بمناسبة مرور30سنة على تأسيسها سنة 1979، نظمت جمعية الجامعة الصيفية بمدينة أكَاديرفي الفترة الممتدة ما بين 16 و18 يوليوز المنصرم، ندوة علمية وفكرية تحت شعار«أوس ئي كماك أد ئغلي» وحول موضوع «الحضارة الأمازيغية وسؤال الإستمرارية»، وذلك بحضورالأطر و منخرطي الجمعية والفعاليات الثقافية والفكرية المهتمة بشأن الأمازيغي لغة وثقافة. ويأتي هذه القاء في نسخته التاسعة التي تحمل اسم الأستاذ إبراهيم أخياط قيدوم النخبة الأمازيغية، في سياق وطني يعرف مشهده السياسي والفكري والثقافي طموح القوى الحية بالبلاد نحو المزيد من مأسسة مؤسسات الدولة، وإنجاح الإنتقال الديمقراطي وترسيخ قيم التعددية والإختلاف وإكساب اللغة والثقافة الأمازيغيتين مكانة لائقة في المنظومة التعليمية وكافة قطاعات ومرافق الدولة. وتميزت الندوة التي شارك فيها مجموعة من الباحثين والمختصين في مجالات مختلفة ذات ارتباط بتيمة الندوة، بمقاربات عديدة لسانية وانثربولوجية وتاريخية وسوسيواقتصادية وثقافية وتربوية بيدوغوجية وأدبية، زيادة على تخصيص جلسة خاصة لمسار جمعية الجامعة الصيفية منذ تأسيسها في أواخرعقد السعبينات من القرن الماضي،تناولت بشكل كرونولوجي تجربة الجمعية ودورها في تطويرالعمل الأمازيغي على المستويين الوطني والدولي. وهكذا، تناول المتدخلون في الندوة عدة محاورمن أبرزها:مقاربة عامة، المظاهر اللسانية والأنثروبولوجية، المظاهرالتاريخية والقانونية والسوسيواقتصادية، الأدب والفن والتعليم، ثلاثون سنة من عمر الجامعة. وفي اختتام الدورة التاسعة صادق المشاركون في فعالياتها بمجموعة من التوصيات ندرجها على الشكل التالي: إن مفهوم الحضارة الأمازيغية تتحدد من خلال الكيان الأمازيغي الذي تشكل عبر مراحل التاريخ والذي عمل على صهركل المكونات الوافدة على شمال إفريقيا في إطارطابع خصوصي أمازيغي مغاربي مما يقتضي تجاوزالمفهوم السائد للحضارة المغاربية الذي يفصل بين ما هوأمازيغي وما هومغاربي ويستلزم اعتبارأن الحضارة المغربية والمغاربية هي نفسها الحضارة الأمازيغية - 2 - لتوسيع مجال البحث وتعميقه حول عناصر وخصائص الحضارة الأمازيغية في الدراسات الجامعية وداخل مؤسسات البحث العلمي - 3 - إدراج عناصرالحضارة الأمازيغية ضمن المقررات الدراسية المختلفة وذلك بإعادة الاعتبار للرموزوالإعلام والوقائع المغيبة في النظام التربوي وفي فضاءات الحياة العامة - 4 - إعادة قراءة تاريخ المغرب من منظور وطني يسمح بإعادة الاعتبارللمقومات الخصوصية للحضارة والشخصية المغربيتين، وإضاءة الفترات الغامضة في التاريخ الوطني والجهوي والتركيز على التاريخ الاجتماعي الذي يبرز أنماط العيش والإنتاجات الحضارية للشعب الأمازيغي - 5 - ترسيخ مكاسب اللغة الأمازيغية في النظام التربوي الوطني، وذلك بتوفير الاعتمادات والشروط الضرورية لتعميم تدريس الأمازيغية في كافة مناطق المغرب لجميع المغاربة وفي كافة أسلاك التعليم الابتدائي والإعدادي و الثانوي والعالي بوصفها لغة وطنية إلزامية، وربط إدراجها في التعليم بسوق الشغل من أجل ضمان فرص العمل لخريجي المسالك الجامعية الأمازيغية تحقيقا لتكافؤ الفرص ورفعا لكل ميز، وكذا إنجاح مشروع توحيد اللغة الأمازيغية والتمكين للحرف الأمازيغي تيفيناغ داخل المدارس وفي الفضاء العمومي وواجهات المؤسسات والمحلات واللافتات باعتباره الحرف الرسمي لتدريس اللغة الأمازيغية - 6 - إقراراللغة الأمازيغية في الدستورالمغربي كلغة رسمية والتنصيص على البعد الأمازيغي للهوية المغربية في ديباجة الدستور - 7 - ضرورة اعتبارالأسس التاريخية والخصوصيات الثقافية للجهات في التقسيم الجهوي المرتقب في إطارمنظور تكاملي اقتصادي اجتماعي وثقافي يضمن التوزيع العادل للثروات المادية والرمزية ويمكن الجهات المغربية من النهوض وتحقيق التنمية الشاملة والدائمة مع إقرار اللغة الأمازيغية الموحدة في كافة الجهات - 8 - ضرورة رفع حصص البث بالأمازيغية في كافة القنوات التلفزية المغربية إلى نسبة 30 % وتطوير قناة تامازيغت (الثامنة) بتمكين أطرها من الاستفادة من دورات التكوين الضرورية وتوفيرالاعتمادات اللازمة للإنتاج الجيد وتجاوزالمنظور الفولكلوري للثقافة والحضارة الأمازيغيتين - 9 - العمل على وضع مخطط لتدريس اللغة الأمازيغية للأبناء الجالية المغربية بالخارج وذلك باعتبارها لغة الأم ولغة المغاربة جميعا بدون استثناء وصلة الوصل بين الجالية وبلدهم الأصلي - 10 - اعتماد الأعراف المحلية كمصدرمن مصادرالتشريع وإعادة النظرفي بعض التشريعات التي تتضمن التمييزالسلبي ضد الأمازيغية.