مع كل اطلالة صيف جديد تتظافر جهود في العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والمجتمع المدني من أجل إقامة مخيمات صيفية للأطفال والفتيان والشباب. وتكتسب المخيمات الصيفية أهمية بالغة كونها تأتي في مرحلة الإجازة الصيفية بعد عام دراسي طويل ومنهك، تحتاج فيه الفئات المذكورة إلى الترفيه واللعب والاستمتاع...، وتتيح لهم فرصة التعبير عن ذواتهم والمشاركة النشطة، وذلك بهدف صقل مواهب الشباب وتنمية مهاراتهم، وغرس قيم الولاء والمواطنة في نفوسهم، وتعزز لديهم روح المسؤولية والديمقراطية. لكن التخييم لايرتبط فقط بالترفيه، بل أيضا بالتربية والتكوين من خلال شبكة مخيمات وطنية تسهر عليها جمعيات وطنية ومنظمات كشفية ضاربة في عمق التاريخ والمجتمع المغربي أيضا. هذا وإن كانت فترة التخييم قد تقلصت بالنسبة للبعض بسبب تزامن العطلة الصيفية مع شهر رمضان، إلا أن المراحل التخييمية التي عرفتها مختلف مصطافات المغرب كانت بالفعل فضاءات للتربية والترفيه. وبحسب التصريحات المستقاة من مجموعة من الفاعلين الجمعويين، فان دمج التربية بالترفيه في المخيمات الصيفية يضفي نكهة خاصة على العطلة بالنسبة للأطفال. يقول هشام م. من مدينة الدارالبيضاء قائد مخيم (كشاف): «.. يجب على المخيمات الصيفية أن تخدم الأهداف التربوية، أن تساهم في عملية التنشئة الاجتماعية وليس فقط أهداف إجرائية تعمل على توفير أنشطة من أجل الأنشطة الاجتماعية وقضاء وقت فراغ، وإشغال فترة الصيف، بل يجب تعبئة الفتيان والشباب لتحضير أنفسهم للدخول إلى العام الدراسي بروح إيجابية». أحمد المدغري مؤطر تربوي من جهته يرى أن القيمة المضافة التي تتميز بها عملية التخييم التي تنظمها الجمعيات الكشفية هي تدريب الناشئة على التأمل في الكون والمظاهر الطبيعية التي تقودهم وتربيتهم تلقائيا على الإيمان بصفة خالق الكون، كما يتعلم الفتيان قيم المواطنة من خلال اكتشاف الأماكن التي يخيمون بها في معسكراتهم مع تربيتهم على تأدية الخدمات لتلك المناطق حيث ينشأ الارتباط بالوطن والأرض. بينما ترى السيدة عسلاوي أن الاستفادة من المخيمات الصيفية بالنسبة إليها رهين بمقومات وكفاءات المتدربين، وذلك عبر التحلي بالصفات الطيبة التي تجعل القائد قدوة صالحة ومثلا أعلى للأطفال. ختاما، إذا ما أردنا أن تكون محاولتنا فاعلة وإيجابية في استثمار وتنمية الأنشطة والفعاليات الصيفية، يتطلب ذلك منا أن نستفيد من تجاربنا ونتجاوز أخطاءنا والإعداد للمستقبل بشكل أفضل وهذا يستدعي تكريس الجهد نحو مخيمات وأنشطة صيفية تقوم على احترام حقوق الأطفال والشباب واحتياجات نموهم النفسية والاجتماعية وفق عمل عقلاني واع، تربوي تنموي يؤسس للتغيير الذي نريد.