تعمل سعاد طالسي مستشارة قانونية بوزارة الصحة البريطانية وكذلك عضوة المجلس الاستشاري للمرأة المسلمة وهو مجلس تابع للوزير الأول وكل عضواته من اسيا وسعاد هي المغربية والعربية الوحيدة بهذا المجلس .وفي نفس الوقت هي مستشارة عمدة مدينة لندن المحافظ موريس دجونسن في كل ما يتعلق بالهجرة واللاجئين وتتم استشارتها حول تدبير قضايا الهجرة واللاجئين بالمدينة.وفيما يخص القوانين. في هذا الحوار تحدثنا عن جزء بسيط من تجربتها وتنوع اهتماماتها بين بلد الاستقبال والبلد الام. كما حصلت سعاد الطالسي، عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، على وسام الإمبراطورية البريطانية، في الشهر الماضي . وذلك تتويجا و «مكافأة على الخدمات التي قدمتها هذه المناضلة لفائدة الجالية المغربية بلندن». ويعد وسام الإمبراطورية البريطانية اعترافا بالإنجازات أو الخدمات لفائدة الجالية من قبل الأشخاص الذين تم انتقاؤهم والذين يعتبر عملهم مثالا يحتذى به. وصرحت السيدة الطالسي لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن هذا «الاعتراف من قبل صاحبة الجلالة (عاهلة بريطانيا) يعتبر تشريفا وتميزا» ، موضحة أن التتويج الملكي هو في المقام الأول اعتراف بجهود ونضال الجالية المغربية ببريطانيا خلال السنوات الخمسين الأخيرة. وقالت الناشطة، التي أعربت عن اعتزازها بإرثها الثقافي والاجتماعي المغربي إلى جانب جنسيتها البريطانية، إن «الأمر يتعلق بلحظة تاريخية».والسيدة الطالسي، مؤسسة مركز الحسنية للمرأة المغربية ببريطانيا، عضو في العديد من الجمعيات والمجموعات البريطانية وضمنها المجموعة الاستشارية الوطنية للنساء المسلمات في بريطانيا ومجموعة بوريس جونسون الاستشارية للمهاجر واللاجئ وهي هيئة تقدم الاستشارة لعمدة لندن بشأن قضايا الهجرة. يوسف لهلالي - على المستوى السياسي هل هناك من حضور لنساء المغربيات على مستوى المؤسسات البريطانية؟ - مازلت الوحيدة في هذا المجال ،لأن العمل السياسي واجهة جديدة بالنسبة لنا لكنني أشجع كل النساء من أجل الانضمام الى الحياة السياسية واقول لهن كيفما كان الحزب سواء العمالي او الحزب المحافظ المهم كل واحد حسب اختياره وقناعاته ينظم الى احد هذه الاحزاب . لكن المهم هو الحضور في الحياة السياسية البريطانية . أتمنى في حياتي أن يصل أحد المغاربة الى البرلمان البريطاني. وقد اقتراح علي المحافظون الانضمام اليهم في الانتخابات المقبلة لكني لم اقبل لأنني لست مقتنعة بسياستهم ولا بسياسة حزب العمال.كنت مقتنعة باختيارت هذا الحزب الى حدود ما وقع في العراق واختيارهذا الحزب الوقوف الى جانب سياسة بوش. وحاليا بصفتي غير منتمية اتمكن من تقديم خدمات لنساء من خلال تواجدي بالمجلس الاستشاري للمرأة المسلمة التابع للوزير الاول وكذلك مستشارة في مجلس مدينة لندن التابع للمحافظين .وأمنيتي انه في الانتخابات المقبلة سواء المحلية او الوطنية ان يشارك فيما بريطانيون من أصل مغربي بكثافة.والمغربيات على الخصوص. - بالنسبة لنشاطك الجمعوي ماهي أهم الانشطة التي تقومين بها؟ أنا عضوة بحوالي 15 جمعية تقريبا وكنت من مؤسسات جمعية الحسنية التي نتوفر بها على عدد من البرامج مثل محاربة العنف ضد النساء ونقوم ببحث علمي في الموضوع بتمويل من وزارة الصحة البريطانية ولنا داخل الجمعية برنامج يهتم بالمتقاعدين والشيوخ والمركز يضم 10 برامج ممولة وتهتم بقضية من القضايا. - قمتم مع مجلس المغاربة بالخارج بتنظيم معرض حول تاريخ العلاقات المغربية البريطانية ،كيف جاءت هذه الفكرة؟ - بتعاون مع منظمات بريطانية تم تنظيم هذا المعرض حول تاريخ الهجرة المغربية الى بريطانيا وباقتراح من الاخت مريم الشرتي التي كانت تشتغل معنا بمنظمة الحسنية .لجمع التاريخ الهجروي المغربي الغير المعروف وكما اقول لهم دائما عندما يتم استدعائي بالبرلمان الانجليزي نحن أقلية وسط الاقليات.لقد كان هذا المعرض تحديا كبيرا لكنه نجح .وبعد ان تم عرض هذا المعرض ببريطانيا تم نقله الى المغرب بمساهمة من المجلس الجالية المغربية بالخارج والسفارة المغربية ببريطانيا واحد الابناك المغربية ليتم عرضه بعدد من المدن المغربية . . والمشروع المقبل سوف يكون معرضا حول الهجرة النسائية ببريطانيا ،وسنحاول ان نعرض من خلاله شهادات لمسار مغربيات بالهجرة من خلال حكاية كل واحدة منهن.وسيترجم هذا العمل الى الانجليزية كما سوف ننجز فلما حول الموضوع. - كيف ترى سعاد الطالسي مستقبل الجالية المغربية بريطانيا التي تعتبر اقلية وسط الاقلية كما ذكرت سابقا؟ - نحن محظوظون حاليا لنا السفيرة لالة جمالة وهي نشيطة وخبيرة في المجتمع الانجليزي لدراستها ببريطانيا وهو ما يجعلني مرتاحة من جانب الديبلوماسية المغربية لأنه لنا وجود في الساحة.وهذا التكامل بين ما تقوم به الديبلوماسية وما يقوم به المجتمع المدني سيؤدي الى نتائج لها انعكاسات ايجابية على وضع الجالية واستمرار الروابط بين المغرب والأجيال التي ازدادت ببريطانيا من الخلال الحفاظ على الروابط مع البلد الأصلي وهويته ومن اجل تكوين لوبي قوي ببريطانيا يساند مصالح المغرب.. - من أجل تسخين العلاقات الباردة بين البلدين رغم قدمها؟ - هي ليست علاقات باردة ، نحن فقط في المغرب لنا تخوف من العقلية الانجليزية لأننا لا نعرفها جيدا.وانا شخصيا لم اشعر قط بالغربة او انني اجنبية ببريطانيا ،فانا مغربية وبريطانية في نفس الوقت البريطانيون شعب متميز وظريف يجب التعرف على البريطانيين اكثر واكتشافهم.