انطلقت الثلاثاء الاخير ، بقاعة سينيما أبينيدا بالعرائش الدورة الرابعة لمهرجان ليكسا للمسرح بحضور فنانين ونقاد مغاربة وعرب وفعاليات سياسية ومدنية وإعلامية وجمهور غفير حج إلى القاعة ليشارك في حفل الافتتاح والاحتفاء بسيدة المسرح المغربي الفنانة ثريا جبران . وجاء في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها مراد جوهري منسق مهرجان ليكسا للمسرح في دورته الرابعة أن العرائش ليس بغريب عنها أن تحتضن المسرحية المقتدرة ثريا جبران فعلى ربوة ليكسوس ثمة مسرح شاهد وعلى ربوة العرائش هناك مسرح شهيد وللأسف شيد بمواصفات احترافية عالية واستبدل بدله بعمارة من الاسمنت.وبعد أن حيا الضيوف وشكر المؤسسات المدعمة للمهرجان منذ انطلاقته أكد أنه في ختام هذه الدورة سيعلن عن لجنة تحضيرية لتأسيس مؤسسة خاصة بهذا المهرجان . من جهته رحب السعيد العلام مدير مهرجان ليكسا في دورته الرابعة بالممثلة الكبيرة ثريا جبران وبالضيوف قائلا إن الاحتفاء بهذه الفنانة هو احتفاء بالمرأة المغربية وبأحلامها بحضور ثلاثة وعشرين فنانا في حفل التكريم وباستضافة أربع وسبعين فنانا مسرحيا ذكورا وإناثا موزعة على سبعة عروض طوال أسبوع معلنا بذلك عن افتتاح الدورة الرابعة للمهرجان لتنطلق بعد ذلك مباشرة مراسيم الاحتفاء بصعود الفنانة المحتفى بها إلى منصة الخشبة وألبستها اللجنة لباسا تقليديا خاصا بمنطقة جبالة ووضعت على رأسها «شاشية « مزركشة من إنتاج المنطقة أمام انسياب الكلمات الشاعرية في حقها من طرف زميلها في الحرفة عبد الحق الزروالي الذي أشار إلى أنه إذا كانت فاس رأس مسقطه فان العرائش مسقط قلبه بامتياز رغما عنه مرددا شعاره الدائم :حيثما كان المسرح فتم وطني . وبخصوص زميلته ثريا أكد صاحب المسرح الفردي بالمغرب أنه آن الأوان لسيدة المسرح المغربي أن تعود إلى الخشبة كي تذرف دموع الحسرة والاستنكار لكل ما هو سخيف وآن لها أن تركب هبالها الجميل والمنعش للفكر وللروح مؤكدا أنها واحدة من من الفنانات التي يفخر المسرح بانتمائه إليها وأن الكلام عنها وعن حياتها يحتاج إلى عمر من الكلمات فهي العاشقة والمعشوقة الحارقة والمحروقة. إلى جانب ذلك قدم كل من الفنانين زهيرحجي وصفوت بلحيون شهادات إنسانية في حق المحتفى بها أبرزت خصالها الانسانية وتعاطفها الكبير مع من يشتغلون معها في فرقتها وتضحيتها المادية الكبيرة لصالح شباب فرقتها للتغلب على ظروفهم الصعبة ومواجهة محنهم اليومية لتنتهي كلمات الاحتفاء بتسليمها قلادة مسرح ليكسا وإهدائها لوحتين تشكيليتين للفنانين محمد الحراق وعصام قبوح . وفي كلمتها المؤثرة عبرت ثريا جبران عن حبها الكبير لمدينة العرائش وساكنتها وأكدت أن المسرح علمها أن الإبداع قيم ورسالة إنسانية وتطوع ووفاء وعطاء وموقف ضد الظلم والقهر والحروب وكل أنواع التطرف ؛ وهو أيضا في نظرها دعوة إلى المعرفة والمحبة والسلم والتسامح . من هنا ، تضيف ثريا ، أتت إنسانية الإبداع ومن هنا أيضا أرادت هذه الفنانة أن يكون هذا الاحتفاء استثنائي وليلة للوفاء لأن العرائش وفية ففيها كرم أستاذها الفقيد عبد الصمد الكنفاوي الذي أعطى الكثير للوطن وربى جيلا بأعماله لينتهي حفل الاحتفاء بهذه الكلمات الشاعرية ولينطلق بعدها أول عرض مسرحي موسوم ب « الدار داركم» من إخراج نعيمة زيطان وتمثيل الفنانة جليلة سجلماسي.