحروش، كأحد رواد المسرح المغربي بجهة الشمال، وكذا الإعلامي المتميز الأستاذ عبد السلام الشعباوي، كأحد أبناء المنطقة الذين ساهموا في التعريف بها عبر العديد من المقالات والكتابات ،فجل هذه الفقرات حظيت بمتابعة جماهيرية غفيرة و بتفاعل غير مسبوق من طرف كافة المتتبعين لهاته اللمة ،فالإقبال الكبير الذي عرفتة الدورة السابعة خاصة من طرف الذين قدموا من جهات و مناطق أخرى لمتابعة فقرات اللمة، كان بالنسبة لنا أكبر نجاح لهذا المهرجان الذي أصبح له إشعاع وطني كبير. { على ذكر المهرجان، كيف جاءت فكرة تحويل اللمة من أسبوع ثقافي و سياحي إلى مهرجان؟ بالنسبة لنا كمجلس بلدي والجهة المنظمة، كان طبيعيا أن نعمل على تحويل اللمة من أسبوع ثقافي و سياحي إلى مهرجان بمواصفات عالية و ذلك بالنظر إلى التراكمات و التجارب التي استفادت منها اللمة في الدورات السابقة و التي عملت من خلالها على رسم أفق ثقافي و سياحي للمدينة وتكريس هوية للمنطقة ككل، كذلك كان لابد من مسايرة التطور الحاصل في المشهد التنموي للمدينة التي عرفت تحولات جدرية وكبيرة عبر الإصلاحات والإنجازات التي قمنا بها ،و التي حولت وادي لو من منطقة معزولة و مهمشة إلى منطقة مفتوحة على أوراش تنموية هامة ،واللمة تطورت انطلاقا من هذه المعطيات ونالت بالتالي سمعة وإشعاعا خارج المغرب بفعل المشاركة المتميزة لنخبة من الأدباء والمفكرين يشهد لهم التاريخ بعطاءاتهم الكبيرة في عدة مجالات، وعلينا مواصلة ومواكبة هذا التطور بكل مسؤولية وجدية لإرضاء الساكنة ومسايرة طموحاتها والإرتقاء بهذه اللمة إلى مهرجان دولي، وهذا التحدي سوف نخوضه مستقبلا وذلك بدعم الجميع. { اللمة بإشعاع كبير وبإمكانيات ضعيفة، كيف تنظر إلى هذه المفارقة ؟ هذا هو بيت القصيد، فالإمكانيات التي نتوفر عليها ضعيفة و لاترق إلى ما نطمع إليه جميعا ،فتحويل اللمة من أسبوع ثقافي إلى مهرجان، ليس بالسهل كما يظن البعض، و إنما كان تحدي بالنسبة لنا، حيث استطعنا أن نربحه ولو بالإمكانيات التي يعرفها الجميع ،لكن ما يميز عملنا هي تلك الروح النضالية والتطوعية التي نشتغل عليها ،و أؤكد لك أن هناك العديد من الفعاليات الثقافية التي تعمل في خفاء و تعطي من وقتها الشيء الكثير لهذا المهرجان من أجل إنجاحه حتى تصبح مدينة وادي لو مدينة الثقافة و الإبداع .كما أن هناك بعض الفنانين شاركوا في فقرات اللمة بشكل تطوعي و رفضوا ان يتقاضوا أجرا، وهذا ما أضفى على هذا المهرجان نكهة خاصة. و على العكس تماما هناك بعض المهرجانات التي تنظم و يصرف عليها الملايين، لكن بدون أي مضمون يذكر ،بل الأدهى من ذلك فهي تحتضن و تدعم من طرف العديد من المؤسسات،لهذا يجب إعادة النظر في بعض المهرجانات التي لاتقدم شيئا ،بل تساهم في إفساد ذوق المواطنين وتشويه موروثهم الثقافي، واللمة حاليا أصبحت تحظى بحب سكان المنطقة وحب زوارها و حب الساهرين عليها بحكم ما تقدمه من برامج هادفة و فقرات تلامس العمق الثقافي والحضاري للمنطقة، كما أنها أصبحت و سيلة أساسية للتعريف بما تزخر بها المنطقة من مؤهلات سياحية كبيرة، لذا على الجميع ان يفهم ان اللمة التي تنظم بوادي لو اصبحت قاطرة التنمية بهذه المنطقة ككل. { اللمة في هذه الدورة جرت في ظروف خاصة، وأعني بذلك الطريق الساحلي الذي مازال في طور الإصلاح، ألم يشكل ذلك إكراها للمهرجان؟ رغم هذا الإكراه الذي ذكرته، فإن ذلك لم يمنع المواطنين من خارج وادي لو من تحمل عبء السفر و التنقل من أجل الحضور و متابعة فقرات المهرجان ،بل إن الحضور الذي واكب برامج اللمة فاق المتوقع ومن هنا نلمس أن اللمة أصبحت لها مكانة خاصة لدى المواطنين و لم تعد ملكا لسكان وادي لو وحدهم، بل للمنطقة ككل ،و أعود إلى الطريق الساحلي لأؤكد انها طرحت إشكالية كبيرة بفعل الإصلاحات التي تترك مشاكل عديدة لمستعملي هذه الطريق كالغبار و غياب التشوير وبعض الوسائل التي تتعلق بالسلامة الطرقية، فالطريق مازالت في بداية الإصلاح، لذا على كافة المعنيين أن يعملوا على حل هذه المشاكل التي تلحق العديد من المخاطر و الأضرار بالمواطنين الذين يصرون على زيارة مدينة وادي لو رغم هذه الصعوبات . { بعد نجاح هذه الدورة، كيف تنظرون إلى مستقبل اللمة؟ اللمة حاليا أصبح لها مردود كبير وإشعاع واسع، لذا لا أعتقد ان المؤسسات المتواجدة بجهتنا سوف تغض الطرف عن دعم هذا المهرجان الذي فرض نفسه بإلحاح و تحول إلى مهرجان سياحي وثقافي وحضاري بامتياز،و أعتقد أن أي عمل هادف وله مردودية يجب دعمه واحتضانه بشتى الوسائل والإمكانيات لتحقيق الهدف المنشود، فاللمة أصبح يترقبها أكثر من 80 ألف نسمة الذين يتوافدون على مدينة وادي لو كل سنة لحضور هذا المهرجان والاستمتاع بطبيعة وجمالية المدينة ،كما ان هناك انخراط تلقائي لساكنة المنطقة و هذا ما لمسناه في الحضور النوعي الذي تابع فقرات حفل الافتتاح الذي كان متميزا بشهادة الجميع ،و بدورنا فإننا دائما نطمح إلى المزيد ،فما تم تحقيقه لحد الساعة يفرض علينا مواصلة تطوير عملنا و الإرتقاء به إلى احترافية أكبر لتحويل هذا المهرجان إلى مهرجان دولي. وهذا التحدي سنراهن على كسبه في السنة المقبلة إن شاء الله.