الحوادث التي تعرفها معظم شوارع الدارالبيضاء تأتي نتيجة عوامل متعددة (السرعة، عدم الانتباه ، عدم احترام الإشارات الضوئية، عدم الدراية بقانون السير، بالإضافة إلى عدم صيانة و غياب الاعتناء بالسيارات أو الشاحنات وغيرها).. كل هذه الأمور من الممكن تداركها وإصلاحها، والإرغام على ذلك بقوانين زجرية ومستقبلا مدونة قانون السير، ومعظم هذه الوسائل المستعملة للنقل تكون في الغالب الأعم تتوفر على تأمين ، لكن شوارع الدارالبيضاء تزخر أيضا بأسطول آخر! إنه أسطول العربات التي تجرها الدواب، وهي الأخرى تختلف وتكاد تكون أصنافها متنوعة، فمنها ما هو خاص بنقل الأشخاص (الكراول) ومنها الخاصة بالبضائع، وأخرى تتجول في الدروب والأزقة يستعملها الباعة الجائلون. هذا الأسطول من هذه العربات يتسبب في العديد من الحوادث وفي عرقلة السير وهو غير مؤمن ، علما بأنه ذو خطورة بالغة. فإذا كانت العربة لنقل الأشخاص ووقعت الحادثة فإن كل مصاب ليس له إلا الصبر و«تكميد الضربة»، أما إذا وقع عطب بالعربة فما على صاحبها إلا الخشب والمسمار والمطرقة أو تلحيم إطارها الحديدي الذي يربط بين العجلات إن مسه مكروه. الكارثة «العظمى» هي إذا أصيبت الدابة إصابة بليغة، ماذا يمكن أن يفعل صاحبها، فنحن لا نتوفر على مستعجلات بيطرية لكي تقدم الإسعافات الأولية ولا حتى وسائل نقلها من مكانها وإخلاء الشارع حتى لا يعرقل السير بها ويتسبب في حوادث أخرى.... وقد نجد بعد كل حادثة من هذا النوع صاحبها يتأمل ويتأسف ويندب حظه المشؤوم، ليس رفقا بتلك الدابة أو إحساسا بالألم الذي تشعر به في صمت، ولكن لضياعها، فهي الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها في عيشه وعيش أفراد عائلته.