احتضن مقر وزارة الخارجية الإسبانية بمدريد أول أمس، اجتماعا بين ميغيل أنخيل موراتينوس، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس، والذي يأتي في إطار مساعي هذا الأخير من أجل عقد اجتماع ثالث غير رسمي بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء. وحسب بلاغ للخارجية الإسبانية، فإن موراتينوس استمع إلى وجهة نظر المبعوث الشخصي حول المبادرات المزمع اتخادها في أفق إيجاد حل سياسي دائم، على ضوء القرار 1920 لمجلس الأمن نهاية أبريل الماضي، واللقاءات التي أجراها مع مجموعة الأصدقاء التي تتابع تطورات هذا الملف . ومعلوم أن القرار 1920 اعتبر أن الإبقاء على الوضع القائم ليس مقبولا على المدى البعيد ، مطالبا «مجددا من الأطراف وبلدان المنطقة التعاون بشكل أكبر وكامل مع الأممالمتحدة، ومع بعضها البعض لوضع حد للمأزق الحالي والمضي قدما لإيجاد حل سياسي» . وفي الوقت الذي رحب المغرب بهذا القرار، الذي جدد ترحيبه بالجهود التي تبذلها الرباط منذ 2006 في أفق الحل السياسي، عبرت البوليساريو والجزائر عن رفضهما لمنطوقه، لأن القرار رفض الانسياق وراء المناورات والمزاعم التي يقودها الطرف الآخر من أجل توسيع مهمة بعثة المينورسو لتشمل مسألة حقوق الإنسان ، لتحويل مسلسل المفاوضات الذي ترعاه الأممالمتحدة عن مساره، بعد القناعة المتزايدة لدى مجلس الأمن والمنتظم الدولي بكون مبادرة الحكم تشكل الإطار الوحيد والواقعي لحل سياسي للنزاع . موراتينوس، وحسب البلاغ، جدد الدعم الكامل لبلاده لمساعي روس من أجل إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من لدن الاطراف، وذلك في إطار مبادئ الاممالمتحدة. وتعتبر هذه ثاني زيارة لروس إلى اسبانيا منذ تعيينه في 2009 ، وقد سبق للمبعوث الشخصي أن قام بثلاث جولات في المنطقة، في محاولة لتقريب المواقف من أجل إطلاق جولة خامسة من مفاوضات مانهاست ، وفي هذا الإطار اقترح روس إجراء اجتماعات غير رسمية بين المغرب والبوليساريو والجزائر بالإضافة إلى موريتانيا، عقد منها اثنان، في فيينا وأرمونك ضواحي نيويورك، دون إحراز تقدم. ويعول المبعوث الشخصي على عقد اجتماع ثالث غير رسمي يخرج المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة من المأزق الحالي .