تنظم النقابة الوطنية للإسكان والتعمير والبيئة وإعداد التراب العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل يوم السبت 3 يوليو 2010 مؤتمرها الثاني تحت شعار لا تنمية قطاعية بدون حكامة نقابية وتثمين الموارد البشرية، وفي هذا الإطار سلط الكاتب العام للنقابة الأخ عليوة عبد الحفيظ الضوء على بعض القضايا المهمة من خلال الحوار التالي الذي أجرته معه الجريدة. في سطور وباختصار شديد ما هو واقع النقابة الوطنية للإسكان؟ تضم النقابة الوطنية للإسكان والتعمير والبيئة وإعداد التراب قطاعات متنوعة وغير مستقرة وتدبيرها الحكومي في الغالب يكون موزع بين وزارتين إلى ثلاث، كما أن لكل قطاع خصوصيته ومشاكله مما جعلنا منذ الوهلة الأولى نعتمد في عملنا الداخلي على تنظيم تنسيقيات وطنية (تنسيقية خاصة بالوكالات الحضرية-تنسيقية المفتشيات الجهوية) تعمل تحت إشراف المكتب الوطني. واقع القطاع نعتبره بصحة جيدة وذلك لمجموعة من الاعتبارات أهمها الرتبة المشرفة التي أحرزنا عليها خلال انتخابات اللجن الثنائية واحتلالنا الصف الأول في الانتخابات الخاصة بهيئة المتصرفين، بالإضافة إلى ذلك تواجدنا القوي بالمصالح الجهوية خاصة الوكالات الحضرية والمفتشيات الجهوية، ونحن نأمل خلال هذا المؤتمر أن نعطي دفعة جديدة لتوسيع إشعاعنا التنظيمي. أين وصلت الاستعدادات لتنظيم المؤتمر الثاني؟ لقد تم تحديد يوم السبت 3 يوليو 2010 كتاريخ انعقاد المؤتمر الثاني بالمعهد الوطني للتهيئة والتعمير بالرباط، وذلك بعد مجموعة من الاجتماعات للمكتب الوطني الذي سهر على إحداث لجن موضوعاتية انكبت على إعداد 3 مشاريع أرضيات همت التصور الإستراتيجي، والمسألة التنظيمية وأخيرا النظام الأساسي، وقد شكلت هاته المشاريع موضوع أشغال المجلس الوطني الذي انعقد بتاريخ يوم 29 ماي 2010، والذي تميز بالحوار الجاد ومن المستوى العالي حيث تم في النهاية، وبعد إدخال مجموعة من التعديلات، المصادقة النهائية على مشاريع الأوراق التي ستعرض خلال ورشات المؤتمر. لماذا اخترتم شعار المؤتمر هو لا تنمية قطاعية بدون حكامة نقابية وتثمين الموارد البشرية؟ كما جرت العادة ينبغي لكل شعار أن يترجم رسالة معينة لواقع معين ولمرحلة معينة، ومن هذا المنطلق فالشعار له حمولات دالة وكبيرة، فنحن عبرنا عن هذا الشعار في مناسبات متعددة في ممارستنا وفي بياناتنا، فالقناعة الراسخة هي أن لا تنمية للقطاع بدون إشراك الجميع، إشارة لغياب مؤسسة الحوار بين بعض المسؤولين إن جهويا أو مركزيا والنقابة، واستعملنا حكامة نقابية للتنديد ببعض الممارسات التي تضرب في العمق نبل العمل النقابي، فلا أخفي عنكم بأن مناضلينا ومناضلاتنا تعرضوا لمجموعة من الإغراءات لكنهم ظلوا أوفياء وفديراليين حتى النخاع، في حين عايشنا مجموعة من الحالات المتفرقة هنا وهناك التي أصبحت بقدرة قادر تنتمي لنقابة الميزان أملا في الحصول على امتيازات، أما عن تثمين الموارد البشرية فنحن نقول بأنه من العار أن الوزارة لا تحرك ساكنا أمام انتشار حالات التذمر في صفوف كفاءات عليا بالوكالات الحضرية التي تأخذ إضرابات بطولية منذ سنين، أيضا غياب تنظيم هيكلي بالمفتشيات الجهوية عدم حل مشكل التقنيين مشكل سكن الموظفين والأعمال الاجتماعية كلها ملفات تشكل في حقيقة الأمر مداخل أساسية، من جهة، لتحفيز وتثمين الموارد البشرية ، ومن جهة أخرى لنجاح البرامج القطاعية للوزارة. ماذا تنتظرون من هذا المؤتمر؟ كما سبقت الإشارة، فنحن نعتبر بأن المؤتمر محطة أساسية لأننا نراهن عليه كثيرا في إعطاء دفعة ونفس جديد لتنظيماتنا المحلية والإقليمية والجهوية، فهو مؤتمر نوعي يأتي بعدما اجتازت النقابة الوطنية امتحانا عسيرا ومرحلة عصيبة هددت بقاءها واستمرارها ، وهي مرحلة كانت نتاج مشاكل موضوعية وذاتية استطعنا ومن خلال استحضار مصلحة الشغيلة والتريث والتفكير أن نجتازها بنجاح، بل ولم تزد المناضلين والمناضلات إلا إصرارا وصمودا داخل الفدرالية. إن انتظاراتنا من هذا المؤتمر متعددة ويأتي على رأسها أن يشكل المؤتمر فضاء للنقاش وللحوار اللذين يفضين إلى بلورة تصور استراتيجي عام لنقابتنا، وهو التصور الذي نرى فيه ميثاق شرف مرجعي لتعاطينا اليومي مع مختلف القضايا الراهنة والمستقبلية. والأكيد أن المسألة التنظيمية ترتب من ضمن أولويات انتظارات كل الفدراليين والفدراليات، فلا بد من الخروج من المؤتمر بأجهزة قوية قادرة على ربح التحدي التنظيمي، خاصة تفعيل دور اللجان الوظيفية وفي مقدمتها تلك المهتمة بالتنظيم والتكوين والإعلام النقابي.