توفي أربعة أشخاص من بينهم إمرأة ينتمون إلى أسرة واحدة اختناقا في حفرة عميقة للصرف الصحي أول أمس الخميس بدوار الليل بالجماعة القروية المربوح بإقليم قلعة السراغنة. وبحسب المعطيات المتوفرة من عين المكان، فإن الحادث وقع عندما عجز رب الأسرة عن الصعود من حفرة الصرف الصحي كان يحاول تطهيرها فاستنجد بأحد أبنائه، بعد أن أحس باختناق داخل الحفرة العميقة بفعل الحرارة وتراكم الغازات، مما أدى ، على التوالي، إلى اختناق الابن والزوجة وشخص رابع حيث انخرط الجميع في عملية الإنقاذ إلا أن كثافة روائح الغازات المترتبة عن المياه العادمة والحرارة قللت من حظوظ نجاتهم فقضى الجميع في الحفرة اختناقا. استعمال حفر الصرف الصحي بالمغرب ظاهرة تنتشر بكثرة في البوادي حيث الافتقار للربط بشبكة التطهير السائل، لكنها أيضا تنتشر بمجموعة من الضواحي بالمدن المغربية، بل أيضا داخل المدن! وتجدر الإشارة إلى أن حُفرالصرف الصحي تنجز في غالبها بشكل عشوائي ولا تحتوي على اسمنت ما يسبب تسرب المياه العادمة الى الأرض وبالتالي الى الآبار، مما يخلق المزيد من المشاكل. وبحسب الدراسات الميدانية، فإن حُفر الصرف الصحي تحتاج إلى فترات متفاوتة لنكسها أطولها بعد خمس الى ست سنوات بحسب عمقها وقطرها،وكلما كانت عميقة زادت مخاطر «النكس» ، حيث تحتاج الحفرة الى امتصاص بشكل دوري، إلا أن معظم الحفر لا يتم «نكسها» إلا بعد فترات طويلة بعد أن تفيض الحفرة، وتفوح منها الروائح الكريهة، ما يشكل خطراً كبيراً على صحة الانسان وانتشار الامراض المنقولة من خلال البعوض والذباب والفئران التي تجد مرتعاً خصباً لتكاثرها في هذه المياه العادمة. ومع تخثر المياه العادمة تتفاعل المكونات الكيماوية لتنتج غازات سامة قاتلة قد تودي بحياة كل من نزل إلى الحفرة للقيام بعملية «النكس». وبالرغم من عدم توفر إحصائيات دقيقة عن عدد الوفيات التي تتسبب فيها هذه الغازات ،إلا أن الأخبار المجمعة من مناطق مختلفة تفيد بأنه كل سنة يلقى حوالي عشرين شخصا حتفهم اختناقا بالغازات المنبعثة من هذه الحفر عند نزولهم إلى داخلها.