بمجرد حلول فصل الصيف يتزايد الاهتمام بالبشرة، والعناية بها، من لدن الجنسين، خاصة النساء، مع انتشار الوعي بالحفاظ على سلامتها من أشعة الشمس المضرة . إلا أنه يلاحظ في العديد من الأحياء البيضاوية، محلات وقيساريات (درب السلطان، الحي الحسني، الحي المحمدي...) وجود مستحضرات ومنتوجات رخيصة الثمن مقارنة مع محلات أخرى، تشهد إقبالا ملموسا، وبهذا الخصوص تشير إيمان (35 سنة) إلى أن ثمن «واقي الشمس» الذي أقتنيه من الصيدلية يتجاوز 150 درهما لكن هنا في درب السلطان لا يتعدى ثمنه 40 درهما، والغريب أن العبوة هي نفسها و يبدو أن مدة الصلاحية لم تنته بعد»! إيمان وغيرها من النساء تفاجأن بأثمان رخيصة ل «ماركات عالمية» من مستحضرات التجميل التي تساعد البشرة على الوقاية من أشعة الشمس، فلمياء مثلا اقتنت ثلاث عبوات من «مرهم» ، لظنها أنها صفقة مربحة لا يجب تضييعها. تقول نادية (26 سنة) «بصراحة أستعمل كثيرا واقي الشمس خاصة و أننا في فصل الصيف، ولقد أثارني ثمنه الرخيص، فأنا لم أتردد في إقتنائه طالما أن الفرق أكثر من 40 في المائة من ثمنه في صيدليات مثلا»! في القيسارية ذاتها، كان صوت البائع يرتفع من شدة حماسته مصرحا بثمن مستحضرات التجميل، فكلما تجمعت مجموعة من الزبونات من حوله ازداد صوته ، أما بالنسبة للزبونات فهناك من تتهافت على شراء أكثر من عبوة من «واقي الشمس» أو مستحضر من مستحضرات التجميل، وهناك من تستغرب من الثمن الرخيص للمنتوجات! تقول وفاء (18 سنة) «لقد استغربت كثيرا من ثمن مرهم وثمن «مادة» تستعمل في صباغة الشعر»، مضيفة «هذه المواد حساسة للغاية على الوجه أو فروة الشعر، فهناك من تحتوي على مواد كيماوية، لهذا لا أعرف إن كنت سأشتريها أم لا رغم أن ثمنها جد مغري»! يؤكد أخصائي أمراض الجلد والشعر الدكتور خالد البقالي أنه «لا يعقل وجود منتوجات ومستحضرات التجميل تحمل اسم ماركات عالمية ولا تعكس ثمنها الحقيقي في الأسواق، فإن كانت مستحضرات رخيصة الثمن مثل واقي الشمس، فيجب على الزبون أن يتساءل؟ فحتى في البلدان المصنعة لا توجد مثل هذه الأثمان» يضيف «الفرق أن الصيدلية تطلب المواد من الشركات المختصة أو المصنعة بشكل قانوني، فتكون هناك مراقبة شديدة على محتوى المواد المصنعة لكريمات الشمس» موضحا أنه يمكن أن تكون هناك عواقب خطيرة على البشرة مثل التعفنات أو الالتهابات أو ظهور احمرار شديد لمجرد استعمال هذه الأنواع من الكريمات على الوجه، ولعل ثمن الدواء يكون أغلى بكثير من الثمن الذي تم اقتناؤه به» إن «النصيحة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أن هذه المواد التي تباع بأثمان رخيصة لا تعكس ثمنها الحقيقي، فهي غالبا لمواد مقلدة أو منتهية الصلاحية قد تكون عواقب استعمالها جد خطيرة على البشرة، وقد تكون بداية لأمراض لا يتم الشفاء منها بسهولة»، وبالتالي «يجب على المسؤولين محاربة مثل هذه المواد المقلدة، لأنها من الممكن أن تكون جد خطيرة»!